الميثاق نت -

الخميس, 07-نوفمبر-2019
أحمد‮ ‬الزبيري‮ ‬ -
كانت العرب قبل 1441عاما تعيش حاله تشتت وصراعات عبثية وكانت هناك مؤشرات وبشائر ان هذه الارض التي قال عنها سبحانه وتعالى غير ذي زرع على موعد مع حدث عظيم ومع ثورة لا تقلب فقط حياة العرب رأسا على عقب انما العالم القديم كله .. إنه مولد رسول الله .. ونذر الرسالة‮ ‬العظيمة‮ ..‬
إنه‮ ‬مولد‮ ‬اعظم‮ ‬واشرف‮ ‬الخلق‮ ‬محمد‮ ‬بن‮ ‬عبدالله‮ ‬عليه‮ ‬وعلى‮ ‬آله‮ ‬افضل‮ ‬الصلاة‮ ‬وأتم‮ ‬التسليم‮..‬
لقد كانت البداية التي قلبت حياة العرب من الفرقة والتمزق الى الوحدة ليكونوا نواة لأمة عظيمة .. أمة اعطت الحياة على هذا الكوكب معنى جديدا وملأت المفاهيم والمبادئ والقيم العظيمة بالمضامين والمعاني الصحيحة التي ارادها الله سبحانه وتعالى لمن اورثه الأرض ألا وهو‮ ‬الانسان‮.. ‬
قبل الرسالة المحمدية لم يأتنا من اخبار واعلام تلك الايام سوى حروب داحس والغبراء والبسوس وحتى لا نكون مجحفين كانت هناك بعض الاضاءات المشرقة كشعراء ذلك العصر الذين مهدوا الطريق لتقبل ما سترسله السماء اليهم وكان هناك وقبيل مولد النبوة الشعراء الصعاليك الذين بما‮ ‬كانوا‮ ‬يقومون‮ ‬به‮ ‬جسدوا‮ ‬تمردا‮ ‬على‮ ‬قيم‮ ‬الجاهلية‮ ‬معلنين‮ ‬للعرب‮ ‬ان‮ ‬التغيير‮ ‬قادم‮..‬
وقد‮ ‬قال‮ ‬عروة‮ ‬ابن‮ ‬الورد‮ ‬وهو‮ ‬ينصر‮ ‬المستضعفين‮ ‬وقد‮ ‬كان‮ ‬فارس‮ ‬قومه‮ :‬
اوزع‮ ‬جسمي‮ ‬في‮ ‬جسوم‮ ‬كثيرة
‮.. ‬وأحسو‮ ‬قراح‮ ‬الماء‮ ‬والماء‮ ‬بارد‮ ‬
وقول‮ ‬الشنفرى‮ : ‬
اقيموا‮ ‬بني‮ ‬أمي‮ ‬صدور‮ ‬مطيّكم‮ .. ‬فإني‮ ‬الى‮ ‬قوم‮ ‬سواكم‮ ‬لأميل‮ ‬
ولكن‮ ‬نفسا‮ ‬مرة‮ ‬لا‮ ‬تقيم‮ ‬بي‮ .. ‬على‮ ‬الضيم‮ ‬الا‮ ‬ريثما‮ ‬أتحول‮ ‬
وما عدا ذلك كان الانحطاط ضاربا اطنابه في وسط جزيرة العرب وفي اطرافها .. كان العرب اللخميون في الحيرة اتباعا للامبراطورية الفارسية وكان العرب الغساسنة في الشام اتباعا للامبراطورية الرومانية .. ولم يكونوا يدركون ان نور الهدى آتٍ وولد محمد حبيب ورسول الله في‮ ‬الـ‮ ‬12‮ ‬من‮ ‬ربيع‮ ‬الاول‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬الفيل‮ .. ‬فكانت‮ ‬هزيمة‮ ‬من‮ ‬اراد‮ ‬السطو‮ ‬على‮ ‬بيت‮ ‬الله‮ ‬الحرام‮ ‬وكان‮ ‬العقاب‮ ‬كهدية‮ ‬ربانية‮ ‬لتأكيد‮ ‬عظمة‮ ‬مولد‮ ‬النبوة‮ ..‬
ولد‮ ‬الهدى‮ ‬فالكائنات‮ ‬ضياء‮ .. ‬وفم‮ ‬الزمان‮ ‬تبسم‮ ‬وضياء‮ .. ‬
وكما‮ ‬هو‮ ‬حال‮ ‬كل‮ ‬الانبياء‮ ‬وكل‮ ‬الرسالات‮ ‬السماوية‮ ‬تجابه‮ ‬من‮ ‬قوى‮ ‬الكفر‮ ‬والشرك‮ ‬والظلام‮ ‬والبغي‮ ‬والطغيان‮ .. ‬انه‮ ‬الخوف‮ ‬من‮ ‬الجديد‮ ‬وتمسك‮ ‬القديم‮ ‬بقيمه‮ ‬واخلاقه‮ ‬ومبادئه‮ ‬المهترئة‮ ‬العتيقة‮ ‬البالية‮ ..‬
إنه الخوف على المصالح الوهمية الضيقة ولم يكن العرب في أم القرى يدركون انهم سيصبحون امة رائدة وامة قائدة للعالمين وكانت الحرب على الرسول والرسالة .. وكان الصبر .. وكان الإيمان .. وكان الثبات .. وكان الصمود .. وكانت المكاره التي تحملها النذير البشير ومن آمن به‮ ‬من‮ ‬الفقراء‮ ‬والضعفاء‮ ‬الذين‮ ‬كانوا‮ ‬بحق‮ ‬اولياء‮ ‬الله‮ ‬ورسوله‮ ‬وما‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮ ‬فلم‮ ‬يكن‮ ‬سوى‮ ‬تحصيل‮ ‬حاصل‮.. ‬لكن‮ ‬مولد‮ ‬النبوة‮ ‬ومولد‮ ‬الرسالة‮ ‬كان‮ ‬نهاية‮ ‬عالم‮ ‬وبداية‮ ‬عالم‮..‬
وبرسالة‮ ‬سيدنا‮ ‬محمد‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬وسلم‮ ‬عليه‮ ‬وعلى‮ ‬آله‮ ‬اسس‮ ‬لثورة‮ ‬دائمة‮ ‬وتغيير‮ ‬دائم‮ ‬لن‮ ‬تنتهي‮ ‬حتى‮ ‬يرث‮ ‬الله‮ ‬الارض‮ ‬ومن‮ ‬عليها‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57023.htm