عبدالجبار سعد - تم زحزحة موعد التوقيع على اتفاقية شرعية هادي مع الانتقالي لاسابيع ثم ايام حتى وافق تاريخها ذكرى حركة 5 نوفمبر 1967م ولم يكن الامر مصادفة بل هو بتخطيط مسبق وتفاؤل مفرط في أن يكون هذا الاتفاق مقدمة انهاء الحرب كما كانت حركة 5 نوفمبر ولكن لصالح الغزاة .
**
لقد استمرت الحرب بين الملكيين والجمهوريين نحو خمس سنوات قبل نوفمبر وبالطبع حدثت بعد 5 نوفمبر الاولى أشرس المواجهات وحصارالسبعين يوما لصنعاء ولكنها لم تحقق النتيجة المرجوة باسقاط الجمهورية ، ويراد لهذا الاتفاق ان يأتي بعده هجمة مماثلة موحدة على حكومة الامر الواقع ثم تكون ترتيبات الحل التي كما يبدو قد بدأت قبل اتفاق 5 نوفمبر،وهي في طريقها للتنفيذ.
**
الشيء الواضح في حركة 5 نوفمبر انها أسست لحكم انفصالي طائفي مناطقي لم تشهده اليمن في تاريخ دولها المتعاقبة فحتى اتفاقية الوحدة التي جعلت الحكم مناصفة بين الشمال والجنوب كانت المناصفة سياسية وليست طائفية ولا مناطقية اما هذه فستكون محاصصة طائفية مناطقية محضة .
**
جاء بعد نوفمبر الاولى كما أشرنا حصار السبعين وجاءت بعدها احداث 23و24 اغسطس 68م الطائفية اللعينة فهل ستكون هذه مثل تلك مقدمة لصراع مناطقي طائفي مع ان بشائر مثل هذا الصراع قد سبقت الاتفاق وللاسف .
**
باختصار إن المملكة وحليفتها الكبرى الامارات تحقق مراداتها في تمزيق اليمن والظفر بالسلب فهل سيستفيق شعبنا كما استفاق شعب لبنان وشعب العراق ليعكس مقاصدهم اما القوى السياسية فهي بين شريك وضحية .
|