امين الوائلي -
تعميق الكراهية بين أبناء الأمة الواحدة والشعب الواحد.. والأسرة الواحدة لن يحل مشاكلنا، منهج كهذا يصلح لصناعة مشاكل وليس لحلها، للتخريب لا الإصلاح.. لتعميق أزماتنا وإطالة أمدها إذا كان هذا هو ما يهدف إليه المجاهرون بالسوء والمكابرون دونه. الكراهية ليست حلاً.. لم تكن ولن تكون.. والسياسة ليست أكثر من منهج شامل لتعليم وتعلُّم الكراهية في خمسة أيام.. ومن دون معلم أو نصفه، طالما وهي تحرّض البعض ضد البعض وتنفِّر الناس من الناس وتستثمر الأزمات بطريقة مرابية. إذا لم تأتِ السياسة تبعاً للفضيلة، فهي محض رذيلة ولا يجيء منها خير. سياسة النفوس وترويض الشر والهوى والطمع الداخلي وأنسنة الخلافات والاختلافات هي المهمة الأهم، والدرس الأوجب تعلُّمه واجتياز امتحاناته العسيرة والشاقة قبل الحديث عن الإصلاح بالسياسة لوحدها، أو سياسة الإصلاح بسياسة متجردة عن قيمها ومثلها وسياقها الأخلاقي والإنساني. إننا مجتمع نحتاج دائماً ـ وخصوصاً الآن ـ إلى إقامة الأخلاق في النفوس والضمائر قبل الذهاب إلى معركة الأحزاب والسياسيين الذين يتنازعون حقاً ليس في وسعهم القيام بحقه وحق مسئوليته وأمانته. إنها أمانة، وإنهم يستهينون بها أو يهينونها.. يتنافسون لأجل أنفسهم أولاً وثانياً وعاشراً.. ودعك من الشعب والرعية والوطن.. فهذه تظل مجرد مطية يعتلونها للوصول إلى الأعلى، حيث الأعلى يكاد يتطابق مع أسفل سافلين! الذي يحدث الآن، ويستمر في الحدوث.. حماقة وأية حماقة وقد لا يجد اللاعبون من يتفضل عليهم ـ مثلي ـ بهذه الفائدة والصدق.. لا يملكون مشروعاً للكمال والتكميل، وكل ما هنالك هو سيل جارف من الاتهامات المتبادلة والشتائم والمؤامرات. لا السياسة حصّنت الذات ولا الأحزاب أمّنت المشروع الوطني، ولا الإعلام أعلم أحداً أو علّمه كيف يكون ناشطاً من دون شطط.. أو داعية تغيير من دون غلط. لدينا هنا قصعة تداعى عليها الأكلة.. وكفى!! شكراً لأنكم تبتسمون