د.عبدالوهاب الروحاني - يا صاحبي، رعاك الله.. ذلك انت كما عرفتك.. مبتسما وفيا ولكن مشاغبا.. ليتك لم تفعل.. اثرت في شريطاً من ذكريات الثورة »الصحيفة«.. البيت الذي كنا نفر منه اليه، والمدرسة التي تعلمنا فيها خربشات الحرف وتلوين الكلمات ..
نبشت في ايام الصفاء والنقاء .. زمن "ايقاعات" الزرقة وتمرد "لحظات" المساح .. هدوء وبساطة واستغراق الزبيدي ورشاقة القلم عند ياسين المسعودي ونبل المقحفي وبراءة الاكوع والخفة والتقصي عند ناجي الحرازي ومثابرة عبدالحليم سيف ولطف وكفاءة عباس غالب.. وجمال الروح الذي كان ينثره رياض شمسان في اروقة ومكاتب الصحيفة.
اما عبدالحبيب سالم .. فقد كان -ومايزال- ذلك الساحر الجميل زميلي وصديقي الذي كنت اتقاسم معه الحرف والوجع ..وكنا نمسك معا قلما واحدا ونكتب باتجاهين متعاكسين..
كان عبد الحبيب يتوقد مودة وذكاء وشيطنة .. لم يفارقني لحظة منذ غادر الى عالمه البعيد..
اسمعتني يا صاحبي صوت محمد شرف عند منتصف الليل وهو يدوي مع طقطقات حروف الانترتايب بخفة انامل احمد الجعماني وحسين الشعبي ومطهر المحاقري واحمد سالم .. وحيوية ونشاط الوزيزه حيث الصحيفة في لحظات المعالجة الاخيرة قبل الطبع.. من ينسى ابتسامة الصدق والصفاء في وجه فيصل الحكمي (امين الصندوق) ولحظات الانتشاء عند صرف الانتاج ومرتبات نهاية الشهر ..
الله.. الله, كم كان المرتب كائنا جميلا .. لا بل انسانا فوق الوصف والخيال .. كان يرسم الفرحة في وجوه الاطفال ..
ويخلق جواً من السعادة في البيت والحارة وينثر الالفة والمحبة بين الناس في كل مكان ..
نعم, كانت للمرتب صولة وجولة ..
اتتذكر. يا صاحبي كيف كانت تشرق صباحات عبد المغني والطويلي والعم علي مدبر شئون الحديقة والزهور يوم استلام المرتب.. وكيف كانت ابتسامة حسين الكشري تكبر وهو يقدم اشهى فول وألذ شاهي في بوفيته؟!
رعاك الله اخي عبدالرحمن كم انت رائع وجميل .. شدني قلمك الى حائط كان كله حياة وأملاً..
احرص يا صاحبي ان ابادلك دوما نبل وصدق المشاعر.. وحتى عندما شاءت الظروف ان اعبر الى حائط الثقافة المجاور حرصت على ان يظل عبدالرحمن بجاش زميلاً ملهماً وصديقا غاية في الروعة والوفاء .. فقد كان لا ينسى كلما جلسنا الى بعص السؤال والسلام على ابي الذي كان يوده - رحمه الله.
باقة ورد لعبدالرحمن بجاش الصحفي الذي لم ينكسر قلمه قط ..
|