راسل القرشي - ما تشهده المناطق الفلسطينية في غزة وغيرها من عدوان واستهداف متواصل لقادة المقاومة من قبل العدو الصهيوني المغتصب للارض العربية منذ العام 1948م هو امتداد طبيعي لحالة الوهن العربي وحالة البؤس الذي وصلت إليه الأنظمة العربية في التعامل مع العدو الاسرائيلي..
نعم .. يجب الاعتراف أننا نحن ـ الأمة العربية والإسلامية اليوم ـ ضعفاء وجبناء حد القرف.. تائهون وعاجزون، لا نقوى على لملمة أشلائنا المتناثرة في كل اتجاه..نقف مشدوهي الأعين أمام الفضائيات وبالذات العربية منها لمشاهدة التنكيل والعدوان المستمرين اللذين يتعرض لهما شعبنا الجريح في فلسطين منذ أكثر من سبعين عاماً، مكتفين بالتأسف أو البكاء..
عاجزين عن اتخاذ موقف واضح وصريح.. يعيد إلى وجوهنا ماء الحياء ـ إزاء الجرائم الواسعة والتقتيل الدائم لأبنائنا في فلسطين الأليمة.
هذه هي الحقيقة التي يرفض البعض تقبلها .. نجيد محاربة بعضنا البعض ونعجز كل العجز عن التفوه بكلمة حق تطالب بإعطاء كل ذي حق حقه.
أصبحنا أمة جريحة تتكالب عليها الأمم من كل حدب وصوب، والسبب نحن أنفسنا دون غيرنا.. ومع ذلك نغض الطرف ونخشى من المواجهة والاعتراف..
الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين متواصلة منذ أكثر من سبعين عاما ولم نسمع الإدارات الأمريكية المتعاقبة تدعو الى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة تلك الاعتداءات والجرائم أو حتى إدانتها ..، بل على العكس رأيناها تدعو الى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن عقب أي إطلاق للصواريخ من غزة على المدن التي تسمى اسرائيلية !!.
اسرائيل دولة محتلة للأراضي الفلسطينية بدعم أمريكي بريطاني غربي..، والعالم كله يعي ويدرك ذلك إلا أن واشنطن وحلفاءها يقولون إن المحتلين هم الفلسطينيون وهم المعتدون وهم من يرتكبون جرائم بحق الشعب الإسرائيلي..!!!
وفق هذا المنطق الغريب والعجيب لم يعد للفلسطينيين حق ولا أرض ولا دولة ولا ينبغي لهم المطالبة بأي حق كونهم دخلاء ويقطنون في أراضٍ ليست لهم ولا تربطهم بها أية علاقة..!!
إنه منطق الإدارة الأمريكية وسياستها المعلنة ..؛ فالفلسطينيون لا يحق لهم المطالبة بدولة ولا بالقدس ولا المطالبة بالعودة ولا يحق لهم الدفاع عن أراضيهم وعن أنفسهم وينبغي عليهم تلقّي الاعتداءات الإسرائيلية بصمت وبصدور عارية..!!
لا غرابة في هذه المواقف الأمريكية ، فأمريكا هي في الأساس إسرائيل والعكس صحيح ..؛ وإن كان محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قد أقر بحق إسرائيل في الأراضي المحتلة فلا غرابة أيضا في ذلك فمحمد بن سلمان هو الولد المدلل للإدارة الأمريكية ومصالحه مرتبطة بها وهما في الأساس وجهان لعملة واحدة..
السياسة الأمريكية سياسة عدوانية وما يحدث في فلسطين وفي سوريا واليمن والعراق وليبيا وفي كافة انحاء العالم واضح ولا يحتاج إلى شرح..
إسرائيل ومنذ كامب ديفيد كانت هي الأساس وهي الموجهة لكل ما تم إقراره في المنطقة العربية وهي وراء تمزيق الصف العربي وتقوية قبضتها في المنطقة العربية..
كما أن اللوبي الصهيوني الإسرائيلي هو من يُسيّر الإدارات الأمريكية المتلاحقة ولهذا التزمت الولايات المتحدة أخلاقياً وأيديولوجياً بحماية إسرائيل.. واستمرت - في الوقت نفسه - في الحصول على نفط عربي رخيص من منطقة الخليج وخاصة من السعودية دون أي اعتراض من قبل الأخيرة التي تزايد بحماية الإسلام ومقدساته وحماية المسلمين.. حتى اصبح المال الخليجي تحت سيطرة الإدارة الأمريكية كلياً..
لم تعد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة الخارجية غير معروفة او غير مفهومة وبالذات فيما يتعلق بالمنطقة العربية وعلى وجه الخصوص فلسطين فهي واضحة وجلية وأوضحها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بشكل أكثر.!!
لقد فرضت الولايات المتحدة.. هيمنتها على قيادة النظام العالمي وتعتبر نفسها حاليا "القطب الأوحد والأهم في هذا النظام خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفييتي ومن ثم ثقل دورها كقوة خارجية مهيمنة على مجريات الأحداث في المنطقة العربية منذ انتصارها على العراق في حرب الخليج الثانية عام 1991م بصفة خاصة"..
ورغم كل تلك المواقف الأمريكية الأوروبية البعيدة عن الأخلاق فإن غضب الشعب الفلسطيني لم ولن يهدأ.. وحقه لن يضيع.. وأرضه ستعود كريمة شامخة مليئة بالكبرياء..
ستعود فلسطين وطن السلام.. أرض الأنبياء.. ستعود القدس المغتصبة طال الاحتلال أم قصر..
قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين جميعا.. وهي الكلمة الموقف التي لم ولن يتجاوزها التاريخ أو تسقط من الذاكرة..
ستعود الأرض فلسطين.. ستعود القدس مدينة السلام.. وستنتصر القضية، وسيصحح التاريخ أحداثه التي شوهها المحتل المغتصب شاء من شاء وأبى من أبى..
فلسطين عروبتنا.. فلسطين إرادتنا.. فلسطين موقفنا الواضح الجلي الذي لم ولن يسرقه أو يشوهه احد..
ويقيناً.. المقاومة لم ولن تسقط أو تنتهي مهما واصل المغتصب اعماله الإجرامية وممارساته القمعية ومهما واصل العالم انحيازه للمحتل دون حياء أو خجل..
إنها فلسطين العربية.. تاريخ لم ولن ينسى.. حقيقة لا يمكن اسقاطها من كتاب كبير اسمه فلسطين.. ومن ذاكرة شعب مقاوم وأمة لا تعرف سوى حقيقة واحدة وهي فلسطين..
سلام عليك فلسطين غصن الزيتون وأرض السلام .. وسلام على الشعب الفلسطيني الرافض للخنوع والانكسار.
|