الإثنين, 28-يناير-2008
الميثاق نت -    عبدالملك الفهيدي -
باستثناء المؤتمر الشعبي العام قلما تجد كاتباً، أو صحفياً ،أو وسيلة إعلام تتحدث عن بقية الأحزاب السياسية المعترف بها رسمياً في اليمن والبالغ عددها (22) حزباً.

وإذا ما تركنا النقد الموجه لسياسات المؤتمر وأدائه الحكومي والتنفيذي، فإن ثمة تساؤلات عديدة عن سبب هذه الحملة الشرسة ضد المؤتمر كحزب وتنظيم سياسي دوناً عن بقية تلك الأحزاب الـ(22)..
ولماذا هذا الاستهداف الشخصي لقياداته التي بدأت بحملة استهداف شخصي لرئيس المؤتمر الشعبي العام ورئيس الجمهورية على عبدالله صالح دوناً عن بقية قيادات الأحزاب اليمنية.

مثل هذه التساؤلات تبدو أكثر منطقية حين نرى أن جميع الأحزاب اليمنية تتخذ قرارات تنظيمية بتغيير قياداتها أو نقلها أو تجميد عضويتها أو تكليف من يخلف قيادياً فيها دون أن نجد من يناقشها أو ينقدها ولو من باب التقويم باعتبار أن جميع هذه الأحزاب تشكل في النهاية المنظومة السياسية للنظام الديمقراطي في اليمن، وأي خلل يصيب جزءاً من هذا النظام لا بد أن ينعكس سلباً على النظام بكامله.

إن الحملات الإعلامية التي شهدتها الساحة اليمنية مؤخراً والتي تستهدف النيل من المؤتمر وقياداته بدءاً برئيس المؤتمر الرئيس علي عبدالله صالح وانتهاء بأصغر عضو فيه،وإن كانت تعكس حقيقة أن الجميع يرى – بشكل مباشر وغير مباشر – في المؤتمر بأنه التنظيم الديمقراطي الوحيد في اليمن – وهو ما يعتز به – إلا أنها في الوقت ذاته تشكل خلالاً في بنية الثقافة الحزبية والديمقراطية التي تسعى لترسيخ مفاهيم تختصر النظام الديمقراطي للبلد في حزب واحد أو مجموعة أشخاص.

لكن الملفت للنظر أن كل شاردة وواردة تتعلق بالمؤتمر أو بأدائه، أو بقرارات هيئاته باتت تمثل ساحة للنقد والتناولات الإعلامية التي تتجاوز في معظم الأحيان حتى مجرد أخلاقيات الكتابة .
ومع ذلك فان تلك الحملات لا يمكن أن تخرج عن إحدى صور أربع،فالبعض يسعى من خلالها للتنفيس عن رغبات حزبية مكبوتة لديهم تمتد بجذورها إلى عهود الثقافة الشمولية والعمل السري.

فيما يجد آخرون من نشر تأويلاتهم وخيالات أفكارهم المريضة حيال كل ما يتعلق بالمؤتمر كحزب ملجأ للهروب من أزمات وعقد كبت عجزوا عن التخلص منها عبر أطر أحزابهم أو من خلال المؤسسات التي يعملون فيها.

وثمة من يجد في النقد الذي يصل حد الاستهداف الشخصي لقيادات المؤتمر فرصة لتصفية حسابات مع من يظن أنهم أوقفوا انتهازيته التي مارسها طويلاً داخل المؤتمر الشعبي العام أو بالقرب منه.

قلة قليلة من ناقدي المؤتمر هم من يمكن احتسابهم في خانة من يمارسون نقدهم في إطار العمل الصحفي، ومع ذلك فإن تلك القلة تخلط نقدها بمواقف سياسية حيناً وخلفية أيدلوجية وثقافية معينة أحياناً أخرى.

ومع إدراك المؤتمر واستيعابه لأهداف ومرامي أصحاب تلك النزعات – وان اختلفت مسمياتهم أو الوسائل التي يستخدمونها للتشهير بالمؤتمر زوراً وبهتاناً -إلا أنه سيظل كبيراً كعادته – كبيراً في تقبله للنقد البناء – ومتسامحاً مع من يخطئون بحقه .. ومتعالياً عن الهبوط إلى مستويات شخوص عفا على عقلياتها الزمن.

ان المؤتمر يعي جيداً أن تسامحه الدائم حيال من يسعون لنقده بحق أو بغير حق قد يكون عاملاً مساهماً في إفساح المجال لأولئك " الأقزام" للاستمرار في نفث سموم حقدهم عليه وعلى قياداته، إلا أنه في المقابل سيزداد تسامحاً مع كل أولئك "الشتامين" ومن سيلحق بهم مستقبلاً لا لشيء إلا أنه يتمثل المفهوم القرآني الكريم:
" أما الزبد فيذهب جفاءاً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5715.htm