محمد علي اللوزي - الثلاثون من نوفمبر ذكرى مجيدة ماكان لها ان تكون بدلالاتها العظيمة ذات حضور لولا البعد الوطني الوطني العميق في صناعة هذا اليوم الذي كان فاتحة زمن وحدوي عبر عن رقي حضاري رغم المؤامرات الكبيرة التي احاطت بالوطن وأرادته في محاولة جعله مسلوب السيادة والاستقلال منذ اول ساعة لرحيل آخر جندي بريطاني لتبدأ مؤامرة الاشقاء للأسف الشديد بوضع الوطن اليمني في دائرة استهدافهم وعلى وجه الخصوص السعودية التي فرخت الكثير من الازمات السياسية والاقتصادية وحتى الإرهاب بمختلف أشكاله ليظل الوطن خارج مسار الدولة المدنية الحديثة ولنفهم بدقة فيما بعد ماذا يعني إبقاء اليمن في لائحة التخلف يعاني العوز والحاجة وينتظر مايجود به الاعراب الاشد إيلاما للبلاد من هبات جلها عبارة عن رشاوى لوجاهات اجتماعية لإبقاء الوطن عاجزا عن النهوض وتحويل ااستقلال الثلاثين من نوفمبر الذي انجزه الابطال الى مجرد حكاية عابرة لاقيمة لها وهنا علينا ان نتذكر بأن القوى الوطنية قد عانت كثيرا من تدخلات الشقيقة الكبرى إذ لاتقل معاناتها عما كان عليه الاستعمار البريطاني إن لم تكن اشد فتكا فقد راح ضحية هذا التآمر المتعدد الاوجه خيرة الرجال- نستشهد هنا بالرئيس الحمدي- وإدخال الوطن في اتون صراعات لاتنتهي وعبر أدوات من الداخل ظلت تلعب بالسلم المجتمعي والاستقرار وتعطل مسارات التنمية الا في الحدود المسموح بها والخطوط الحمراء التي كانت تضعها الجارة بحيث لاينبغي تجاوزها الى سقف أعلى، لذلك ظل الوطن تابعا خانعا للتدخلات الخارجية، ولم يكتف الاشقاء بهذه التدخلات العميقة فقد وجدوا الفرصة ملائمة لقهر الانسان والوطن اليمني على إثر اختلافات رؤى في الداخل، وعبر ما تسمى شرعية دستورية وجد التحالف البغيض فرصته للانقضاض الكامل على مقدرات الوطن فاشعلوا الحروب باسم الشرعية ودمروا البنى التحتية وقتلوا وشردوا مااستطاعوا حقدا على ان تكون اليمن ذات سيادة وارجاعها الى نقطة الصفر في التخلف، غير ان المواجهة وإرادة اليمني في انتزاع النصر من مخالب الاعداء سجل زمناً نضالياً اسطورياً افقد التحالف صوابه وافشل المؤامرة رغم الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الوطن لكنها في المجمل قرابين للسيادة والاستقلال والعودة الى مربع النصر وتجاوز مؤامرات كبيرة. ولعل بارقة النصر القريب سيكون مفتتح استقلال حقيقي اخفق فيه الغزاة من الداخل والمحتل الاجنبي والتحالف البغيض. وإذا كان للحرب المفروضة على الوطن شرورها وآثامها فإنها بالمقابل قد سجلت نصرا عميقا لقادم الزمن يحترم فيه التحالف نفسه وينأى عن التدخل في الشأن اليمني لتبدأ ولادة يمن جديد ومستقل.
|