الإثنين, 28-يناير-2008
الميثاق نت -  أمين‮ ‬الوائلي -
حزب «الإصلاح» في صعدة دعا الناس إلى «التوبة» و«الاستغفار».. و«إصلاح» المكلا دعا الناس إلى مواصلة الاحتجاجات والمظاهرات، وفي الضالع دعا الناس إلى تفعيل وتمديد فعاليات «النضال السلمي»- على ما قال!
^ البيان الصادر عن مؤتمر فرع حزب «الإصلاح» في محافظة صعدة تجنب دعوة المقاتلين والعناصر المسلحة إلى العدول عن العنف والنزول من الجبال واكتفى بتحميل «الجانبين» مسئولية ماحدث ويحدث، ونسي البيان أن يحثَّ هؤلاء على التوبة والاستغفار، بالمثل!
^ ولكنه- البيان أو الحزب- توجه إلى مواطني صعدة بالحث على «التطهر» و«الرجوع إلى الله»- ولم يقل كيف؟- و«التوبة»- ولم يُفصِّل مِمَّ؟!- وهو عاد وأغرى الناس «بالإصلاح»- كحزب- فخلط بين قضايا الدعوة وبين الدعاية الحزبية- وجمع بيانه الختامي الأمرين معاً.. فهو يصلح‮ ‬خطبةً‮ ‬ومحاضرة‮ ‬دعوية،‮ ‬وخطاباً‮ ‬ومحاضرة‮ ‬سياسية‮.. ‬ولابد‮ ‬وأن‮ «‬النضال‮ ‬السلمي‮» ‬يُجوِّز‮ ‬ذلك،‮ ‬وإلا‮ ‬لما‮ ‬كان‮!‬؟
^ أتذكر البيان الختامي عن المؤتمر العام الأخير لحزب الإصلاح- قبيل انتخابات سبتمبر 2006م الرئاسية والمحلية- وكيف أنه دعا الناس- بالمثل- إلى التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله والتبرؤ من «الفضائيات» وأغاني الفيديو كليب. .وما إلى ذلك.
^ وأتذكر بيان شورى الحزب، وهو الآخر يفعل المثل، ولا اعتراض لديَّ البتة، لا على البيان ولا على التوبة والرجوع إلى الله حتى لا يُظن بنا السوء وأصادف من يستتيبني غداً، فأنا ولله الحمد مع التوبة والرجوع إلى الله في كل نَفَس ولمحة إذا كان الإخوان يجعلونها في كل‮ ‬بيان‮ ‬ومع‮ ‬كل‮ ‬دورة‮ ‬حزبية‮!‬
^ إنما أسأل، فقط من باب العلم بالشيء ليس أكثر من ذلك: «الإصلاح» حزب سياسي، أم منظمة دعوية؟ جماعة سياسية ومدنية تزاول السياسة، أم جمعية خيرية تزاول الخطابة والوعظ- وإن باسم النضال السلمي أو حتى ليكن غير سلمي؟!!
^ في الأمر خبط وخلط، وهو يمتطي جملين في وقت واحد، والشاهد هنا أن تجيير الخطاب الديني واستهداف المشاعر والولاءات العقدية والدينية في الناس، إنما يأتي متبوعاً أو مسبوقاً بخطاب سياسي ودعاية حزبية، فأيهما الحزب؟ وأيهما الجماعة الدينية؟.
‮^ ‬وكأنه‮ ‬يستحيل‮ ‬على‮ ‬الإخوان‮ ‬الانخراط‮ ‬النهائى‮ ‬في‮ ‬الحزبية‮ ‬ومشاغل‮ ‬السياسة،‮ ‬ويظل‮ ‬الأمر‮ ‬عائماً‮ ‬بين‮ ‬خطبة‮ ‬وخطاب‮.. ‬بين‮ ‬حزب‮ ‬وجماعة‮.. ‬بين‮ «‬إصلاح‮» ‬و‮«‬إخوان‮».‬
^ لا أستخفُّ بالإصلاحيين، فهم والحق يُقال دُهاة، ولكن في الدهاء ثمة أدق من الخيط بين وجهين: «الذكاء» و«المكر»، ولولا ذلك لما بقي «الإصلاح» مزدوجاً بين وظيفتين: السياسي والداعية.. الحزب والجماعة.. الدنيا والدين، حيث الدين مطيَّة للدنيا ومعراج لاعتلاء السلطة‮ ‬الثالثة‮.‬
^ استهداف الشعور الديني يترافق مع استهداف شعور آخر له علاقة بالمعيشة اليومية ومعاناة الغلاء والبطالة وخلافه، ولذلك يدعو الناس للتوبة هنا، ويدعوهم هناك وهنالك إلى التظاهر والاعتصام بالنضال السلمي! وليس هناك من انتهازية تفوق الوصف إلاَّ هذه.
^ بالتأكيد، أتفهم مغزى الخطاب المزدوج- فمايزال الإخوان يتبرؤون من شبهة «العلمنة» و يدرؤون عن أنفسهم تهمة «العلمانية» التي لصقت بهم وراجت لدى تيار واسع في الحزب يشغل منطقة أقصى اليمين يرفض فكرة التحالف مع «الاشتراكي اليمني» الذي حُفظ لديهم في خانة «العلمانية‮» ‬والشيوعية،‮ ‬برغم‮ ‬التطورات‮ ‬والتحولات،‮ ‬وحتى‮ ‬يرفض‮ «‬القومية‮» ‬بوصفها‮ ‬الرديف‮ ‬الآخر‮ ‬والأخ‮ ‬الأصغر‮- ‬غير‮ ‬الشقيق‮- ‬للأولى،‮ ‬وللخبرة‮ ‬والتجربة‮ ‬المريرة‮ ‬بين‮ ‬الفريقين‮ ‬في‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬زمان‮ ‬ومكان‮.‬
^ لذلك يسارع الحزب في بياناته وخطاباته إلى إقحام أمور الدعوة وخطاباتها في السياسة ومغالطاتها، وللأسف الشديد.. مشروع الخدمة المدنية لمحاربة الازدواج الوظيفي لم يصل إلى هذه المناطق بعد، وربما لن يصل أبداً (!!).
شكراً‮ ‬لأنكم‮ ‬تبتسمون
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5726.htm