حاوره / راسل القرشي - لا يمكن الارتقاء بأداء أي مكتب تنفيذي في أي محافظة إلا إذا تم وضع الرجل المناسب الخبير إداريا والمطلع قانونياً والعالم بمجمل الإشكالات والمعوقات التي تواجه المكتب ونشاطاته وفعالياته المختلفة..
ومن هذا المنطلق يعد مكتب الشباب والرياضة في أي محافظة من المحافظات احد المكاتب التنفيذية المهمة التي ترتبط بشباب اليمن والارتقاء بأدائه ليس رياضياً فحسب وإنما في مجالات الابداع المختلفة ويتطلب اسناد مهمته إلى الشخصيات الكفؤة إداريا ، وذات اطلاع بالمتطلبات العامة التي يحتاج لها الشباب بشكل عام..
وفي هذا السياق توفقت السلطة المحلية بمحافظة تعز في اختيار شخصية شبابية مفعمة بالحيوية والنشاط وذات دراية وخبرة إدارياٍ وقانونياً ومطلعاً على الحالة الشبابية والرياضية في البلاد .. إضافة الى كونه يمتلك رؤى تنويرية بالإمكان إن تم التفاعل معها ستسهم في إحداث نقلة نوعية في مسار الحركة الشبابية والرياضية في تعز والوطن عموماً..
إنه الاستاذ خالد الصوفي مدير مكتب الشباب والرياضة في تعز .. التقيناه وناقشنا معه مجمل القضايا الشبابية والرياضية التي تخص تعز من جهة والوطن بشكل عام..
إلى التفاصيل :
* بداية نود ان نتعرف منك عن حجم الاضرار التي لحقت بالقطاع الشبابي والرياضي في تعز نتيجة العدوان والاعمال العسكرية؟
- في البداية اشكر صحيفة "الميثاق" على اهتمامها بالشباب وقضاياهم خصوصاً بعد أن بدأت الحقائق تلوح في الأفق وعانى الشباب خلال السنوات الماضية الكثير من المشاكل وحرموا من أبسط حقوقهم في ظل العدوان الهمجي الغاشم على بلادنا..
ورداً على سؤالكم .. نود الإشارة إلى أن الأضرار التي لحقت بالشباب والرياضة في تعز جراء العدوان لا تقتصر على الأضرار المادية وانما تعدت ذلك إلى الأضرار المعنوية التي تمثلت بتمزيق النسيج الشبابي والرياضي وتبعثره وانقسامه وهذا هو الضرر الأكبر والذي انعكس على الحركة الرياضية برمتها وادى الى حرمان ما تبقى من الأسرة الرياضية من أي مشاركات وغياب تام للفعاليات الرياضية خلال سنوات من العدوان وأشير هنا إلى أن عدم اقامة دوري الجمهورية للدرجة الأولى والثانية على مستوى أندية الجمهورية اليمنية له انعكاسات سلبية وظهر ذلك جلياً على أداء منتخبنا الوطني في مشاركته الاخيرة في خليجي 24 والتي لم تكن سوى انعكاس للحالة النفسية والانقسام الذي تعاني منه الرياضة اليمنية جراء العدوان ..الذي استهدف تدمير هذه الشريحة المجتمعية شريحة الشباب ..
اما بالنسبة للأضرار المادية فقد بلغت خسائر القطاع الشبابي والرياضي أكثر من 3 مليارات ريال وكما تعلمون فقد تعرضت الكثير من المنشآت الرياضية للقصف حيث تم قصف نادي الصقر في بيرباشا وضرب ملعب النادي الأهلي ونادي شباب الراهدة ما أدى إلى خروجهم عن الخدمة..
* هناك من يقول إن الاراضي التي تم تخصصها للاندية الرياضية في المحافظة قد تم البسط عليها او الاستيلاء عليها.. ؟
وهل تمكنتم من استعادة تلك الأراضي وإعادتها للاندية؟
- بالنسبة للأراضي التي تمتلكها الأندية في المحافظة ..أقول بكل أسف هناك بعض ذوي النفوس المريضة بسرطان الجشع والطمع والتهور وجدوا في هذا العدوان الذي تتعرض له بلادنا فرصة لممارسة هواياتهم بالبسط والاستيلاء على عقارات الأندية لإشباع غرائزهم واطماعهم واذكر على سبيل المثال أراضي نادي الطليعة والتي قام أحد المواطنين التجار باستقطاع أكثر من 78 قصبة وضمها إلى أملاكه في حين أنها من أملاك وزارة الشباب والرياضة بناءً على وثيقة الشراء من قبل المجلس الأعلى للشباب والرياضة في أواخر سبعينيات القرن الماضي ونحن في صدد استعادة ما تم نهبه بكل الوسائل القانونية .. أيضا عقار نادي شباب الراهدة والذي يمتلك من العقارات ما يؤهله لدعم أندية الجمهورية اذا ما تم استثمارها والاستفادة منها وقد تعرضت هذه العقارات لمحاولات سطو من قبل شخصيات نافذة الا انه تم التصدي لذلك بفعل سرعة التجاوب من قبل السلطة المحلية وقيادة الوزارة وشكلت لجنة على الفور اوقفت الاعتداء واستعادة العقار .
كذلك هناك محاولات للاستيلاء على واجهة ملعب نادي شباب دمنة خدير من بعض الشخصيات لموقعه الاستراتيجي كونه يقع على الخط الرئيسي ولا تزال تلك المحاولات الا أنها لن تحقق مبتغاها أبداً..
كذلك ملعب نادي شباب مقبنة الذي تعرض للاعتداء من قبل أحد التجار وقام بالبسط عليه وعمل صبيات اعمدة وقد تم إيقافه وسيتم إزالة الاستحداثات ..
والمؤسف ما حصل لمكتب الشباب والرياضة في شرعب السلام الذي تحول وبقدرة قادر إلى مستوصف خاص لأحد المواطنين يتدرب فيه الفاشلون على ارواح البشر والغريب أن ذلك تم على مرأى ومسمع السلطة المحلية في المديرية والذي يشترط اخلاء المكتب من قبل المعتدين قيامنا بتأثيثه في حين أن تأثيث المكتب من عدمه لا يعنيه..
* وماذا عن مكتب الشباب والرياضة وبيت الشباب بالمحافظة .. هل صحيح بأنه تم الإعتداء عليهما؟
- مكتب الشباب والرياضة في عاصمة المحافظة يعمل فيه العديد من الجهات الرسمية والمكاتب التنفيذية ..النيابة والتربية والهيئة العامة للأراضي وقناة المسيرة والمعهد الوطني ومحو الأمية والمعاقين وجامعة تعز الا اننا كنا ولا نزال وسنظل نطالب السلطة المحلية وقيادة الوزارة الزام تلك الجهات بتحرير محاضر وعقود ايجارات بمبالغ رمزية فقط أقراراً للحق وحفاظاً على اصول وممتلكات الشباب والرياضة..
حتى بيت الشباب تعرضت للاعتداء من قبل الحارس الخاص بها والذي منح الأذن لبناء غرفة للحراسة من قبل القائم على بيت الشباب حينها وخلال سنوات العدوان تواسع واصبحت بيتاً بأربعة غرف ومرافقها ويحاول بناء سور بدعوى ملكيته للأرض وحين واجهنا ذلك وحاولنا فتح هذا الموضوع تعرضنا للتهديد من قبل مرافقي أحدى الشخصيات النافذة ومع ذلك سوف نلجأ للقضاء..
خلاصة القول إذا لم يتم سرعة استغلال هذه العقارات واستثمارها لصالح مكتب الشباب والاندية فستبقى عرضة للنهب والسطو والمثل يقول ..المال السائب يعلم الناس السرقة..
* ألا يعد كل ذلك بسبب الاهمال من قبل المكتب والسلطة المحلية؟
- دعني أقول لك صحيح هناك اهمال لعقارات الشباب والرياضة فمثلاً عقارات نادي الطليعة لم تستثمر واصبحت مقلباً للقمامة ومخلفات البناء وعقارات الراهدة كذلك رغم انها على شوارع مسفلتة وقد اقتطع بعض المواطنين اجزاء منها ..وحتى بيت الشباب لولا اننا نتصدى بقوة لأصبحت في خبر كان..
* لا شك بأن هناك الكثير من الاشكالات التي تواجه عملكم .. ما طبيعتها ؟
- هناك اشكالات كثيرة منها عدم وجود مكاتب كون مكاتبنا تعمل فيها مكاتب تنفيذية أخرى وايضاً عدم وجود كادر اداري كون القوة البشرية العاملة في مكتب الشباب والرياضة بضعاً وسبعين موظفاً لا يوجد منهم سوى خمسة أو ستة فقط والبقية أما في الداخل اقصد وسط المدينة واما مهددون بقطع مرتباتهم اذا عملوا معنا ..؛ ومن الاشكالات أيضاً عدم معرفتنا عن مصير نسبة 30٪ والتي تستقطع من عائدات صندوق النشء والشباب اضافة إلى عدم وجود البنية التحتية من ملاعب وصالات وأدوات ومستلزمات رياضية وغير ذلك مما يصعب علينا تفعيل الانشطة الرياضية وبالذات العاب الظل .
* هل بالامكان استعادة النشاط الرياضي في المحافظة في ظل الظروف الحالية؟
- ما حققناه للشباب والرياضة حتى الآن يعد انجازاً كبيراً مع عدم وجود الامكانات واستطيع ان ألخص تلك الانجازات بالتالي :
عقدنا لقاء موسع في بداية العام 2019م ضم رواد الحركة الرياضية لغرض لم شمل الأسرة الرياضية وجمع قاعدة بيانات واعادة هيكلة وبناء المكتب من جديد وتكلل هذا اللقاء بالنجاح وشكلنا فريق عمل واعددنا خطة عمل للعام 2019م بهدف استنهاض الحركة الرياضية لكل الرياضيين في المحافظة دون استثناء بما في ذلك من هم في الطرف الآخر من المدينة وقد اقمنا :
1- دوري اسبوع الشهيد أستمر لمدة عشرة أيام في الصالة المغلقة استهدف أكثر من 350 لاعباً.
2- الدوري المدرسي واستمر لأكثر من شهرين استهدفنا فيه مختلف المدارس لغرض اكتشاف المواهب والمبرزين.
3-دوري شباب ماوية واستمر قرابة الشهر واستهدف أكثر من 280 لاعب.
4-دوري" مرعيت" نسبة إلى اسم المنطقة كتقليد سنوي والذي استمر لأكثر من شهر واستهدف أكثر من 400 لاعباً.
5-الدورة الرمضانية الاولى بدأت أول رمضان وانتهت في 16 منه اقيمت في الصالة المغلقة واستهدفت اكثر من 630 لاعباً.
6-دوري شباب دمنة خدير وتزامن مع الدورة الرمضانية واستمرت طوال الشهر الكريم واستهدفت 420 لاعباً وستكون تقليداً سنوياً أن شاء الله.
7-دوري شباب مقبنة واستهدف أكثر من 230 لاعباً.
8-دوري المراكز الصيفية والذي استمر لمدة شهر واستهدف أكثر من 650 لاعبا من مختلف المديرياتك.
9-دوري مديرية شرعب السلام الذي يقام حالياً ويستهدف أكثر من 190 لاعباً..
هذا على صعيد كرة القدم أما على صعيد كرة الطاولة فقد شارك فريق محافظة تعز ببطولة التحدي التي اقيمت على مستوى الجمهورية وقد فاز بكأس الجمهورية في هذه البطولة واشير هنا أن الفريق تكون من 4 لاعبين 2منهم من داخل المدينة وقد تم تكريم الفريق على احسن ما يكون .
وعلى صعيد آخر نحن نعمل الآن على استثمار اراضي الشباب والاندية الرياضية لكي ننهض بالحركة الرياضية ونصل بها إلى المستوى الذي نطمح له وذلك لن يتحقق ما لم يتوافر الدعم اللازم لرعاية الرياضيين وتلبية احتياجاتهم وايجاد حراك رياضي وشبابي جدير بهذه المحافظة.
* ما الذي تقومون به من اجل الشباب والرياضيين المشاركين في الفعاليات الخارجية من ابناء المحافظة ؟ وهل يتم تكريمهم والعمل على تشجيعهم وتنمية مهاراتهم ؟
- نحن مستعدون لتقديم الكثير للأسرة الرياضية بأكملها وليس أبناء المحافظة فحسب فنجاح الرياضة في إب او حجة او عدن او صعدة او حضرموت او صنعاء هو نجاح للرياضة اليمنية ويعني استعادة النشاط الرياضي ونحن ننظر للجميع كيمنيين..
وبالنسبة للتكريم فنحن نكرم وكرمنا كل من اسهم في انجاح النشاط الرياضي بالقدر الممكن والمتاح وقد سبق وكرمنا ابطال تنس الطاولة تكريماً يليق بفوزهم ببطولة الجمهورية واقيمت على شرفهم مأدبة غداء اقامها الاخ المحافظ بالإضافة إلى مكافآت مالية لم يكن يتوقعها اللاعبون انفسهم..
* من وجهة نظركم ما الذي ينقص الشباب والرياضة في تعز واليمن عموما وكيف يمكن الارتقاء بالاداء الشبابي والرياضي بشكل عام؟
- الارتقاء بالأداء الشبابي والرياضي في تعز واليمن عموماً ليس مستحيلاً ويمكن أن يتحقق بجملة من العوامل واذكر منها :
العامل الأول استعادة الثقة بقدرات اللاعبين والقائمين على الحركة الرياضية من خلال لم شمل الأسرة الرياضية بشكل عام بعيداً عن التجزئة وأي حسابات أخرى..
العامل الثاني الدعم المادي من خلال اعتماد المبلغ 30٪ من عائدات صندوق النشء والشباب وتسخيرها لما خصصت من اجله لأنها تستقطع مباشرة من المحافظات وتعكس إلى حساب وزارة الادارة المحلية ولا يطال الشباب منها لا بلح الشام ولا عنب اليمن وكأنك يا ابو زيد ما غزيت فلو صرفت فيما وردت من أجله بإمكاننا أن نرتقي بالأداء الرياضي ونقيم مشاريع واكاديميات رياضية ونحقق الاهداف الممشار..
العامل الثالث إعادة تأهيل اللاعب وتوفير المعدات والمنشآت الرياضية وذلك لن يتأتى الا اذا تحقق العامل الثاني..
العامل الرابع دور القطاع الخاص من مؤسسات وشركات ورجال اعمال في دعم الشباب..
العامل الخامس الاهتمام والرعاية لرواد الحركة الرياضية الذين افنوا حياتهم في خدمة الرياضة واخيراً وجدوا انفسهم مشردين في الشوارع ومرضى لا يجدون ثمن العلاج ومنسيين لا يذكرهم احد الامر الذي يجعل من يطمح في الاحتراف الرياضي يعيد حساباته الف مرة..
العامل السادس يتمثل في استشعار الجميع لدور الرياضة ومبادئها واهميتها في بناء الانسان لأن الجميع يصاب بالإحباط عندما يتحدث عن الرياضة ويسخر منه الجميع بالقول الناس يبحثون عن لقمة العيش وانت تريدهم يلعبوا (كُبَة)..!!
يجب أن تتغير نظرة المجتمع وذلك من خلال التوعية وقبل ذلك تغيير واقع الرياضيين..
العامل السابع سرعة استثمار اراضي الشباب والرياضة بما يحقق مورداً للحركة الرياضية..
من خلال تلك العوامل وانا على ثقة بأن الحركة الرياضية ستعود بقوة وحينها لن تسمع من يقول لك إن الرياضة في بلادنا لا تؤكل عيش..
* ماذا عن خططكم المعدة للعام الميلادي القادم 2020م .. وهل سيشهد القطاع الشبابي والرياضي نشاطا ملحوظاً أم ان حالة السبات ستستمر ؟
- لا يمكن الحديث عن خططنا للعام القادم الا بعد عقد اللقاء الموسع الثاني مطلع الشهر القادم ليتم من خلاله اعداد خطة متكاملة لمختلف الانشطة الرياضية للعام 2020 وسوف نوافيكم بنسخة منها وسنعلن ذلك في مؤتمر صحفي عقب الانتهاء من اللقاء الموسع وأنا على ثقة بأن العام الجديد سيكون حافلا بالأنشطة على مستوى المديريات والاندية والمحافظات إن شاء الله وسوف نخرج من بوتقة كرة القدم وسننظم انشطة كرة الطاولة والتنس والطائرة والسلة والجمباز واختراق الضاحية وغيرها من المسابقات..
وهنا أنتهز هذه الفرصة واوجه الدعوة لكل الرياضيين والمهتمين بالرياضة إلى المبادرة ونحن على استعداد لاستيعاب الجميع دون أي تحفظات.. هدفنا توحيد الحركة الرياضية وتشريف اليمن في المحافل الدولية.
|