فيصل الصوفي -
بحلول يوم غد سيكون اتحاد شباب اليمن قد بلغ سن الخامسة.. هذا الاتحاد الذي نشأ في يناير 2003م عن طريق مؤتمر تأسيسي عام حضره نحو 400 مندوب يمثلون قطاع الشباب في الجمهورية هو أول اتحاد تجميعي للمنظمات الشبابية.. واليوم وقد بلغ سن الخامسة يتعين أن نواجهه بالسؤال الكبير عن أدائه خلال تلك السنوات..
لدينا في المجتمع اليمني اقتناع أن الشباب يجب أن يكونوا محط اهتمام بالنظر إلى أن أغلبية السكان هم من الشباب، وبالنظر إلى أن هذه الفئة تزخر بإمكانات هائلة للتأثير وللعب دور في أي مجال من المجالات العامة.
كل حزب تقريباً لديه دائرة متخصصة بالشباب، والحكومة لديها مؤسسات واستراتيجيات ومشاريع تعنى بالشباب، حتى التنظيمات أو الجماعات الإرهابية تلجأ إلى التأثير في الشباب وتوظيفهم لخدمة مشاريعها الإجرامية..
وباستثناء الإرهابيين، فإن القوى الأخرى في المجتمع- مهما اختلفت رؤاها وتعارضت مصالحها- من واجبها أن تولي أقصى عناية لهذه الفئة الفخمة وشديدة الأهمية، من خلال التعليم والتربية السياسية والعمل من أجل ضمان حقوقهم في التدريب والعمل والسكن وتكوين أسرة..
منظمات حزبية وغير حكومية صارت تتسابق في مجال دعم حق الشباب في تكوين أسرة، وبذلك بدأت في الاهتمام بآخر الحقوق التي يمكن للشباب أن يصلوا إليها بأنفسهم إذا توافرت لهم حقوقهم في مجال التعليم والتدريب والحصول على العمل.. إن مهرجانات الزفاف الجماعي في نظري خطأ كبير..
اتحاد شباب اليمن ينبغي أن لايشارك في هذا السباق، وعليه أن يهتم في مجال نشاطاته المطلبية بالحقوق الأساسية أولاً.. فأنت عندما تجمع تبرعات وتنظم زفافاً جماعياً تكون قد فعلت خيراً، لكن فعل الخير هذا كان أولى لو تم في مجال أسبق، فهذا الشاب وهذه الشابة اللذان تزوجا الآن عن طريق التبرعات ماذا سيكون مصيرهما إذا كانا بدون عمل أو إذا أضافا إلى الأسرة غداً شريكاً ثالثاً؟