الإثنين, 28-يناير-2008
الميثاق نت -  ابن‮ ‬النيل -
ربما يجهل الكثيرون منا -مع الأسف الشديد- حقيقة أن »المعابر« التي يطالبون بفتحها.. لفك الحصار المضروب على أهلنا في قطاع غزة، منذ كان النزاع الفلسطيني -الفلسطيني، قد أضاعت أمة العرب مفاتيحها.. فقد ارتضى أركان نظامها الرسمي اعتماد مبدأ التفاوض مع مغتصبي حقوقنا في الوطن المحتل، كخيار استراتيجي لا رجعة فيه، حتى ولو أدار الجانب الصهيوني ظهره لجميعهم على طاولة المفاوضات، إمعاناً في إحراجهم أمام الملايين من بني قومهم، أو على نحو ما حدث في أعقاب انعقاد مؤتمر »أنا بوليس« في الهزيع الأخير من العام الماضي، وما أكدته بعدها‮ ‬شواهد‮ ‬ما‮ ‬أعقب‮ ‬زيارة‮ ‬الرئيس‮ ‬الأمريكي‮ »‬جورج‮ ‬بوش‮« ‬الى‮ ‬منطقتنا‮ ‬العربية‮.. ‬في‮ ‬الاتجاه‮ ‬ذاته‮.‬
لا غرابة إذاً -والأمر كذلك- في أن تقف أمة العرب هذه عاجزة حتى عن مجرد اغاثة جرحاها ومرضاها في فلسطين التي نحب، وقد بلغت تداعيات الحصار الصهيوني لقطاع غزة في الآونة الأخيرة الى حد عدم توافر مادة الأسمنت -على سبيل المثال- كي يتسنى لأهلنا هناك إعداد المقابر لشهدائهم‮ ‬من‮ ‬ضحايا‮ ‬غارات‮ ‬العدو،‮ ‬أو‮ ‬لموتاهم‮ ‬ممن‮ ‬ضاقت‮ ‬بهم‮ ‬سبل‮ ‬توفير‮ ‬الأدوية‮ ‬اللازمة‮ ‬لعلاجهم،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن‮ ‬خلو‮ ‬أسواقهم‮ ‬مما‮ ‬يحتاجونه‮ ‬لهؤلاء‮ ‬الشهداء‮ ‬والموتى‮ ‬من‮ ‬أكفان‮ ‬قبل‮ ‬دفن‮ ‬جثامينهم‮.‬
ولكي تستعيد الأمة التي تتمتع بشرف الانتساب إليها مفاتيح المعابر إياها، وقد تعمدت الاشارة الى أنها أضاعتها في بداية زاويتي هذه، عليها أولاً وقبل أي شيء.. أن تسترد إرادتها الغائبة كذلك، وقد باتت مرهونة بمشيئة أعدائها، منذ قبول حكامها مهانة تسليمهم بالعجز دون‮ ‬مبرر‮.‬
ويكفي ما قاله فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.. اختصاراً لكل ما ينبغي قوله في هذا الشأن، من أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، داعياً أقرانه من القادة العرب أن يتحملوا مسئولياتهم تجاه ما يتعرض له أبناء شعبنا العربي الفلسطيني من عدوان غاشم ومجازر وحشية.. والى‮ ‬حديثٍ‮ ‬آخر‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5730.htm