الميثاق نت -

الإثنين, 23-ديسمبر-2019
أحمد‮ ‬الزبيري‮ ‬ -
قمة كوالالمبور التي دعا إليها رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد هي محاولة جادة لإيجاد حلول لمشاكل العالم الإسلامي والتي بلغت مستويات خطرة تتطلب مواجهة مسئولة تؤدي إلى حلول تأخذ في الاعتبار حقيقة اسباب بروز هذه القضايا مع التركيز على الأبعاد الاقتصادية والتنموية في هذه المجتمعات والتي تعد مجتمعاتنا العربية جزءاً اصيلاً من هذا العالم الذي تضربه صراعات دموية مدمرة حولت المسلمين ليس إلى متهمين بالإرهاب بل ومدانين يتعرضون في اكثر من مكان لعقوبات جماعية لكونهم ينتمون إلى الإسلام ، وما كان لهذا ان يحصل لولا عبثية المال‮ ‬النفطي‮ ‬الذي‮ ‬يمول‮ ‬منذ‮ ‬عقود‮ ‬حروباً‮ ‬عدمية‮ ‬تخدم‮ ‬الطامعين‮ ‬بثروات‮ ‬وموقع‮ ‬هذه‮ ‬الأمة‮ ‬،‮ ‬والقلقين‮ ‬من‮ ‬استعادتها‮ ‬لأي‮ ‬دور‮ ‬فاعل‮ ‬في‮ ‬الانجازات‮ ‬الحضارية‮ ‬لعالم‮ ‬اليوم‮ ‬والغد‮..‬
قمة كوالالمبور تأتي في ظل ازمات وفتن وحروب ومعاناة ومآسٍ انسانية تمتد من فلسطين إلى افغانستان إلى مانيمار وكشمير والصومال واليمن والعراق وليبيا ؛ ناهيك عن الأزمات البنيوية الاقتصادية والثقافية والسياسية والتي وصلت إلى حدود ازمة هوية تسهم في وجودها انظمة كان يفترض بها أن تكون مصدر حلول وليس مصدر اشكاليات ..، لهذا ينبغي النظر إلى قمة كوالالمبور أنها البداية في الاتجاه الصحيح لأخذ هذه الأمة إلى مسار جديد يبدأ بتفكيك صواعق ألغام التفخيخ لتفجير الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية ولا تنتهي عند إنهاء الصراعات بل‮ ‬والانتقال‮ ‬بها‮ ‬إلى‮ ‬المستوى‮ ‬الحضاري‮ ‬الذي‮ ‬تستحقه‮ ‬أمة‮ ‬تؤمن‮ ‬بدين‮ ‬الرحمة‮ ‬والعلم‮ ‬والعمل‮ ‬لا‮ ‬سيما‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬برزت‮ ‬نماذج‮ ‬يمكن‮ ‬البناء‮ ‬عليها‮ ‬في‮ ‬دول‮ ‬كماليزيا‮..‬
صحيح أن هناك تجمعات أخرى تحمل تسميات تشير إلى أنها وُجدت من أجل حل قضايا الأمة لكنها ولأسباب هيمنت عليها انظمة سخرت نفسها لتكون مضادة لنهوض المسلمين شعوباً ودولاً، لهذا كان لابد من رؤية جديدة تواكب متغيرات عالم اليوم في ظل وجود دول تستخدم ثروات الأمة في سبيل اوهام الهيمنة لصالح مشاريع معادية لتحرر العرب والمسلمين اقتصادياً وسياسياً .. لهذا كانت دعوة رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد لكل الدول الإسلامية بما فيها السعودية ودول الخليج ولم تشارك إلا قطر من هذه الدول واعتبرتها السعودية أنها قمة تستهدفها مع أن القمة ليست تحالفا عسكريا او سياسياً معادياً لها ،ولم تكتف بذلك بل عملت بما لها من نفوذ مالي على منع الكثير من الدول من المشاركة وعلى رأسها باكستان التي كان رئيس حكومتها عمران خان الذي كان من أوائل الداعين لانعقاد هذه القمة التي تعد بالنظر إلى الأزمة التي تصاعدت لهذه الدولة الإسلامية مع الهند في اقليم كشمير إلا أنه وتحت ضغط الحاجة للمال السعودي اضطر للاعتذار في اللحظات الاخيرة وهذا يبين حقيقة اسباب الضعف والوهن والاستهانة من العالم كله ، وهذا ما يجعلنا نعوّل كثيراً على هذه القمة والتي وضعت قضايا رئيسية تهم كل المسلمين‮..‬
الفكرة قديمة وقد دعا إليها رئيس وزراء ماليزيا منذ سنوات وتحقيقها الآن سيفتح آفاقاً للخروج من الاوضاع التي يعيشها العالم الإسلامي ولكن بكل تأكيد سيكون أمام توجه كهذا تعقيدات وتحديات، وتجاوزها قد يحتاج إلى وقت نرجو ان لا يطول.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57318.htm