الميثاق نت -

الثلاثاء, 24-ديسمبر-2019
حاوره‮/‬توفيق‮ ‬عثمان‮ ‬الشرعبي -
أكد‮ ‬مدير‮ ‬عام‮ ‬المشاركة‮ ‬المجتمعية‮ ‬بوزارة‮ ‬التربية‮ ‬والتعليم‮ ‬عبدالسلام‮ ‬المضواحي‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬مواجهة‮ ‬الاستهداف‮ ‬الممنهج‮ ‬للعدوان‮ ‬الغاشم‮ ‬والحصار‮ ‬الجائر‮ ‬للعملية‮ ‬التعليمية‮ ‬مسئولية‮ ‬وطنية‮ ‬مجتمعية‮ ‬تشاركية‮.‬
وقال المضواحي في حوار مع صحيفة »الميثاق«: التعاون والتضامن بين افراد المجتمع صفة يمنية أصيلة، ونحن نعمل في الادارة العامة لمشاركة المجتمع لتفعيل هذه الصفة في أوساط المجتمع لخلق شراكة حقيقية للنهوض بالعملية التعليمية، وهذا يتطلب تفاعل كل شرائح المجتمع ومؤسساته‮ ‬ومنظماته‮.‬
قضايا‮ ‬مهمة‮ ‬تطرق‮ ‬إليها‮ ‬المدير‮ ‬عبدالسلام‮ ‬المضواحي‮ ‬في‮ ‬سياق‮ ‬الحوار‮ ‬التالي‮:‬


‮* ‬ماذا‮ ‬تعني‮ ‬المشاركة‮ ‬المجتمعية؟‮ ‬وما‮ ‬أهميتها‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬التعليم‮ ‬؟
‮- ‬في‮ ‬البدء‮ ‬نشكر‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬يستشعر‮ ‬مسئوليته‮ ‬تجاه‮ ‬دينه‮ ‬ووطنه‮ ‬وشعبه‮ ‬والاجيال‮ ‬الصاعادة‮.‬
المشاركة‮ ‬المجتمعية‮ ‬موجودة‮ ‬منذ‮ ‬المجتمعات‮ ‬الإنسانية‮ ‬الأولى‮ ‬فلولا‮ ‬التآلف‮ ‬والتراحم‮ ‬والتعاون‮ ‬بين‮ ‬أفراد‮ ‬الجنس‮ ‬البشري‮ ‬لما‮ ‬ظل‮ ‬هذا‮ ‬لإنسان‮ ‬على‮ ‬وجه‮ ‬الأرض‮. ‬
حيث‮ ‬حث‮ ‬الإسلام‮ ‬على‮ ‬التعاون‮ ‬والترابط‮ ‬بين‮ ‬أفراد‮ ‬المجتمع،‮ ‬قال‮ ‬تعالى‮: ((‬وَتَعَاوَنــُوا‮ ‬عَلـَى‮ ‬الْبِرِّ‮ ‬وَالتَّقْوَى‮ ‬وَلاَ‮ ‬تَـعَاوَنــُواْ‮ ‬عَلـَى‮ ‬اْلإِثْمِ‮ ‬وَالْعُدْوَانِ‮)). ‬صدق‮ ‬الله‮ ‬العظيم‮.‬
فالمشـــاركـــة‮ ‬تعني‮: ‬الدور‮ ‬الفعّال‮ ‬والنشط‮ ‬الذي‮ ‬تقوم‮ ‬به‮ ‬المجموعات‮ ‬والأفراد‮ ‬في‮ ‬الإعداد‮ ‬والتخطيط‮ ‬والتنفيذ‮ ‬والمتابعة‮ ‬والتقويم‮ ‬لأي‮ ‬نشاط‮ ‬تعليمي‮.‬

وعرف‮ ‬المجتـمـــع‮ ‬بأنه‮: (‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬الناس‮ ‬يعيشون‮ ‬في‮ ‬منطقة‮ ‬جغرافية‮ ‬محدودة،‮ ‬ويشتركون‮ ‬بالضرورة‮ ‬في‮ ‬احتياجات‮ ‬محدودة‮).‬
وعرفت‮ ‬الاستراتيجية‮ ‬الوطنية‮ ‬للتعليم‮ ‬الأساسي‮ ‬المشاركة‮ ‬المجتمعية‮ ‬في‮ ‬التربية‮ ‬والتعليم‮ ‬بأنها‮:‬
(عملية متواصلة يساهم من خلالها الشركاء المعنيون من أفراد المجتمع ومؤسساته في التخطيط والتنفيذ والتمويل والمتابعة والتقييم للسياسات والبرامج والأنشطة المتعلقة بالعملية التربوية والتعليمية، وتسمح هذه المشاركة في رفع درجة الشفافية للعملية التربوية والتعليمية وتطوير‮ ‬الإدارة‮ ‬ورفع‮ ‬فعالية‮ ‬استخدام‮ ‬الموارد‮).‬
كما ان المشاركة المجتمعية صفة يمنية متأصلة منذ القدم، ولقد أبان تاريخ الحياة السياسية والإدارية اليمنية عبر التاريخ عن ظهور أطر من العمل التعاوني والطوعي بين الحكومة والمجتمع المحلي، يسهم المجتمع من خلال هذه الأطر في تحقيق مصالحه، وإشباع حاجاته ورغباته، ويكون رديفا مساندا للدور الرسمي الحكومي دون أن يحل أحدهما محل الآخر، وفي المقابل ترعى الدولة هذا الجهد وتنظمه وتوجهه في خدمة التنمية وسد جوانب العجز التي لا تقدر هي على تغطيتها، نظرا للصعوبة الطبيعية والجغرافية للأرض اليمنية والتشتت السكاني وشحة الموارد.

‮*‬أما‮ ‬عن‮ ‬أهمية‮ ‬المشاركة‮ ‬المجتمعية‮ ‬في‮ ‬التعليم‮ :‬
التعليم يعتبر الركيزة الأساسية في التنمية الشاملة ونهضة ورقي الشعوب بالدول وهو حق مكفول لكل طفل وإنسان في جميع الشرائع والقوانين والدساتير والاتفاقيات والمؤتمرات العالمية والدولية، حيث أثبتت تجارب الشعوب المتطورة أن النهوض بالتعليم لا يتحقق إلا بالمشاركة الكاملة من الجميع، فالتعليم عملية مشتركة بين الدولة والمجتمع وبالتالي ينبغي ألا يقتصر تمويله على الجهات الحكومية بل يتوجب أن يسهم جميع أفراد المجتمع المؤهلين والقادرين في عملية التنمية بشكل أو بآخر.. فهو مسؤولية وطنية مجتمعية تشاركية.
وتعد المشاركة المجتمعية احد المحاور والعوامل الأساسية في التعليم وخاصة في ظل هذا العدوان الوحشي الذي جعل من التعليم ومنشآته والطلاب والمعلمين احد اهدافه العسكرية، فدمر الكثير من المدارس والمرافق التعليمية وقتل وجرح العديد من الاطفال والطلاب والطالبات ومعلميهم‮ ‬في‮ ‬مدارسهم‮ ‬وفي‮ ‬وضح‮ ‬النهار‮ ‬أمام‮ ‬مرأى‮ ‬ومسمع‮ ‬العالم‮ ‬الميت‮ ‬للاسف‮ ‬الشديد‮..‬
ومشاركة المجتمع تلعب دوراً فاعلاً في تعزيز دور المجتمعات المحلية في المشاركة الفاعلة في التخطيط والتغيير للعملية التعليمية بما يعزز دور المدرسة في إطار المجتمع المحلي كما تنمي روح الملكية لدى المجتمعات المحلية للمؤسسات التعليمية وبالتالي المحافظة عليها وتنميتها، وكذلك في متابعة ومراقبة مدى استثمار مختلف الموارد البشرية والمالية (المباني والتجهيزات بشكل فاعل لتقويم خدمة التعليم بجودة عالية) وبالتالي يسهم المجتمع في رفع مستوى كفاءة وكفاية استخدام الموارد التعليمية والبشرية
وتزداد أهمية ودور مشاركة المجتمع في الظروف الصعبة(حالة الطوارئ) والاستثنائية كالظروف التي فرضها علينا العدوان السعودي الامريكي الغاشم والبربري على وطننا الحبيب مايقارب الخمس سنوات وعدم استقرار الدور الرقابي والدعم للعملية التعليمية الذي تقومه الحكومة بما يعزز‮ ‬استمرار‮ ‬تقويم‮ ‬الخدمة‮ ‬التعليمية‮ ‬في‮ ‬أوقات‮ ‬الحروب،‮ ‬وبالتالي‮ ‬إسهام‮ ‬في‮ ‬تعزيز‮ ‬الاستجابة‮ ‬في‮ ‬الوضع‮ ‬الطارئ‮ ‬ويوفر‮ ‬للأطفال‮ ‬أماكن‮ ‬تعليم‮ ‬آمنة‮ ‬ويحول‮ ‬دون‮ ‬وقوع‮ ‬الأطفال‮ ‬والفتيات‮ ‬ضحايا‮ ‬للصراعات‮ ‬القائمة‮.‬
كما تعد المشاركة المجتمعية هي الترجمة الحقيقية لكافة الاستراتيجيات والقوانين والمبادئ التي ضمنت حقوق الطفل في التعليم، بل إنها تشكل اللوحة الرائعة من تجسيد الإنسانية والتعاون والجهد الجماعي التكاملي بين بني البشر بغض النظر عن الجنس واللون والدين والعمر.

‮* ‬ما‮ ‬مدى‮ ‬ثقافة‮ ‬المجتمع‮ ‬بالمشاركة‮ ‬المجتمعية‮.. ‬وما‮ ‬الوسائل‮ ‬التي‮ ‬تعتمدون‮ ‬عليها‮ ‬لتكريس‮ ‬ثقافة‮ ‬المشاركة‮ ‬في‮ ‬أوساط‮ ‬المجتمع‮ ‬؟
- كما هو معروف بأن اليمن تمتلك تاريخاً غنياً بالتماسك والتضامن المجتمعي والمبادرات الطوعية ( المشاركة المجتمعية )، ويظهر ذلك جلياً في كثير من المشاريع التنموية وبالذات في مجال التعليم، فكثير من المدارس أنشئت بدعم من الأهالي، وهذا يؤكد أن مشاركة المجتمع إلى جانب الدولة موجودة. والشعب اليمني شعب عظيم وكريم واجتماعي، وايضا يحب التعليم ويدعمه انطلاقاً من دينه الإسلامي الذي يحث على العلم وطلبه، وعلى أهمية الدعم والإنفاق للعلم، حيث تنوعت المشاركة المجتمعية قديماًً في دعم التعليم، ومن مظاهر ذلك:
وقف‮ ‬الأموال‮ ‬والممتلكات‮ ‬لبناء‮ ‬أربطة‮ ‬العلم‮ ‬والإنفاق‮ ‬على‮ ‬طلبة‮ ‬العلم‮ ‬من‮ ‬ريع‮ ‬أموال‮ ‬الوقف‮ ‬والوقف‮ ‬لطباعة‮ ‬العلوم‮..‬
واما عن مدى ثقافة المجتمع بالمشاركة المجتمعية في الوضع الراهن فهي ضعيفة الى حد ما في بعض الاماكن الحضرية للاسف الشديد، على الرغم وكما اسلفنا سابقاً ان من خصائص الفرد اليمني بفطرته ( غير المتحزب او المتعصب حزبياً او مناطقيا..) التعاون والتضامن والتطوع وتقديم‮ ‬العون‮ ‬والمساعدة‮ ‬للاخرين‮ ‬الذين‮ ‬ليس‮ ‬لهم‮ ‬علاقة‮ ‬به‮ ‬فما‮ ‬بالك‮ ‬بالتعليم‮ ‬والمعلمين‮ ‬الذين‮ ‬يعلمون‮ ‬ابناءهم‮.‬
واما عن الوسائل لتكريس ثقافة المشاركة المجتمعية في اوساط المجتمع لدعم التعليم والوقوف الجاد والمستمر مع العملية التعليمية.. فهو أحد أهدافنا الذي نسعى لتحقيقه إن شاء الله تعالى بتعاون الجميع على رأسهم الاعلام وبمختلف وسائله وأدواته وذلك من خلال البرامج والفلاشات والبروشورات التوعوية والندوات والخطب الارشادية واللقاءات لنشر وتكريس الوعي المجتمعي بأهمية التعليم وثمرة وفوائد مخرجات العملية التعليمية على الجميع من الطالب وافراد اسرته فالمجتمع المدرسي الى الوطن بشكل عام، أدوار ومسئووليات كل الاطراف المجتمعية ذات العلاقة‮ ‬بالتعليم‮.‬

* ‬ندرك‮ ‬جميعاً‮ ‬أن‮ ‬دور‮ ‬الاسرة‮ ‬في‮ ‬مساندة‮ ‬التعليم‮ ‬محدود‮ ‬لأكثر‮ ‬من‮ ‬سبب‮.. ‬كيف‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬تتغلبوا‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬لتفعيل‮ ‬اكبر‮ ‬لدور‮ ‬الاسرة‮ ‬؟
- هناك قصور في الوعي لدى بعض اولياء الأمور والاسرة عن أهمية التعليم بالنسبة للفرد وللاسرة والمجتمع والوطن بشكل عام .. واما بالنسبة لكيفية التغلب على ذلك لتفعيل اكبر لدور الاسرة فعن طريق رفع الوعي المجتمعي بمختلف الوسائل والادوات (ورش ومهرجانات تعريفية وخطب الجمعة وندوات توعوية بالمدارس والمساجد وقنوات الاعلام عن اهمية التعليم ودور ومسئولية كل فرد من المجتمع سواءً أكانوا اولياء امور او مجالس الآباء والامهات والشخصيات الاعتبارية في الدعم والمساندة للتعليم والعملية التعليمية..


‮* ‬ما‮ ‬تقييمكم‮ ‬لدور‮ ‬المؤسسات‮ ‬والمنظمات‮ ‬المحلية‮ ‬في‮ ‬التفاعل‮ ‬مع‮ ‬خططكم‮ ‬ومساندتكم‮ ‬في‮ ‬تنفيذها‮ ‬؟
- تقييمنا لدورالعديد والكثير منها ضعيف جداً، فلو قامت تلك المؤسسات والمنظمات بدورها وواجبها المجتمعي والوطني الجاد والمسئول والمنصوص في لوائحها وقوانينها مع التعليم وقضايا العملية التعليمية ومشاكلها لما كانت هناك صعوبات وتحديات تواجه وتهدد التعليم ومستقبل تلك‮ ‬المؤسسات‮ ‬والشركات‮ ‬والقطاع‮ ‬الخاص‮ ‬والمجتمع‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮. ‬
فمثلا نحن في المشاركة المجتمعية في الوزارة لدينا الخطط والبرامج والانشطة التي تحتاج للتمويل فقط. فلو تقوم تلك المؤسسات والشركات الحكومية او غير الحكومية والمنظمات المحلية بتمويل تلك الخطط والبرامج والانشطة المجتمعية ستكون لها البصمة والاثر الملموس في دعمها‮ ‬المجتمعي‮ ‬للتعليم،‮ ‬وقامت‮ ‬بواجبها‮ ‬المجتمعي‮ ‬والوطني‮.‬

‮* ‬البعض‮ ‬يؤكد‮ ‬على‮ ‬أهمية‮ ‬دور‮ ‬الاعلام‮ ‬في‮ ‬تفعيل‮ ‬المشاركة‮ ‬المجتمعية‮.. ‬مامدى‮ ‬تفاعل‮ ‬وسائل‮ ‬الاعلام‮ ‬معكم‮ ‬؟
- نعم للإعلام دور مهم واساسي وأهمية خاصة في توعية المجتمع بكافة شرائحة ومكوناته عن اهمية التعليم، وأهمية المساهمة والمشاركة المجتمعية لدعم وانقاذ التعليم واهمية استمرار العملية التعليمية في جميع مدارسنا التي هي بالاساس مدارس اولياء الامور في تلك المنطقة وتلك القرية او الحارة وليست مدرسة / مدارس مديريها او مديري مكاتب التربية، والطلاب الذين يدرسون فيها هم أبناؤهم،وايضاً توعيتهم بالصعوبات والتحديات التي تواجه العملية التعليمية، والآثار التي تهدد مستقبل ابنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات ومستقبل التعليم والوطن بشكل عام، وضرورة تحمل الجميع لمسئوليتهم الوطنية والدينية والاخلاقية في الوقوف مع الدولة في استمرار التعليم وانتظام العملية التعليمية.. وبالنسبة لمدى تفاعل وسائل الاعلام معنا في توعية المجتمع للاسف الشديد ضعيف جداً.

‮* ‬تمر‮ ‬العملية‮ ‬التعليمية‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮ ‬بظروف‮ ‬صعبة‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬العدوان‮ ‬الامر‮ ‬الذي‮ ‬يجعل‮ ‬المشاركة‮ ‬المجتمعية‮ ‬لدعم‮ ‬التعليم‮ ‬مهمة‮ ‬جداً‮.. ‬ماالذي‮ ‬تم‮ ‬بهذا‮ ‬الخصوص؟
- في ظل الوضع الراهن والتحديات القاهرة التي تواجه العملية التربوية والتعليمية، تجعل من المشاركة المجتمعية أولوية مهمة وطارئة على كافة شرائح ومكونات المجتمع سواءً أكانت جهات حكومية او محلية او مؤسسات وشركات خاصة وشركاء تنمية ومنظمات مجتمع مدني وأولياء أمور وتربويين ومعلمين او رجال مال واعمال اوعلماء ومثقفين واكاديميين وخطباء واعلاميين وشخصيات اعتبارية في المجتمع ومن لهم علاقة بالتعليم الوقوف الجاد والمسئول لإنقاذ التعليم وضمان استمرار العملية التعليمية حيث أصبحت مسؤولية الجميع، انطلاقاً الى مجموعة من التحديات‮ ‬والاحتياجات‮ ‬التي‮ ‬تعد‮ ‬أولوية‮ ‬طارئة‮ ‬لانقاذ‮ ‬التعليم‮ ‬في‮ ‬بلادنا،‮ ‬واستشعارنا‮ ‬للمسؤولية‮ ‬الوطنية‮ ‬والمهنية‮ ‬والتربوية‮ ‬التي‮ ‬تقتضي‮ ‬بالضرورة‮ ‬التحرك‮ ‬الجاد‮ ‬في‮ ‬كافة‮ ‬المستويات‮ ‬والمجالات‮..‬
فقد تم اعداد برنامج متكامل لتفعيل وتوسيع وتعزيز دور المشاركة المجتمعية لدعم التعليم بما يخدم استمرار ونجاح العملية التعليمية والتربوية والمساهمة في تحسين وتجويد مخرجاتها والمحافظة على نظامنا التعليمي.
وذلك‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬تفعيل‮ ‬وتوسيع‮ ‬المشاركة‮ ‬المجتمعية،‮ ‬ورفع‮ ‬الوعي‮ ‬المجتمعي‮ ‬بأهمية‮ ‬التعليم،‮ ‬وتعاون‮ ‬جاد‮ ‬ومسؤول‮ ‬لتنسيق‮ ‬وتوحيد‮ ‬الجهود‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬المستويات‮.‬
بالاضافة الى اقامة وتنفيذ عدة اجتماعات ولقاءات مركزية ومحلية على مستوى عواصم المحافظات وبعض المديريات مع السلطة المحلية ومديري مكاتب التربية والتعليم ومديري ورؤساء اقسام المشاركة بالمحافظات والمديريات لتفعيل المشاركة المجتمعية من خلال تشكيل وتفعيل مجالس الآباء‮ ‬والامهات‮ ‬في‮ ‬جميع‮ ‬المدارس‮ ‬وفق‮ ‬الائحة‮ ‬وكذلك‮ ‬تفعيل‮ ‬الاختصاصيين‮ ‬الاجتماعيين‮ ‬والخدمة‮ ‬الاجتماعية‮ ‬المدرسية،‮ ‬وخلق‮ ‬شراكة‮ ‬حقيقية‮ ‬مع‮ ‬المجتمع‮ ‬بكافة‮ ‬شرائحه‮ ‬ومكوناته‮ ‬للمساهمة‮ ‬ودعم‮ ‬التعليم‮. ‬

‮* ‬ندرك‮ ‬أنه‮ ‬في‮ ‬الظروف‮ ‬الصعبة‮ ‬التي‮ ‬تمر‮ ‬بها‮ ‬البلدان‮ ‬تكون‮ ‬هناك‮ ‬مبادارات‮ ‬طوعية‮ ‬في‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬مجال‮.. ‬ماذا‮ ‬عن‮ ‬المبادرات‮ ‬الطوعية‮ ‬في‮ ‬تفعيل‮ ‬المشاركة‮ ‬المجتمعية‮ ‬لدعم‮ ‬التعليم؟
‮- ‬هناك‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬المبادرات‮ ‬المجتمعية‮ ‬البارزة‮ ‬والملموسة‮ ‬في‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬المدارس‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬والمديريات‮ ‬والعزل‮ ‬مثلاً‮ : ‬
تقديم‮ ‬المساعدات‮ ‬والحوافز‮ ‬للطلاب‮ ‬والطالبات‮ (‬الفقراء،‮ ‬والايتام،‮ ‬والنازيحين‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬المدارس‮ ‬وخاصة‮ ‬الريفية‮ ‬والاكثر‮ ‬تضرراً‮ ‬من‮ ‬العدوان‮ ‬مثل‮: ‬سندوتشات،‮ ‬زي‮ ‬مدرسي،‮ ‬وحقائب‮ ‬مدرسية‮ ‬ودفاتر‮).‬
وتقديم‮ ‬الدعم‮ ‬المالي‮ ‬والعيني‮ ‬لبعض‮ ‬المعلمين‮ ‬والمعلمات‮ ‬والادارات‮ ‬المدرسية‮ ‬مثل‮ (‬بدل‮ ‬مواصلات‮ ‬وحوافز‮ ‬مالية‮ ‬او‮ ‬سلات‮ ‬غذائية‮).‬
وكذلك‮ ‬تقديم‮ ‬بعض‮ ‬التجهيزات‮ ‬أو‮ ‬المواد‮ ‬أوالوسائل‮ ‬التعليمية‮ ‬لبعض‮ ‬المدارس‮ ‬مثل‮ (‬الطاقات‮ ‬الشمسية،‮ ‬والسبورات‮ ‬والاقلام‮ ‬المدرسية،‮ ‬وطباعة‮ ‬واسترجاع‮ ‬وصيانة‮ ‬الكتاب‮ ‬المدرسي‮ ‬في‮ ‬قليل‮ ‬من‮ ‬المدارس‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬المديريات‮).‬
اضافة‮ ‬الى‮ ‬التطوع‮ ‬من‮ ‬خريجي‮ ‬الجامعات‮ ‬والثانوية‮ ‬العامة‮ ‬في‮ ‬التدريس‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬المدارس‮ ‬التي‮ ‬يوجد‮ ‬فيها‮ ‬عجز‮ ‬كبير‮ ‬بسبب‮ ‬امتناع‮ ‬او‮ ‬انقطاع‮ ‬بعض‮ ‬المعلمين‮ ‬والمعلمات‮ ‬عن‮ ‬التعليم‮ ‬في‮ ‬مدارسهم‮.‬

‮* ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يحصر‮ ‬المشاركة‮ ‬المجتمعية‮ ‬في‮ ‬الدعم‮ ‬المالي‮ ‬ولعلكم‮ ‬قرأتم‮ ‬اخباراً‮ ‬نشرت‮ ‬تشير‮ ‬الى‮ ‬ابتزاز‮ ‬المجتمع‮ ‬بهذا‮ ‬الخصوص‮ ‬بما‮ ‬يتعارض‮ ‬مع‮ ‬مجانية‮ ‬التعليم‮.. ‬ماردكم‮ ‬؟‮ ‬
‮- ‬المشاركة‮ ‬المجتمعية‮ ‬لدعم‮ ‬التعليم‮ ‬ليست‮ ‬في‮ ‬الدعم‮ ‬المالي‮ ‬فقط‮ ‬بل‮ ‬ان‮ ‬هناك‮ ‬مجالات‮ ‬عدة‮.‬
كما‮ ‬ان‮ ‬هناك‮ ‬دوراً‮ ‬للمشاركة‮ ‬المجتمعية‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬العدوان‮ ‬والحروب‮ ‬منها‮ :‬
تشجيع الطلاب على مواصلة التعليم والمشاركة في أعمال البناء والصيانة والترميم للمدارس والمرافق والتجهيزات والمستلزمات المدرسية المتضررة جزئياً والمشاركة في حل المشكلات والصعوب التي تطرأ في المدارس من حين لآخر وتقديم الخبرات والاستشارات للإدارات التعليمية والمدرسية حول استمرار العملية التعليمية وانقاذ التعليم وتقديم الدعم المادي للأنشطة والاحتياجات التعليمية غير المتوافرة والتطوع في التدريس في حالة العجز في المدرسين ومساعدة بعض الطلاب الفقراء في توفير الحقيبة المدرسية والزي ووجبات الإفطار المشاركة في التخطيط والمتابعة‮ ‬والتقييم‮.‬

‮* ‬كلمة‮ ‬اخيرة‮ ‬تحب‮ ‬قولها‮ ‬في‮ ‬ختام‮ ‬هذا‮ ‬اللقاء‮ ‬؟
- اقول لكل شرائح المجتمع ان ثروتنا الحقيقية هم أبناؤنا وبناتنا الطلاب والطالبات فهم المستقبل ومسئولية الجميع ولنجعل من التعليم مايوحدنا وننأى به عن الصراعات والسياسة.. فالتعليم مسئولية وطنية مجتمعية تشاركية.
وفي‮ ‬الاخير‮ ‬اسمح‮ ‬لي‮ ‬اخي‮ ‬الكريم‮ ‬ان‮ ‬اتقدم‮ ‬اليك‮ ‬شخصياً‮ ‬بالشكر‮ ‬والتقدير‮ ‬على‮ ‬مبادراتك‮ ‬الوطنية‮ ‬والمهنية‮ ‬وخاصة‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق‮ ‬بالمشاركة‮ ‬المجتمعية‮ ‬فأنت‮ ‬السباق‮ ‬دائما‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57326.htm