الميثاق نت -

الثلاثاء, 31-ديسمبر-2019
عبدالجبار‮ ‬سعد -
‮" ‬يتيمة‮ ‬الدهر‮ ‬في‮ ‬محاسن‮ ‬أهل‮ ‬العصر‮" ‬هو‮ ‬مؤلف‮ ‬نفيس‮ ‬في‮ ‬الأدب‮ ‬لأبي‮ ‬منصور‮ ‬الثعالبي،‮ ‬أما‮ ‬يتيمة‮ ‬الدهر‮ ‬التي‮ ‬أقصدها‮ ‬أنا‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الوقفة‮ ‬فهي‮ ‬محافظة‮ ‬تعز‮ .‬
هذه المحافظة التي نال رجالها ووجهاؤها ومواطنوها ما نالهم من العنت والعذاب والقتل والتشريد في حكم ماقبل الجمهورية ومابعدها وفقدت في الجمهورية أغلى رجالها ووجاهاتها خصوصا في نهاية الستينيات وكامل عقد السبعينيات حتى اضحت يتيمة من الرجال والوجهاء وخالية من حماة‮ ‬الدار‮ .‬
‮**‬
لم‮ ‬يعد‮ ‬في‮ ‬تعز‮ ‬من‮ ‬يمثلها‮ ‬ومن‮ ‬له‮ ‬القوة‮ ‬على‮ ‬الفعل‮ ‬والدفاع‮ ‬عن‮ ‬بنيها‮ ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬دافعت‮ ‬عن‮ ‬اليمن‮ ‬واهلها‮ ‬وبنت‮ ‬بقاع‮ ‬الوطن‮ ‬بالعلم‮ ‬والتنمية‮ ‬والتحضر‮ .‬
لم يعد في تعز إلا بقايا وجاهات يستخدمها أصحاب السطوة والنفوذ لمآربهم فإن ظهر على هذه الوجاهات الرغبة في الاستقلال بالمواقف أو تكوين نفوذ وسطوة تخدم ابناء اليتيمة حُوربوا وأُبعدوا عن كل وسيلة تقربهم الى الهدف .
‮**‬
وسيطر‮ ‬على‮ ‬اليتيمة‮ ‬اطفال‮ ‬وعصابات‮ ‬وقوى‮ ‬الاسلام‮ ‬السياسي‮ ‬الدموي‮ ‬فأصبحت‮ ‬تعز‮ ‬تحت‮ ‬رحمتهم‮ ‬لا‮ ‬ينازعهم‮ ‬فيها‮ ‬منازع‮ ‬وماداموا‮ ‬بها‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الحال‮ ‬يجدون‮ ‬دعماً‮ ‬واسناداً‮ ‬من‮ ‬قيادات‮ ‬الاطراف‮ ‬المتصارعة‮ .‬
واذا‮ ‬رغب‮ ‬المصلحون‮ ‬من‮ ‬البيوتات‮ ‬التجارية‮ ‬مثل‮ ‬هائل‮ ‬سعيد‮ ‬انعم‮ ‬وغيرهم‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬لهم‮ ‬من‮ ‬الفضل‮ ‬على‮ ‬هذه‮ ‬القوى‮ ‬الدينية‮ ‬في‮ ‬السابق‮ ‬قامت‮ ‬هذه‮ ‬العصابات‮ ‬ضدهم‮ ‬ولم‮ ‬يبقوا‮ ‬فيهم‮ ‬باقية‮ .‬
‮**‬
يتيمة‮ ‬الدهر‮ ‬فرضت‮ ‬طوقاً‮ ‬على‮ ‬مواطنيها‮ ‬بواسطة‮ ‬هذه‮ ‬العصابات‮ ‬ومنعوا‮ ‬كل‮ ‬أحد‮ ‬من‮ ‬ان‮ ‬يتحكم‮ ‬بمصيرها‮ ‬سواهم‮ ‬وهم‮ ‬الحكام‮ ‬وهم‮ ‬الجيش‮ ‬وهم‮ ‬الامن‮ ‬وهم‮ ‬المتاجرون‮ ‬بمصايرها‮ .‬
ولا‮ ‬أحد‮ ‬يدري‮ ‬ماستؤول‮ ‬اليه‮ ‬هذه‮ ‬اليتيمة‮ ‬بعد‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ .‬
في‮ ‬تعز‮ ‬احتياطي‮ ‬هائل‮ ‬من‮ ‬الفساد‮ ‬والدمار‮ ‬والفوضى‮ ‬والعنف‮ ‬تتحكم‮ ‬به‮ ‬عصابات‮ ‬الموت‮ ‬وتسخره‮ ‬لصالح‮ ‬من‮ ‬يدفع‮ ‬اكثر،وهي‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬حال‮ ‬تمسك‮ ‬بخيوط‮ ‬اللعبة‮ ‬لكي‮ ‬لا‮ ‬تفلت‮ ‬من‮ ‬يدها‮ ‬ولكي‮ ‬لا‮ ‬تسقط‮ ‬اليتيمة‮ ‬بيد‮ ‬غيرها‮.‬
فالأمر‮ ‬لله‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬ومن‮ ‬بعد‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57366.htm