حاشد أبو شوارب - كان العام 2019م هو عام الاختبار الحقيقي للمؤتمريين والذين سطروا فيه أبلغ المعاني والدروس في الصمود الحقيقي أمام التحديات التي واجهتهم وتعرض لها حزبهم وأثبتوا من خلاله وفاءهم لهذا التنظيم الرائد والمتجذر في أعماق الأرض وقدرتهم على مواجهة العواصف والمحن التي تعرضت لها اليمن بشكل عام والمؤتمر بشكل خاص بدءاً بظهور الفوضى الخلاقة وخروج بعض القوى للشارع للمطالبة برحيل النظام في ما سُمي بثورات الربيع العربي ونكبة 2011م وحتى أحداث ديسمبر 2017م والتي وضعتهم في موقف لا يُحسدون عليه خاصة بعد استشهاد القائد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف عوض الزوكا رحمة الله عليهما مما استدعى الشيخ صادق بن أمين أبوراس ومن معه من قيادات المؤتمر العليا لاستشعار مسؤوليتهم والقيام بواجبهم للحفاظ على المؤتمر وتماسك وحدته التنظيمية في ظل ظهور مؤامرات داخلية وخارجية تستهدف كيان ووحدة المؤتمر من خلال مساعي بعض المأجورين لإيجاد الخلافات بين قيادات المؤتمر بهدف تقسيمه وشرذمته وتمزيق وحدة صفه بهدف اجتثاثه ناهيكم عن ظهور كيانات ومسميات بديلة للتكوينات التنظيمية الرسمية وتنصيب البعض لأنفسهم كقيادات للمؤتمر من خارج اليمن ما استدعى ضرورة عقد اجتماع لاعضاء اللجنة الدائمة الرئيسية والتي كان لزاماً عليها تكليف من يتولى قيادة المؤتمر في المرحلة الراهنة وحتى حين انعقاد المؤتمر العام الثامن وانتخاب قيادة جديدة، وعليه فقد تم عقد الاجتماع لملء بعض الشواغر القيادية وكان لزاماً على الشيخ صادق بن أمين أبوراس أن يتحمل مسؤوليته في قيادة المؤتمر وفقاً للنظام الداخلي ولوائح الحزب بعد أن تمت تزكيته بالإجماع لرئاسة المؤتمر وتزكية الشيخ يحيى الراعي والدكتور قاسم لبوزة والسفير أحمد علي عبدالله صالح كنواب لرئيس المؤتمر وتزكية اللواء غازي أحمد علي محسن أميناً عاماً والشيخ جابر عبدالله غالب والأستاذة فاطمة الخطري أمينين مساعدين وكانت هذه الخطوة في محلها ولا بُد منها وتمت في التوقيت المناسب وكانت ضربة موجعة لكل المتربصين بمؤتمرنا والتي من بعدها توالت المحاولات الرامية للزج بالمؤتمر لخوض حرب قد لا تبقي ولا تذر وستنعكس آثارها على مستوى اليمن بأكملها لولا حكمة قيادة المؤتمر ممثلة بالشيخ صادق أبوراس وبُعد نظره واستشعاره خطورة ما يُراد للمؤتمر وتعاطيه الإيجابي مع تلك المحاولات التي باءت بالفشل واستطاع من خلال توليه زمام القيادة الحفاظ على بقاء المؤتمر وتماسك وحدة صف المؤتمريين رغم الصعوبات وتكالب الجميع على المؤتمر وقياداته وفي أحلك الظروف، كما تميز العام الماضي بحراك تنظيمي غير مسبوق وفي أصعب مرحلة على صعيد البناء التنظيمي والذي أخرج المؤتمريون من حالة الإحباط واليأس التي طغت عليهم وعاد لهم الأمل والحيوية لممارسة نشاطهم الحزبي وتفعيل عملية الاتصال والتواصل بين القيادات والقواعد إضافة إلى أنه كان عام الخروج من تداعيات أحداث ديسمبر 2017م وتجاوز المخاطر والمؤامرات التي سعت بعض القوى فيها الى جر المؤتمر لمستنقع الصراعات والحروب الداخلية ولكن المؤتمر استطاع تجنب ذلك من خلال حكمة وصبر وجلد قيادته ونظرتها العقلانية المستشعرة للمسؤولية وقيمة الدماء اليمنية المسلمة وحرمتها، تلك النظرة التي غلب فيها الطابع الوطني والإنساني والتي كان من نتائجها إفشال كل المؤامرات على حزب الوطن الكبير ولم يتأتَّ ذلك إلا بوقوف الوطنيين من شرفاء وأحرار المؤتمر الأوفياء خلف قيادتهم وكانوا حجر عثرة والسد المنيع الذي أفشل تلك المخططات وفضح أدواتها المأجورة.
كما ساهم المؤتمر في تثبيت الأمن والاستقرار في مختلف مناطق ومحافظات اليمن من خلال مواقفه الوطنية وخطاباته السياسية ورسالته الإعلامية ومبادراته الوطنية ودعواته الإيجابية للحوار البناء والمصالحة الوطنية الشاملة والسلام المُشرف.
وكان للأنشطة والفعاليات واللقاءات التنظيمية التي برزت خلال العام الماضي الأثر الكبير في إعادة الروح المعنوية والأمل لدى المؤتمريين وإزالة الإحباط الذي كان مسيطراً عليهم واستعادوا ثقتهم بأنفسهم وخرجوا من عزلتهم لممارسة نشاطهم.
وبما أن المؤتمر حزب وطني المنشأ ونهجه الوسطية والاعتدال وليس له أي ارتباطات دينية أو ايديولوجية أو ولاءات خارجية فقد أثبت جدارته وقدرته على التعاطي بمسؤولية مع مختلف القضايا الوطنية على المستوى المحلي وأيضاً مع قضايا ومستجدات الساحة العربية والدولية وأثبت حرصه على مصلحة الوطن وسلامة شعبه، ومواقفه من مختلف القضايا ومن العدوان على بلادنا ثابتة ولا مساومة فيها ولم تتغير بتغير الظروف أو المستجدات ولذلك نرجو ونتطلع أن يكون العام الجديد 2020م بداية جديدة لانتقال المؤتمر الشعبي العام إلى العمل التنظيمي المؤسسي الحقيقي واستعادة نشاطه السياسي ودوره الريادي ليواصل مسيرة عطائه النضالي في خدمة اليمن مع بقية القوى الوطنية لما فيه أمن واستقرار اليمن والخروج بها من هذا النفق المظلم الذي دخلت به والمستنقع الدامي الذي سقطت فيه وأن يكون عام التصالح والسلام الدائم بين أبناء اليمن وتترسخ فيه الحكمة اليمنية في تصرفات الفرقاء وتعاملهم مع بعضهم تجاه قضايا الوطن ومصالح الشعب ويتوقف العدوان على بلادنا والحروب الداخلية بين أبنائها ويغلب الجميع مصلحة اليمن وشعبها على ما دونها..
وأن يتم رفع الحجز على ممتلكات وأموال المؤتمر وإعادة المنهوبات ليتمكن من ممارسة نشاطه السياسي ويكون عاماً جديداً لمؤتمر شعبي عام نظيف وخالٍ من المندسين والمأجورين والمتلونين وأصحاب الشرائح المتعددة.. وبالأخير نجدد تضامننا ووقوفنا مع قيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلة برئيسه الشيخ صادق بن أمين أبوراس وأمينه العام غازي أحمد علي محسن وبقية القيادات التي تمت تزكيتها من قبل اللجنة الدائمة الرئيسية ونرجو منهم أن يعملوا على تعزيز هذا الصمود والثبات بالوقوف على سلبيات المراحل الماضية لمعرفة مكامن الخلل وأسباب القصور الموجودة في عمل الحزب والعمل على معالجتها بما يضمن تفعيل العمل المؤسسي والارتقاء بمستوى الأداء التنظيمي بمختلف قطاعات وتكوينات المؤتمر الشعبي العام بكافة المستويات والوقوف على مستوى الأداء لقيادات المؤتمر على المستوى القيادي أو القاعدي وتقييمهم من خلال التقارير التنظيمية المرفوعة للأمانة العامة وما حققوه من إنجازات ومهام وأنشطة طوال السنوات الماضية لما قبل نكبة 2011م أو لما بعدها حتى لا تضيع جهود من تميزوا وأفنوا أعمارهم في خدمة المؤتمر وتصبح في طي النسيان وحتى لا نساوي بين القيادات التنظيمية التي لها باع طويل وخبرة ورصيد متراكم في خدمة العمل السياسي والتنظيمي داخل المؤتمر وبين القيادات الحديثة والمستجدة على العمل التنظيمي والتي لا تمتلك في سجلها أي رصيد وهذا من باب الإنصاف ونرجو أيضاً أن يتم وضع خطط وبرامج جديدة تستوعب المتغيرات وتواكب المرحلة وبما يضمن تجسيد وحدة الصف المؤتمري وضمان النجاح والتميز في مختلف فروع ودوائر مديريات ومحافظات الجمهورية وفروع الخارج.. ولا يفوتني في هذه الكلمة أن أدعو قيادات المؤتمر المتواجدين في أكثر من دولة والذين مازالوا على العهد للعودة إلى أرض الوطن ليكونوا بجانب رفاقهم فلا يوجد ما يستدعي بقاءهم خارج البلاد كل هذه السنوات خاصة وأن المؤتمر بحاجة لوجودهم بالداخل، وعاش المؤتمر شامخاً خفاقاً في سماء اليمن وسيظل حزب الأحزاب الجامع والتنظيم الرائد في نهج الوسطية والاعتدال وفي صدارة القوى الوطنية لأنه صاحب الرصيد الأكبر وبصماته لا تُحصى ولا تُعد وجماهيره تمثل غالبية أبناء الشعب فالتحية والتقدير لكل المؤتمريين الذين حافظوا على هذا التنظيم العظيم بصمودهم وثباتهم على المبادئ والقيم الأصيلة ولم تهزهم العواصف والرياح ورحم الله شهداء وقيادات المؤتمر وأسكنهم جنته وحفظ الله مناضليه الوطنيين وشرفاءه وأحراره الأوفياء وشفى الله المصابين والجرحى والحرية للمعتقلين.. ولا عزاء للخونة والمنبطحين وأصحاب الوجوه المتعددة ممن تساقطوا كأوراق الخريف وتخلوا عنه بعد أن حققوا من ورائه المناصب وجنوا بفضله ثروات لم يحلموا بها ورغم ذلك خانوه وباعوا أنفسهم رخيصة ليبقى الأنقياء.. ونسأل الله لبلادنا وشعبنا الفرج القريب وحُسن المخرج.
|