عبدالباري طاهر - أصدر الزميل الصحفي عبدالرحمن بجاش رائعته السردية »حافة إسحاق«، إحدى حارات تعز الشهيرة.. السيرة سردية لمدينة تعز فجر الستينيات.. والسبعينيات.. السردية الرائعة مؤرخة لتعز إبان تحولها إلى مركز وسند أساس للثورة اليمنية سبتمبر 62، وأكتوبر 63 .. السردية سيرة مكان بامتياز، وتاريخ لبداية وتطور المدينة، والحياة التجارية والثقافية والأدبية، والكفاح اليمني في شمال اليمن وجنوبها.
عبدالرحمن بجاش ابن للثورة اليمنية، وثمرة يانعة من ثمارها؛ فهو ابن التعليم الحديث، رضع حليب الصحافة من الاتجاهات القومية الحديثة. واصل دراسته في موسكو، وتخرج مطلع الثمانينيات. التحق بصحيفة الثورة؛ ليصبح في زمن قياسي من أحد أبرز كوادرها، ثم رئيسا للتحرير، وعضواً في التأسيس لنقابة الصحفيين، وأحد قيادييها.
عبدالرحمن ابن الشيخ، كما يحب مجايلوه تسميته، عرفته قبل أن نلتقي أو نتعارف من خلال قريبه أحمد حميد مغلس- أحد قياديي اتحاد الشعب الديمقراطي- وكثيراً ما حدثني عن علاقته بابن الشيخ.
عبدالرحمن بجاش وسيرته »حافة إسحاق« سيرة لمدينة تعز، وريفها أيضاً، وسيرة لشباب التعليم الحديث أبناء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وسيرة لمناضلي الاتجاهات السياسية والنقابية، وللدعم القومي المصري والعربي، وهي رصد لسيرة أبناء تعز بمختلف مشاربهم وأهوائهم واتجاهاتهم المختلفة.
»حافة إسحاق« نص سردي إبداعي يلامس تخوم الرواية.. نص جميل مدهش، فيه قدر كبير من الصدق والموضوعية.. إنها سيرة مكان وزمان شديد الأهمية والحضور والتأثير؛ فهي سرد للزمن الأكثر خصوبة وحيوية وجمالاً.. المحزن في هذا السرد الخدوش الإملائية، والبثور اللغوية التي تسم النص، وتشوه الصورة الجميلة لنص أدبي مائز نابع من ذاكرة حية ترصد التفاصيل وتفاصيل التفاصيل، وتقدم شهادة وطنية عن مرحلة من أكثر مراحل النمو والتطور اليمني ليمن النص الأخير من القرن العشرين.
|