نجيب شجاع الدين - أحوال الشعب اليمني »زي الزفت« وهذا ليس سراً عسكرياً لا تعرفه أدوات ما يسمى »تحالف دعم الشرعية« أو أنها لم تدرجه بعد ضمن بنك أهدافها!!
كما لا يعني الأمر وشاية أو سخطاً من ممارسات السلطة القائمة.
جميعنا نقدم التضحيات في معركتنا الحياتية ومع صمود الجبهة الداخلية، بيد أن ما يحير فعلاً هو أن الحرب أدت الى انقسام المجتمع الى قسمين الأول موظفون بلا رواتب وساكتين، والآخر أوادم بلا وظيفة ولا يطيقون السكوت والمطالبة برواتب الخلق صبح مساء..
قد أكون من ضمن الفئة الأخيرة لكي أكره ممارسة دور وكيل آدم في عياله!!
قد تقودك التجربة الى ادراك حقيقة أن من نكد العيش على الرد فعلاً أن يرى صديقاً له ما من عدواته بُد!!
ما علينا.. من وقت لآخر قد تسيطر اخبار البلاد على نشرات وسائل الاعلام التي اعتادت البدء من اليمن.
تركيزها الاهتمام لا يعني -كما يكرر أحدهم وهو يفهم في كل شيء- دليل طمع في نهب ثرواتنا وكنوزنا التي لم تُكتشف ولا يعرف أين ومتى؟!
حتى ونحن في مستهل العام 2020م ستظل نصدق أن اليمن ترزح تحت أكبر مخزون نفط وغاز والعالم واطنان من الذهب الخام والجرانيت والفحم والحديد والنحاس والأربال والنعنع وقوارير الماء وأكواب السفري وغيرها الكثير لم تُستغل بعد.
بهذه الطريقة نتجاهل تماماً أن كل مؤشرات العام الجديد توحي بأن اليمن سيظل كما هو أكبر معرض لجثث الموتى في العالم وأن الآلاف يساقون يومياً الى الموت جوعاً، قتلاً، أو اصابة بأمراض وبائية، كنا نظن أنها اختفت منذ عقود لكنها عاودت الظهور وبقوة بداية بانتشار الطاعون »الكوليرا« وصولاً الى انفلونزا الخنازير..
لايزال هناك 30 جبهة مواجهة في البلاد قُتل في ساحاتها ما يقارب 25 ألف يمني، فيما أسفرت غارات التحالف لإنقاذ اليمن واليمنيين عن مقتل حوالي 50 ألف مواطن- طبقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
لا تجلب الحرب معها سوى المآسي والويلات لكن متابعة حقائقها في اليمن تصيب المرء غالباً بالاستغراب والحيرة.
يموت خمسة أطفال يومياً بسبب الحرب، في المقابل هناك ارتفاع قياسي لأعداد المواليد الجدد بسبب الحرب يصل الى المليون سنوياً.
تقول الجهات الرسمية إن 200 ألف رأس غنم وماشية نفقت جراء غارات العدوان.
وللمرة الأولى ترتفع أعداد الكلاب الضالة الى أرقام مخيفة.. في أمانة العاصمة يوجد حالياً أكثر من تسعين ألف كلب ضال »للعلم جميع الكلاب في المدن اليمنية ضالة«!!
استوقفني قبل أيام تساؤل أحد الاصدقاء لماذا نهتم بمجريات العالم العربي والغربي في حين نبتعد تماماً عن أحوال بلادنا وما سيئول اليه الوضع في ظل حرب خبيثة لا يمكن لأحد الاستفادة منها سوى »ابن حرام«!!
كل ما في الأمر أن تطور وسائل الاعلام جعل كل شيء في متناول اليد وكأنه يحدث في منزل جارك.
بالنسبة لنا ليس العالم قرية كونية وإنما العالم قرية يمنية.
نحن شعب يتميز بالقدرة الخارقة على تأويل الاحداث وقراءة أبعادها والتنبؤ بسيناريوهاتها.
بالتالي لا تستغرب أن ترى وسائل الإعلام المحلية عندما تحتار في تحديد صفة شخص لا يملك مؤهلاً علمياً أو عملياً أو منصباً سياسياً.. الخ، ولا يجيد حتى القراءة والكتابة يوصف بأنه المحلل السياسي المعروف والمعروف أكثر!!
أكرر العالم قرية يمنية، حتى في نقاشاتنا اليومية.. نتحدث عما وقع في إيران فيبادر أحدهم للاشارة الى كلام الرئيس الايراني ويختتم بالقول: حسن روحاني الرئيس من عندنا محافظة المحويت.
تأخذنا اخبار العاجل الى التأسف على وفاة رئيس أركان الجيش الجزائري لتكون النهاية.. رحمة الله عليه صاحب البلاد احمد قائد صالح من محافظة البيضاء.
باكستان هي الأخرى رئيس الوزراء عمران خان من عندنا لكنه خان وهرب الى هناك والخائنون في بلادنا ماهرون جداً في الهروب.
|