ا.د. عبد العزيز محمد الشعيبي - كانت الفترة الماضية منذ 2011 وحتى الآن من اصعب الفترات التي مر بها المؤتمر الشعبي العام نظرا للفوضى العارمة التي عمت البلاد والتدخلات الخارجية التي كانت لها اهدافها الواضحة والجلية في تمزيق وحدة التراب الوطني ، هذه الاهداف التي ظلت جاهدة تسعى اليها لفترة طويلة من الزمن ، ولم يكن هناك من فرصة مواتية لتحقيق هذه الاهداف حتى عمت الفوضى في العام 2011 ، وبالتالي وجدت هذه الاطراف الخارجية الاسباب التي تدعوها للتدخل والوصول الى تحقيق اهدافها المرسومة منذ زمن بعيد ، وكان احد اهم المرتكزات للوصول الى تحقيق تلك الاهداف هو النيل من وحدة المؤتمر الشعبي العام المعبر عن الارادة الوطنية والحرة والذي يحمل فكرا وسطيا غير اقصائي يستوعب في بنيته كل اليمنيين ، ولأن المسئولية التي حملها المؤتمر الشعبي العام على عاتقه لم تكن محددة باتجاه الحزب فقط لكنه مستشعر هذه المسئولية تجاه الوطن بشكل عام . مهما قست الظروف اوحاولت النيل منه ، وقد كانت فترة شديدة الوعورة والصعوبة وتتجاذبها التيارات من كل اتجاه ، ولولا رجال صدقوا بوفاء منقطع النظير ، على الرغم من الاذى الكبير الذي طالهم بل والمغريات اللامحدودة التي حاول البعض من الافراد والدول ان يضعها بين يدي أولئك الرجال الاوفياء ، الا انهم لم يكونوا يدركون عمق القيم والولاء الوطني المتجذر في ضمير ووجدان اولئك القادة الاوفياء وندرتهم في زمن ندر فيه الوفاء وقل وجود الاوفياء . وعلى الرغم من ندرة الامكانات المادية (المالية) التي يمتلكها المؤتمر اليوم ، الا ان غنى هذه القياده بثوابت وفكر المؤتمر الشعبي العام الذي هو نابع من الفكر والقيم الوطنية الاصيلة، وبمصداقيه ندر ان يكون لها وجود اليوم قد نجحت ليس فقط في الحفاظ على بقاء المؤتمر الشعبي العام متماسكا وقويا بل تمكنت ايضا من زيادة رصيده في اوساط المجتمع اليمني.
تلك القيادة المؤتمرية الوطنية الشامخة تمثلت بالشيخ المناضل صادق بن امين ابو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي نبادلة كل اعضاء المؤتمر الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق، ولقد تجسد وفاء اعضاء المؤتمر بانتخاب الشيخ صادق ابو راس رئيسا له في اللقاء الاستثنائي لانعقاد اللجنة الدائمة الرئيسية في صنعاء ، بحضور وتفاعل منقطع النظير.
بلا شك ان المنغصات ما زالت كثيرة وهي تتوافد وتهب من كل مكان الا ان ثبات هذه الشخصية الوطنية المتميزة ، برغم المآسي والجرح كانت حصنا منيعا ثابتا امام متغيرات الزمن والاحداث ، والذي هو بلا شك ثبات كل قيادات المؤتمر العام وكل كوادره في طول البلاد وعرضها، ولذلك نقول اليوم للمناظل الكبير الشيخ صادق أبو راس ثق اننا نرسم هذه الصورة لشخصكم ليس كتفكير فردي بل هو تفكير جمعي لكل أعضاء المؤتمر الشعبي العام وفي نفس الوقت الذي ترتسم هذه الصورة في مخيلتنا وفي قلوبنا، ليس لانها لقطة خارجية لصورة تم اخذها في لحظة من الزمن بل هي صورة مركبة من معاني الصدق والوفاء والصبر والجلد عند الملمات وفي كل الظروف ، غرست في ضمائرنا وعقولنا ولا يمكننا ان نتخلى عنها ، وانا اعتقد ان الارادة الجماعية لحزبنا الرائد المؤتمر الشعبي العام التي هي جزء من الارادة الكلية لليمن بشكل عام المتمسكة ببقائكم على رأس هرمه للوصول به الى غايته والذي يعبر عن تماسك وتمسك الكل بالفرد وتمسك الفرد بالكل ، والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه »ان خير من استأجرت القوي الأمين« .
نحن نعلم ان سهاما كثيرة توجه اليك إما من حاقد او عابث او غير مسؤول ونقول لك بكل صدق ومسؤولية ان كل أعضاء المؤتمر الشعبي العام هم حصنك المنيع وهم وسيلتك وهم سندك في الثبات معك غير متخلفين ولا متهاونين ولا مقصرين ، فامضى حيث شاءت إرادة الجماهير المؤتمرية فانما هذه الارادة الجماهيرية جزء من إرادة الله.
وفقكم الله وسدد على طريق هدى الجماهير خُطاكم.
|