الميثاق نت -

الإثنين, 13-يناير-2020
راسل‮ ‬القرشي -
قائد‮ ‬عربي‮ ‬استطاع‮ ‬بحكمته‮ ‬وخبرته‮ ‬أن‮ ‬يفتح‮ ‬بلاده‮ ‬أمام‮ ‬العالم‮ ‬وتمكن‮ ‬خلال‮ ‬خمسة‮ ‬عقود‮ ‬لتوليه‮ ‬المسئولية‮ ‬من‮ ‬صناعة‮ ‬النهضة‮ ‬فيها‮ ‬ليجعلها‮ ‬واحدة‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬المنطقة‮ ‬التي‮ ‬يشار‮ ‬لها‮ ‬بالبنان‮..‬

خط‮ ‬بحكمته‮ ‬وخبرته‮ ‬سياسة‮ ‬مغايرة‮ ‬لبلاده‮ ‬ذات‮ ‬نهج‮ ‬واحد‮ ‬وبعنوان‮ ‬واضح‮ ‬وكبير‮ ‬تنظر‮ ‬للداخل‮ ‬وتؤسس‮ ‬للتغيير‮ ‬برؤية‮ ‬مستقبلية‮ ‬متميزة‮ ‬تكون‮ ‬معها‮ ‬عمان‮ ‬دولة‮ ‬استثنائية‮ ‬بكل‮ ‬المقاييس‮..‬

قائد رفض أن يكون أداة أو واحداً ممن تسيّرهم دول الهيمنة والاستكبار تنفيذاً لرغباتهم وطموحاتهم الاستعمارية في المنطقة العربية ، وقال لا في وجوههم ووجوه كبار حلفائهم وشركائهم في مجمل التحالفات التي شنوها على سوريا واليمن وليبيا..

قائد عربي أدرك منذ البداية أن الهدف أكبر مما تسمى"الشرعية" التي تحجج بها تحالف العدوان وتكَشِّف ذلك بانتهاك قادته القانون الإنساني الدولي.. قتل الآلاف من المدنيين ودمر أكثر من 80٪ من البنية الأساسية لهذا البلد الذي ظل شعبه يشيّدها ويعمّرها منذ سبعة وخمسين عاما‮ ‬من‮ ‬إنجاز‮ ‬ثورته‮ ‬السبتمبرية‮ ‬والأكتوبرية‮ ‬المجيدة‮.. ‬

قائد عربي حكيم لم يشأ أن يتورط هو وبلاده وشعبه في التحالف العدواني على اليمن وعلى سوريا وليبيا كونه أدرك منذ البداية حجم المؤامرة التي تحاك ضد البلدان العربية والأهداف الكبيرة والواسعة من ورائها.. فظل يؤكد على ضرورة احترام خصوصيات الدول ويدعو إلى حل مجمل المشاكل التي تعانيها بالحكمة وبالحوار بين أبنائها.. إنه القائد العربي الأصيل قابوس بن سعيد -سلطان عمان- رحمة الله عليه.. الذي اكد طيلة مسيرة حكمه أنه السياسي المحنك الأكثر فهماً ودراية بخوافي الأمور ومجمل المخططات التي كانت تحاك ضد بعض البلدان العربية لإثارة‮ ‬الفوضى‮ ‬وإشعال‮ ‬نار‮ ‬الفتنة‮ ‬وإثارة‮ ‬الصراعات‮ ‬فيما‮ ‬بينها‮ ‬ومنها‮ ‬اليمن‮..‬والإضرار‮ ‬بأمن‮ ‬المنطقة‮ ‬عموماً‮..‬

استطاع السلطان قابوس بن سعيد رحمة الله عليه منذ تسلمه مقاليد الأمور تجنيب بلاده وشعبه تبعات السياسات الغبية لبعض الأنظمة العربية ورفضه المشاركة في أي عدوان تم إشعاله في المنطقة..؛ وكانت لسياسته الحكيمة التي انتهجها وظل متمسكاً بها كبير الأثر في تنامي علاقاته‮ ‬مع‮ ‬مختلف‮ ‬بلدان‮ ‬العالم‮ ‬وشعوبها‮ ‬التى‮ ‬رأت‮ ‬فيه‮ ‬الحكمة‮ ‬والقدرة‮ ‬على‮ ‬مساعدة‮ ‬بلدانها‮ ‬في‮ ‬تجاوز‮ ‬الأزمات‮ ‬وإخماد‮ ‬نيران‮ ‬الفتنة‮ ‬التي‮ ‬عملت‮ ‬بعض‮ ‬الأنظمة‮ ‬على‮ ‬اشعالها‮ ‬وفقاً‮ ‬لمصالحها‮ ‬ومخططاتها‮ ‬القذرة‮.. ‬

لن نذهب لسرد تلك المواقف السياسية والإنسانية فهي معروفة للقاصي والداني..؛ ولا يمكن للتاريخ أن يتجاوزها أو يغفلها ويقفز عليها، ويكفي هنا أن نؤكد لعمان الأرض والإنسان ان اليمن واليمنيين يكنون لهم كل التقدير والامتنان لشهامتهم ومروءتهم التي انعكست بجلاء في مواقفهم‮ ‬المشرفة‮ ‬إزاء‮ ‬العدوان‮ ‬وفتح‮ ‬بلدهم‮ ‬أمام‮ ‬اليمنيين‮ ‬دون‮ ‬أي‮ ‬تعقيد‮ ‬واستقبالهم‮ ‬الجرحى‮ ‬والمصابين‮ ‬ومعالجتهم‮ ‬وإعادتهم‮ ‬لليمن‮ ‬معززين‮ ‬مكرمين‮.. ‬

مواقف‮ ‬ستظل‮ ‬منحوتة‮ ‬في‮ ‬ذاكرة‮ ‬اليمنيين،‮ ‬ولن‮ ‬يستطيع‮ ‬العدوان‮ ‬محوها‮ ‬أو‮ ‬انتزاعها‮ ‬أو‮ ‬تشويهها‮ ‬بالادعاءات‮ ‬الكاذبة‮ ‬والمغالطات‮ ‬البائسة‮ ‬التي‮ ‬حاولت‮ ‬الإساءة‮ ‬لسلطنة‮ ‬الخير‮ ‬وقائدها‮ ‬الحكيم‮.. ‬

قابوس‮ ‬بن‮ ‬سعيد‮ ‬القائد‮ ‬العربي‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬حافظ‮ ‬على‮ ‬هويته‮ ‬ورفض‮ ‬الانبطاح‮ ‬والارتهان‮ ‬لأنظمة‮ ‬الهيمنة‮ ‬والاستكبار‮.. ‬

القائد‮ ‬العربي‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يبيع‮ ‬عروبته‮ ‬لأعداء‮ ‬الأمة‮ ‬أو‮ ‬يكون‮ ‬أداة‮ ‬لتنفيذ‮ ‬اهدافها‮ ‬ومصالحها‮ ‬واجندتها‮ ‬كما‮ ‬فعل‮ ‬البعض‮ ‬ممن‮ ‬تلعنهم‮ ‬شعوبهم‮ ‬اليوم‮ ‬غير‮ ‬مأسوف‮ ‬عليهم‮..‬

رحمك‮ ‬الله‮ ‬أيها‮ ‬القائد‮ ‬الإنسان‮ ‬قابوس‮ ‬بن‮ ‬سعيد‮ ‬يا‮ ‬آخر‮ ‬القادة‮ ‬العظماء‮.. ‬ويقيناً‮ ‬لن‮ ‬ننسى‮ ‬مواقفه‮ ‬السياسية‮ ‬والإنسانية‮ ‬تجاه‮ ‬اليمن‮ ‬واليمنيين‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬وزمرة‮ ‬الخزي‮ ‬المتحالفين‮ ‬معه‮.. ‬

ونسأل‮ ‬الله‮ ‬للسلطان‮ ‬هيثم‮ ‬بن‮ ‬طارق‮ ‬آل‮ ‬سعيد‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬خير‮ ‬خلف‮ ‬لخير‮ ‬سلف‮ ‬وتواصل‮ ‬السلطنة‮ ‬في‮ ‬عهده‮ ‬السير‮ ‬على‮ ‬ذات‮ ‬النهج‮ ‬الحكيم‮ ‬الذي‮ ‬انتهجه‮ ‬السلطان‮ ‬قابوس‮ ‬رحمة‮ ‬الله‮ ‬عليه‮..‬

نعم‮..‬إنها‮ ‬سلطنة‮ ‬الخير‮ ‬عمان‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬ولن‮ ‬تحيد‮ ‬عن‮ ‬المواقف‮ ‬العروبية‮ ‬الحقيقية‮ ‬التي‮ ‬تعبر‮ ‬عن‮ ‬روح‮ ‬وأصالة‮ ‬عمان‮ ‬وشعبها‮ ‬تجاه‮ ‬مختلف‮ ‬القضايا‮ ‬العربية‮ ‬والعالمية‮..‬

كل‮ ‬التوفيق‮ ‬للسلطان‮ ‬هيثم‮ ‬بن‮ ‬طارق‮ ‬آل‮ ‬سعيد‮..‬وتعازينا‮ ‬وأصدق‮ ‬مواساتنا‮ ‬القلبية‮ ‬له‮ ‬وللشعب‮ ‬العماني‮ ‬بهذا‮ ‬المصاب‮ ‬الجلل‮ ‬الذي‮ ‬أصاب‮ ‬الأمة‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮ ‬جمعاء‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57422.htm