أحمد الزبيري - شغلتنا في السنوات الاخيرة السعودية بتحالفاتها العربية والاسلامية والناتوية وكلها تحالفات الغاية منها تسويق نظامها في واجهته وطموحاته المرتكزة على اوهام الدولة العظمى للملك سلمان ونجله محمد ولي عهده.. ولعل ابرز هذه التحالفات التحالف الذي اعلنته 2015م لشن الحرب على الشعب اليمني تحت ذريعة إعادة شرعية الرئيس المستقيل هادي ممن أسمتهم بالانقلابيين الحوثيين..والأهم في هذا التحالف أنه كان لاحقاً لإعلان الحرب من واشنطن من قبل سفير النظام السعودي في ذلك الحين بأمريكا ووزير خارجيتها فيما بعد ثم وزير الدولة للشئون الخارجية عادل الجبير..
وهذا التحالف تآكل ولم يتبق منه إلا رباعيته المتمثلة بالسعودية والامارات وامريكا وبريطانيا مع مشاركة عسكرية واضحة لقوات التدخل السريع حاليا وسابقا قوات الجنجويد الى جانب مجندين سودانيين تم شراؤهم لتثبيت الوجود الاماراتي والسعودي في المحافظات اليمنية الجنوبية والساحل الغربي.. أي انه لم يبق تحالف، ثم استتبع ذلك بما سمي بتحالف الناتو العربي واستتبعها مايسمى التحالف الاسلامي واخيرا تحالف الدول المطلة على البحر الاحمر..وهذا مايهمنا لتبيان حقيقة الغاية من هذه التحالفات والتي من تعددها واختفائها السريع توصلنا الى نتيجة ان الغاية اعلامية دعائية للنظام السعودي ولحرف الانظار عن فشلها وهزيمتها وغرقها في الحرب على اليمن.
كان هناك قبل عقود دعوات جادة لإيجاد اتفاقات بين الدول المطلة على البحر الاحمر تؤدي الى جعل مسئولية أمن هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية تخص الدول العربية المتشاطئة على هذا الممر المائي الحيوي الاستراتيجي للتجارة العالمية ،وكانت اول خطوة في هذا الاتجاه دعوة اليمن لبقية الدول المطلة على البحر الاحمر الى عقد مؤتمر أمن البحر الاحمر عام 1975م والذي في ذلك الحين لم تستجب للدعوة اليمنية سوى السودان والصومال ووقفت السعودية في وجه هذا التوجه العربي لتأمين البحر الاحمر من خلال دوله بعدائية تنفيذا لذات الاجندة التي تنفذها اليوم في الحرب على اليمن التي تدخل عامها السادس.
قبل 45عاما كانت السعودية اول المدعوين لقمة دول البحر الاحمر التي دعت لها اليمن واليوم تأتي الى إعلان تحالف أمن البحر الاحمر فما الذي تغير ؟!
جميعنا نعرف ان المنطقة ملتهبة منذ وقت ليس بقصير بالصراعات والحروب والتي تقودها الولايات المتحدة وخلفها تقف اسرائيل وفي كل هذا تبرز الاهمية الجيوسياسية لموقع اليمن الذي يوجد فيه واحد من اهم المضائق الدولية وهو مضيق باب المندب.. اضافة الى اشرافه على الممر المائي في اهم نقاطه المؤدية الى هذا المضيق وتتعزز هذه الاهمية إذا ما ربطناه بإطلالة اليمن المؤثرة على خليج عدن والجزء المهم من البحر العربي وامتداد اطلالتها الى المحيط الهندي.
وواضح ان واحداً من الاهداف الاساسية للحرب على اليمن هو السيطرة على هذا الموقع والتأثير على دور واهمية مضيق هرمز في الخليج العربي الذي تتشاطأ على جانبيه ايران وسلطنة عمان بدرجة رئيسية.
وذريعة التحالف الجديد الذي دعت له السعودية والخاص بالبحر الاحمر مع كل تحالفاتها السابقة الفاشلة هو مواجهة ايران بدفع امريكي اسرائيلي وهذه باتت اليوم حقيقة يؤكدها النظام السعودي نفسه.
بكل تأكيد أي اتفاقيات بين دول المنطقة تؤدي الى السيطرة على مياهها وممراتها المائية وعلى نحو يحقق سيادتها واستقلالها ويجنبها الحروب والصراعات واستقطابات مصالح القوى الاقليمية والدولية فاليمن معها ولطالما دعت الى ذلك..أما ان تدعو السعودية في ظل المناخات المشتعلة وحرائق الصراعات والحروب المتنقلة فالدعوة مشبوهة والهدف بكل تأكيد ليس في مصلحة الدول والشعوب العربية المطلة على البحرالاحمر، وحضور حكومة اليمن في الرياض يعبر عن محاولة سعودية للقول إن موقع اليمن الاستراتيجي اصبح شأناً يخصها وهذه رسالة اصرار على الاستمرار في الحرب وان طريق السلام والامن والاستقرار في اليمن والمنطقة مازال بعيداً.
لهذا نستطيع الحكم على تحالف البحر الاحمر السعودي بالفشل وهو استمرار لموضة التحالفات التي دأبت عليها الرياض في السنوات الاخيرة.
|