زعفران علي المهنا -
ودع فريق عمله ومكتبه كأي نهاية أسبوع واتجه نحو لقاء الاهل وتفقد أحواله الأسرية وأخذ يتصفح الاخبار هنا وهناك... شعر بأن هناك شيئاً ما سوف يعكر صفو هذا اليوم اليمني الصامد في ظل حصار جائر.
رن الهاتف من رقم طوارئ الشركة رد سريعا وقبل أن يقول اهلا تكلم المتصل بسرعة يبدو ان هناك مشكلة كبيرة ستواجهنا الكيبل الوحيد الذي تحدى الحصار ومنفذنا للعالم قطع في البحر.... وقف وقفة تأكد ذلك الشعور في داخله: وردد الله يسمعنا خيراً اتصل بمدراء المكاتب وطلب فرق العمل وجهز غرفة العمليات شغل سيارته بإدارة مفتاحها بعد أن شغل كل طرق التفكير ليطلق خطة العمل بتوازن ما بين الميدان وفرق العمل، وبين المشكلة التي لن يتقبلها الناس، لتضاف إلى قائمة مشاكلهم من نقص أدوية وتذبذب عمله ووقف مطارات وإغلاق منافذ....
ظن أنه سوف يكون أول الواصلين ولكنه تفاجأ بأن الجميع على مكاتبهم وكأنها الثامنة صباحا توجه إلى غرفة العمليات مسرعا وخلفه من يركض ليطلعه على تقرير فني.. وصل من مكاتبنا في الخارج، وذاك يلحق به ليؤكد أن كل النقاط في الميدان باستنفار.. والباقي مجتمعون حول شاشة الكمبيوتر وهم يواجهون حقيقة مرة مفادها الكيبل خرج عن الجاهزية 80٪ .
سمع صوت أذان الفجر الجميع استعدوا للصلاة واصطفوا صفا واحدا يرفعون أيديهم بتكبير ويركعون ويسجدون طالبين من الله مع نسائم هذا الفجر أن يعينهم على مواجهة الأصعب .
بعدها واصلوا التواصل مع الشركات الأم المختصة بالاصلاح لمثل هذه الأعطال التي تحصل كل يوم توجهت إحدى السفن التابعة لشركات التزويد لعملية الإنعاش ولم يستطيعوا أن يزودوا من عملية الإنعاش أكثر من 10٪ من أجل أن توزع على اليمن كاملاً جميع الكابلات الأخرى يصعب الوصول إليها وتفعيلها بسبب الوضع الاستثنائي لليمن جراء الحصار.
أشرقت الشمس بدأت الاتصالات وبدأ التساؤل من الناس..؟ شركات الصرافة.. المستشفيات.. الجامعات.. نظر الجميع إلى بعضهم ازدادت همتهم للتواصل عبر الشركة الأم.. لابد من التحرك والوصول قدر الإمكان سريعاً وأخذ الأذن من السلطات القائمة عند قناة السويس بالمقابل الاتصالات تزداد سخطا.. التف أحدهم الحل نغلق تلفوناتنا.. رد قائدهم نحن نواجه ولا نهرب نصمد ولا ننحني.. لابد أن نشاطر الناس مشاعرهم لابد أن نرد على كل الاستفسارات.. دخل وقتها أحد أعضاء الفريق لدينا أيضا عملية إنعاش من نقطة معينة سوف نستطيع أن نتزود بالخدمة الى 12 ٪ هرعوا جميعا تواصلوا بالنقطة وكان هناك المهندسون على قدم وساق لإدخال مزود نت وقتها رن هاتف أحد أعضاء الفريق المتصل من أحد جيران مسكنه وهو يبكي لا بد أن تزود الصراف بالنت لأن ابني سوف يستلم المبلغ لإيداعه في المستشفى فوالدته سوف تجري عملية صباح الغد في الثامنة.. ونحن الآن الثامنة مساء انا قلق العملية غداً..رد عليه يا أخي مش بيدنا هذا عطل خارج اليمن توتر الحوار بينهم فطلبت المهندسة من زميلها أن يعطيها الهاتف وحدثت المتصل: ياعم انا لدي أهل بالقاهرة كم المبلغ وانا أخذه منك واخليهم يقدموه لك من هناك.. ازداد بكاء المتصل حاولت تهدئته وقالت: الآن تعال إلى مكتبنا فنحن من البارحة لم نفارق مكاتبنا اعطني العنوان وانا اتصل لهم في القاهرة.. واغلقت الهاتف سريعا وعادت إلى جهازها تبادل الجميع النظرات وصفقوا جميعا مهنئينها لمعالجتها للموقف ردت اليمن ودموع هذا الرجل غالية جدا .
وقتها تم تزويد الشبكه 12 ٪ فرح الجميع وكان التصفيق مصحوباً بالفرح فاليمن هي مجرة مجهولة لم يتم اكتشاف ساكنيها كانت هذه هي أقصى ماتمكن الفريق عمله.
عادوا إلى منازلهم بعد تقسيم الأدوار وعدم مفارقة غرفة العمليات بالتناوب وهنا أدرج المفتاح في سيارته ليعود إلى منزله ليضع ثياب اليومين الماضيين ويأخذ قسط من الراحة ويعود إلى مواجهة هذه المشكلة الموجعة.. ما إن وصل منزله والأخبار تشتعل في كل مكان غرسها من يحاول أن ينال من هذه المجرة المجهولة اليمن القوي الصامد بأن هناك مديونية على الشركة لذا قطعوا النت على اليمن تبسم وهو يستمع لهذا النوع من الشائعات وأغمض عينيه راغما نفسه على النوم ليفتح عينيه لصلاة الفجر.
فاستقل سيارته فجرا الى مكتبه الذي تحول ليل نهار الى خلية نحل وصل الى مكتبه مر على فريق العمل يسأل على احدهم رد من خلفه انا هنا ايها القائد لم ولن أفارق مكتبي حتى نتجاوز مشكلتنا.. فسأله بهدوء يبدو عليك الازعاج جدا جداً..؟ قال اتصلت زوجتي تخبرني ان ابني مريض... امسك على كتفه والتفت للجميع وطلب منهم ان يتبعوه الى قاعة الاجتماع الكبرى توجهوا جميعا الى القاعة على وصول المهندسة احد اعضاء الفريق وما أن جلست على الكرسي إلا وسألها هل تمت مبادرتك الانسانية على أكمل وجه...؟ رفعت بيدها مؤكدة بالابهام بأنها تمت على أكمل وجه.
واستهل اجتماعه بأن يحفظ الله فريق العمل ويحفظ فرق الميدان وان يحفظ الله اليمن هذه المجرة المجهولة وبدأوا النقاش حول كيفية إيضاح للناس مايدور فكان الاتفاق أن يكون هناك المؤتمر الصحفي وقتها دخل أحد فريق العمل المناوب في غرفة العمليات بأن النت زود 20 ٪ وهنا ازداد الإصرار بأن يكون هناك فريق عمل آخر يقوم بالتجهيز للمؤتمر الصحفي وإعداد تقرير يقدم فيه شرح تفصيلي وبيان عن شركتنا وسوف نظل نناضل جميعا داخل هذه الشركة بخبراتنا وبسواعدكم الشابة حتى يتم إصلاح الكيبل فنحن بكم أيها الشباب أصبحنا مجرة يجهلها العالم من حولنا.
#أنا_يمني_وأحب_وطني
| 
اليمن المجرة المجهولة