الميثاق نت -

الإثنين, 27-يناير-2020
عبدالرحمن‮ ‬الشيباني‮ ‬ -
ترفض تعز أن تكون فى جلباب سياسي معين حتى وهى تشهد ارتفاع منسوب الدم من أبنائها منذ أكثر من خمس سنوات .. إنها ترفض أن تتحول إلى اقطاعية خاصة وبؤرة لميليشيات تراكم الخوف لدى سكانها تسرق الطمأنينة والسكينة من حياتهم قد تكون فى حالة رفض غير معلنة تقاوم من الداخل‮ ‬بإحساس‮ ‬قوي‮ ‬ما‮ ‬تلبث‮ ‬أن‮ ‬تتحول‮ ‬إلى‮ ‬صرخة‮ ‬من‮ ‬حناجر‮ ‬طالما‮ ‬صدحت‮ ‬ضد‮ ‬الجور‮ ‬والتهميش‮ ‬والازاحة‮ ‬واستمرت‮ ‬لعقود‮ ‬تفعل‮ ‬ذلك‮ ‬بقوة‮ ‬ناعمة‮ ‬فى‮ ‬الرقعة‮ ‬الجغرافية‮ ‬اليمنية‮..‬
لقد‮ ‬ظلت‮ ‬ولا‮ ‬تزال‮ ‬المعبرة‮ ‬عن‮ ‬المشروع‮ ‬الوطنى‮ ‬الجامع‮ ‬والحاضنة‮ ‬له‮ ‬وقدمت‮ ‬فى‮ ‬سبيل‮ ‬ذلك‮ ‬الكثير‮..‬
إنها انانية مفرطة أن يحاول البعض اختزالها وصهرها فى مكون سياسي معين محاولاً التعبير عنها بأدواته الرثة فى انحطاط سياسي وكأنه يحاول مكافأة نفسه بها .. فالطريقة التى نراها اليوم من استقدام ثقافة لا تعرفها وغريبة عنها وهى المعبرة عن ممارسة لثقافة وطنية ظلت بعيدا عن هكذا فعل فاضح لا تقبله .. تنبع منها ممارسة مدنية واخلاقية وحاملة لريادة ثقافية متأصلة لعقود طويلة لذلك فالقتل واستقدامه إليها عبر ميليشيات تحمل ثقافة مغايرة لها تتسم بهكذا فعل من الإجرام واللصوصية تبقى تعبر عن أصحاب تلك الأدوات والقفازات التى تنفذ‮ ‬اجندتها‮ ‬بعيدا‮ ‬عن‮ ‬مشروع‮ ‬تعز‮ ‬وأبنائها‮..‬
إنه فكر إجرامي وإقصائي دخيل ينتشر فى أكثر من بلد وليس فقط فى اليمن وتعز تحديدا انه يعبث فى ليبيا وسوريا ويتم ضخ شريانه واوردته بالأموال التى لا تروي نهمه.. إنها نفس الفكرة والفعل المتأصل وهي الاختباء تحت عباءة الدين الذي تحول فجأة الى أداة للموت وتبريره وهو‮ ‬ينشد‮ ‬الحياة‮ ‬إلى‮ ‬الظلم‮ ‬وهو‮ ‬يدعو‮ ‬للعدل‮ ‬إلى‮ ‬الدمار‮ ‬وهو‮ ‬يدعو‮ ‬للبناء‮ ‬للكراهية‮ ‬وهو‮ ‬يدعو‮ ‬للتسامح‮..‬
ما يحصل لتعز لايؤسس إلا لمزيد من الصراع وتفتيت النسيج الاجتماعى لها ووأد مشروعها واختزاله فى قالب حزبي نتن يبعث على التقيؤ وينشر دخانه الأسود لمحو الفعل الحضاري والثقافي والمدنى لأبناء تعز.. ما يعد لهذه المدينة المسالمة هو مشروع هدم تقوم به طغمة فاسدة لوكلاء اقليميين معروفين يحاولون جعل تعز كورقة مساومة مستقبلية لمصلحة أولئك اللئام الذين يتحدثون اليوم عن معاناتها وهم يطعنونها فى الخاصرة يسهبون بمفردات براقة زائفة كشفت الأحداث والوقائع زيفها، لا ينظر هؤلاء لدولة ولا لقانون ولا حتى لمستقبل إلا بحسب ما يريدون‮ ‬وبنظرة‮ ‬تتفق‮ ‬مع‮ ‬مشروعهم‮ ‬الظلامي‮..‬
ان القادم الذي تنسجه تلك النخب الفاسدة المريضة بزهايمر سياسي والتابعة الخنيعة عبر امتداد تاريخها السياسي المليئ بالاجرام الذي يمهد لها شيوخ التكفير ويعبد لكل سوء والذين استمرأوا المال الحرام والفتات الذي يرمى لهم والمتخمون به سعار الحروب ونافخو كيرها لا يمكن أن يكونوا الا كذلك وبتلك الصورة المقرفة التى نراها اليوم .. تعز أكبر منكم أيها الأقزام والتى تحاول ميليشيات الموت إلصاق مدينة وديعة متسامحة بتلك الأفعال وتصويرها على أنه فعل اعتيادي يمارسه أبناؤها.
تعز‮ ‬ياهؤلاء‮ ‬بعيدة‮ ‬عليكم‮ ‬فأنتم‮ ‬ظلاميون‮ ‬قتلة‮ ‬وقفازات‮ ‬ليس‮ ‬إلا‮.. ‬لا‮ ‬تحملون‮ ‬مشروعها‮ ‬التنويري‮ ‬فهي‮ ‬باقية‮ ‬لا‮ ‬تشيخ‮ ‬ولا‮ ‬تموت‮ ‬وانتم‮ ‬زائلون‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57500.htm