الممثلون على المتقاعدين بين هوس المسئولية وغياب الديمقراطية
صقر المريسي
❊ رغم ما قدمته الحكومة وبتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية من بدائل وحلول وتعويضات متعددة لحل قضايا المتقاعدين عسكريين ومدنيين إلاّ أن البعض ممن يسمون أنفسهم متقاعدين ويفرضون أنفسهم على البسطاء من المتقاعدين كممثلين عنهم دون وجه حق لا شرعي ولا قانوني ولكن من أجل المتاجرة بقضاياهم والمزايدة باسمهم ووجدوا في ذلك مجالاً للارتزاق ولم يقبلوا بكل الحلول بل ويرفضون العودة الى أعمالهم ليس لشيء ولكن لأن الحلول التي قامت الدولة باتخاذها قد أفسدت عليهم طبخة التآمر على الوطن ووحدته وأبنائه.
حيث كانوا يعتقدون أن الدولة ستعجز عن حل قضايا المتقاعدين ومع ذلك تمت الحلول وجرى تفويت الفرصة على هؤلاء المرتزقة ورغم ذلك فهم يصرون على مواقفهم المعادية للوحدة والتي كشفت للقاصي والداني حقيقة مآربهم وأصبحوا كالعراة لايجدون ما يسترون عوراتهم ومع ذلك يصرون على أنهم غير عراة وما يمارسوه من تصرفات حاقدة هي بالأساس ناتج عن الصدمة التي تلقوها جراء الحلول المتخذة لمشكلة المتقاعدين وكشف الشارع لهم تراجع الناس عنهم بعدما قدموا تعهداتهم لقوى داخلية وخارجية بالانتصار للباطل ومحاولة المساس بالوحدة وهذا ما لم ولن يتأتى لهم اطلاقاً وهم لم يكونوا يتوقعون أن الناس سيكشفون سوءات هذه الشرذمة الضالة وينفرون منها كما ينفر الصحيح من الأجرب ولاشك في أن الناس قد تعاطفوا معهم وخرجوا يطالبون بحقوق بعض المتقاعدين ولم يكن هناك من ينكر حقوقهم ولا من ينكر واجب الدولة نحوهم وفعلاً تجاوبت الحكومة وحلت مشاكل الذين خرجوا من أجل حقوقهم وفشلت الحلول مع الذين خرجوا من أجل حق يراد به باطل.
وكشف الله حقدهم ومكرهم وارتهانهم ويوماً بعد يوم انصرف الناس عنهم ودبت الخلافات فيما بينهم البين وتفرقوا ما بين مرتهن للداخل ومرتهن للخارج وظهر الوحدويون حقاً وأعلنوا مواقفهم بقوة ورجولة وظلت الخلافات تسيطر عليهم حتى وصلت الى تنحية ناصر النوبة من رئاسة الجمعيات وتغيير قيادات الجمعيات بشكل عام مما حدا بالنوبة ونفر من جماعته الى اتخاذ موقف معاد لأصحابه ممن يعادون الوطن ووحدته وقرر أخيراً أن يشكل كياناً آخر يخصه ويعطيه قيادته لأنه طامح سلطة ولا يهمه أن يسوى وضعه ولا أن يسوى وضع المتقاعدين بشكل عام المهم أن يظل صاحب نفوذ وسلطة وهيلمان حتى ولو كان ذلك على حساب قضايا الناس ومصالحهم وهو أيضاً غير مستعد أن يعود الى عمله ورتبته براتب رسمي محدود في الوقت الذي يتلقى فيه دعماً لا محدود من أسياده في أكثر من جهة وتوجه وبعد أن تسببت هذه الجمعيات في كشف الكثيرين من أصحاب نوايا السوء كـ»اليافعي« و»السقاف« وغيرهم من دعاة التشطير والانفصال.
اختلفوا في القسمة
وأحسنت الدولة التصرف في أنها لم تتوقف ولم تتراجع عن السير في حل قضايا الناس ومشاكلهم وكلما حُلت قضية كانت كخنجر يُغرس في صدور أولئك الكهنة والدجالين ومن خلال المهرجان الأخير الذي أقامته جمعية المتقاعدين في منطقة حرير بمديرية الحصين محافظة الضالع يتضح أين وصل هؤلاء فبرغم الدعوات والتحضيرات والاستعدادات للمهرجان إلاّ أن الحضور لم يتعدوا خمسمائة شخص معظمهم من المشترك الذين حرصوا على التواجد لدرء مكرهم وهذا في حد ذاته دليل على أن الثقة أصبحت مفقودة تماماً بين كل أطراف القضية المكشوفة ومن خلال مستوى الحضور كما يتضح أن المعطري وصلاح الشنفرة كانوا أبرز الحاضرين بعد أن كانت قيادات سياسية تسارع للمشاركة ولكن قبل أن يكشف القناع.. وكما قال المثل: »نجحوا في السرقة واختلفوا في قسمة المسروقات« فمن خلال ما جاء في كلمات المعطري والشنفرة يتضح العداء بجلاء ووضوح حيث قال المعطري إنه يطالب بالاعتراف بالقضية الجنوبية والمساواة في تقسيم الثروة والسلطة والكلمة واضحة ولا تحتاج الى تفسيرات وكذلك تحدث صلاح الشنفرة قائلاً سنواصل النضال حتى نيل الاستقلال.. تصوروا هذا يقال، ونحن نسأل من أي استعمار يريد الشنفرة الاستقلال فإذا كان يردد ما كان يقوله والده المناضل الكبير »عليه رحمة الله« فعلى الجميع أن يدرك أن الشنفرة الأب طالب بالاستقلال من مستعمر غاصب ونال بذلك حب واحترام وتقدير الناس وظل تاريخه عطراً حتى اليوم فماذا ورث الشنفرة الابن من أبيه.. مع الأسف ورث عبارات لا يعرف معناها ومن أطرف ما جاء في مهرجان صرير هو قيام المعطري بإعلان فتح باب العضوية في جمعية المتقاعدين لمن يرغب وبذلك تحولت الجمعية الى نادٍ رياضي، يمارس نشاطه من خلال مهرجانات ومظاهرات ومباريات على بيع الوطن ووحدته وكذلك اللافتات التي كُتب عليها: »بلادي بلادي بلاد الجنوب« وهتافات شطرية.. كل ذلك جعل الناس ينفضون من حولهم وأصبحوا منبوذين وكذلك من طرائف المهرجان قيامهم أنفسهم بتوزيع منشور باسم فرع المؤتمر الشعبي العام يؤيدهم في ما هم سائرون فيه ورغم أن كل الجهات الرسمية في مؤتمر الضالع نفت ذلك وكذبته إلاّ أنه يكشف ويؤكد زيفهم وفشلهم لدرجة أنهم يريدون التأثير على بسطاء الناس وبالكذب على المؤتمر الشعبي العام الحزب الذي لا يرى للحياة طعماً بدون الوحدة.. وهم بذلك المنشور الكاذب يشعرون بأن الناس تركتهم وحدهم وهم بحاجة الى جماهير تصطف معهم ولو بالتضليل المهم أن يلتقطوا صوراً يبعثون بها لأربابهم وأرباب نعمتهم في الخارج يكذبون عليهم فيها بأن الناس جميعهم معهم وعلى قدر الحضور تأتي الاعتمادات والنفقات.. ولهؤلاء وغيرهم نقول لهم الناس ملُّوا منكم وكشفوا زيفكم واللعبة أصبحت مفضوحة ومستهلكة ولا داعي لإحراج أنفسكم باللعب بأوراق مكشوفة ومستهلكة ومن باب النصح نقول: عودوا الى رشدكم فالوحدة أبقى وأغلى.
|