حاوره : عبدالجبار البحري -
قال الأمين العام لمؤسسة حيدرة للسلام والتنمية الإنسانية الأستاذ سعيد حيدرة إن البر والإحسان لا يقتصر على الوالدين والأهل بل يتعدى ذلك ليشمل شرائح المجتمع وهذا ما يجب أن يكون عليه كل يمني مقتدر على تقديم شيء من أجل تخفيف معاناة أبناء شعبه الذي يمر بمحنة شديدة ويتعرض لمؤامرة لم يسبق أن تعرض لها شعب من قبل.
وأكد رجل الأعمال اليمني المهاجر في الولايات المتحدة الأمريكية -في حوار مع صحيفة "الميثاق"- أن المهجر لا يمكن أن يمنع أي يمني أصيل عن مد يد العون لأبناء شعبه كواجب ديني وإنساني ومسؤولية اجتماعية تقتضيها الظروف الاستثنائية التي يعيشها.
وأشار إلى أن إطلاقه مؤسسة حيدرة للسلام والتنمية الإنسانية في العام 2017 كانت مبادرة وجهوداً ذاتية من أجل تقديم شيء للبلد غير أن المؤسسة حققت نجاحاً كبيراً في مشاريعها وأنشطتها وحظيت على إثر ذلك النجاح بثقة المنظمات الناشطة في العمل الإنساني والتي ساندت المؤسسة في رحلة عطائها من خلال الشراكة الفاعلة والهادفة إلى رسم البسمة على وجوه قاعدة كبيرة من الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة ليصل عدد المستفيدين من مشاريعها وأنشطتها الاجتماعية والتنموية إلى أكثر من 25 ألفاً.
وكشف حيدرة عن مصفوفة المشاريع التي تعتزم مؤسسته تنفيذها في العام 2020م فضلا عن طموحاته لتأسيس مركز لكفالة الأيتام في العاصمة صنعاء ومراكز مماثلة في بعض المحافظات إضافة إلى توسيع نشاط المخبز الخيري الذي أنشأته المؤسسة في العاصمة صنعاء وإنشاء مخابز خيرية في محافظات أخرى لتساهم في تأمين الرغيف لشريحة الفقراء والمواطنين الأكثر احتياجا .. إلى نص الحوار.
* مؤسسة حيدرة للسلام والتنمية الإنسانية مؤسسة رائدة في العمل الإنساني والمجتمعي وباتت معروفة لدى المجتمع وخصوصاً شريحة الفقراء والنازحين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين استفادوا من أنشطتها خلال السنوات الماضية .. في البداية هل لك ان تحدثنا عن جديد مؤسسة حيدرة خاصة ونحن في بداية عام جديد ونرغب التعرف على خطة المؤسسة وطبيعة الأنشطة التي تخطط لتنفيذها؟
- في البداية نشكر صحيفة »الميثاق« على اهتمامها ومساندتها لجهود مؤسسة حيدرة الإنسانية والاجتماعية من خلال تسليط الضوء عليها والتعريف بها كمؤسسة خيرية غير ربحية هدفها توفير الرعاية ورفع المعاناة عن الفقراء والمحتاجين.
وبالنسبة لجديد المؤسسة لهذا العام هناك خطة استجابة تم إقرارها في وقت مبكر تشمل العديد من المشاريع والأنشطة نلخصها في الآتي:
- تنفيذ المرحلة الثالثة من المخبز الخيري لإنتاج وتوزيع رغيف الخبز بشكل يومي في العاصمة صنعاء ليصل عدد المستفيدين إلى قرابة ستة آلاف شخص يوميا.
-المرحلة الأولى من مشاريع التمكين الاقتصادي من خلال منح الأسر الفقيرة مشاريع مدرة للدخل تساعدها على الاعتماد على النفس وتحولها إلى أسر منتجة.
- مشروع توزيع الحقيبة المدرسية المتكاملة لأكثر من ألفي طالب وطالبة من أبناء الأسر الفقيرة ونزلاء دور ومراكز رعاية الأيتام.
- مشروع توزيع السلة الغذائية الرمضانية وهو عبارة عن توزيع 500 سلة غذائية متكاملة للأسر الأكثر تضررا والأشد فقرا في أمانة العاصمة ومحافظة صعدة وبواقع 250 أسرة في كل محافظة.
- مشروع توزيع كسوة عيد الفطر المبارك للعام 1441هـ بمحافظات (صنعاء -الحديدة -تعز) بمن في ذلك نزلاء دور رعاية الأيتام والذي سيستفيد منه 1200 طفل وطفلة من أبناء الأسر النازحة والأشد فقراً بواقع 400 حالة لكل محافظة.
- مشروع إفطار الصائم وتوزيع التمور لعدد 2000 من الأسر النازحة والأشد فقرا في (أمانة العاصمة - مأرب).
- انتاج وتوزيع كسوة عيد الأضحى المبارك1441هـ لأكثر من 1000 طفل وطفلة لنزلاء دور ومراكز رعاية الأيتام ومرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة في أمانة العاصمة.
- مشروع تدريب وتمكين المرأة للإنتاج الذي ينفذه مركز حيدرة للتمكين والانتاج في أمانة العاصمة يستهدف 50 ربة منزل في أمانة العاصمة.
* ما الحيثيات التي تعتمد عليها المؤسسة في الإعداد لبرامجها ومناشطها؟
- المؤسسة وكل العاملين فيها هم جزء من المجتمع اليمني يلامسون معاناة أبناء الشعب عن قرب يتعايشون معهم ويحسون بهم بل إن المؤسسة باتت تمتلك قاعدة بيانات ومعلومات وافية عن غالبية الأسر الفقيرة والأشد احتياجا خصوصا في العاصمة صنعاء التي استقبلت الكثير من الأسر النازحة جراء العدوان والحصار من العديد من المحافظات.
كما أن المؤسسة تمتلك كوادر مؤهلة في إجراء المسوحات الميدانية وتحديد الفئات المستهدفة والمستفيدة من برامجها وأنشطتها بالتعاون مع السلطات المحلية وعقال الحارات وكذلك الجهات الحكومية المعنية بتنسيق الأنشطة الإنسانية.
* طبيعة المعوقات التي تعترض سير نشاط المؤسسة كيف تتم معالجتها؟
- من أبرز الصعوبات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن بشكل عام هو شحة الإمكانات المتاحة ووجود فجوة كبيرة بين خطة الاستجابة الدولية وحجم الأزمة الإنسانية التي يصنفها المجتمع الدولي بأنها الأخطر عالمياً.
أما على مستوى المؤسسة فهناك جهود كبيرة تُبذل أثناء الإعداد والتخطيط الدقيق لتنفيذ أي مشروع بالتعاون مع شركاء العمل الخيري وعليه يتم تحديد المستفيدين من تلك المشاريع بدقة وبشفافية مطلقة لكننا نواجه أحيانا بعض الصعوبات بسبب تأخير إصدار التصاريح والموافقة على تنفيذ تلك المشاريع خصوصا حين يترتب على ذلك التأخير إلغاء بعض التمويلات المخصصة لتلك المشاريع وحرمان المستفيدين منها.
* ما مدى حرصكم على تطوير ادارة المؤسسة واشراكها في تنفيذ برامج مشتركة مع مؤسسات ذات صلة؟
- رغم تجربتها القصيرة إلا أن إدارة مؤسسة حيدرة استطاعت أن تنسج الكثير من العلاقات مع شركاء العمل الإنساني على المستويين الداخلي والخارجي وهو ما انعكس إيجابا على نجاح ما نفذته وتبنته من مشاريع وأنشطة نالت من خلالها ثقة شركائها الداعمين والممولين لمشاريعها.
كما أن قيادة المؤسسة تؤمن بأن الشراكة سواء مع المنظمات المدنية أو الحكومة شيء ضروري لتحقيق النجاح في خدمة الشرائح الاجتماعية الأكثر تضررا واحتياجا في بلدنا والتي زاد عددها في السنوات الأخيرة بشكل كبير.
وفيما يتعلق بتطوير العمل الإداري أنوه إلى أن مهام إدارة المؤسسة لا تقتصر على رسم وإعداد الخطط بل إنها تتعدى ذلك إلى المشاركة بفاعلية كبيرة في النزول الميداني وإعداد الدراسات والمسوحات جنبا إلى جنب مع طواقمها الفنية المدربة وانتهاء بتنفيذ أي نشاط حرصا على النجاح والوصول إلى كل المستفيدين.
وعلاوة على ذلك تعمل المؤسسة على تكليف كوادر مؤهلة لإدارة مشاريعها وأنشطتها بعد إخضاعها للتدريب والتأهيل.
* هل هناك برامج لتنمية المبادرات في أوساط الشباب والمرأة وتعزيز دورهم في العمل الاجتماعي والخيري؟
- بدأت المؤسسة بتنفيذ مشاريعها معتمدة على فريق عمل متمكن ومحترف تابع للمؤسسة استطاع بجهوده وإيمانه بالعمل الإنساني أن يحقق ما أشرنا إليه من انجازات .. ولكن مع تزايد المشاريع والأنشطة استعانت المؤسسة بالكثير من الشباب والشابات الذين التحقوا بالعمل بشكل طوعي من أجل خدمة أبناء مجتمعهم.. وقد ساهمت المؤسسة في تشجيع الكثير من الشباب والشابات على المبادرة بالانخراط في العمل الطوعي والذي يعد سلوكا إنسانيا يحمل الكثير من القيم النبيلة والسامية فالعمل الطوعي هو دليل على رقي المجتمع.
ولكن في النهاية يظل العمل الطوعي ثقافة مجتمعية نأمل من الجميع وخصوصا وسائل الإعلام المختلفة الإسهام في التوعية بأهميته والفائدة الكبيرة التي يحققها العمل الطوعي سواء لمجتمع الفقراء والمحتاجين أو الأجر والثواب الذي يناله المتطوع من الله عز وجل.
* تطلعات قادمة تسعون إلى تحقيقها ؟
- انطلقت مؤسسة حيدرة للسلام والتنمية الإنسانية في العام 2017 وتمكنت خلال ثلاث سنوات من تنفيذ عشرات المشاريع والأنشطة الخيرية والإنسانية والتنموية والتي استفاد منها 25 ألفاً من شريحة الفقراء والمحتاجين والنازحين وذوي الاحتياجات الخاصة من الذكور والإناث، لكننا وبالرغم من كل ما حققته المؤسسة من نجاحات خلال مشوارها الإنساني نطمح لأن يشمل عطاؤها ومشاريعها أكبر شريحة من المواطنين الأكثر تضرراً جراء الأوضاع التي تشهدها بلادنا لذلك سنعمل خلال الفترة المقبلة بكل جهدنا من أجل تنفيذ العديد من المشاريع والأنشطة الخيرية ذات الجدوى الإنسانية الأكثر نفعا للمجتمع وأهمها:
تأسيس مركز لكفالة الأيتام في العاصمة صنعاء ومراكز أخرى في بعض المحافظات بالإضافة إلى توسيع نشاط المخبز الخيري الذي أنشأته المؤسسة في العاصمة صنعاء وزيادة عدد المستفيدين منه فضلا عن إنشاء مخابز خيرية مماثلة في بعض المحافظات تساهم في تأمين الرغيف لشريحة الفقراء والمواطنين الأكثر احتياجا.
وهنا لا يسعني إلا أن أتوجه بدعوة مفتوحة لجميع الفاعلين في المجال الإنساني من تجار وشركات ومنظمات وفاعلي الخير الى الإسهام معنا لتنفيذ هذه الأنشطة والمشاريع ليكونوا شركاء في تحقيق ما نصبو إليه كيمنيين يجمعنا ذات المصير على هذه الأرض.
| 
الأمين العام لمؤسسة حيدرة لـ"الميثاق": نعتزم تنفيذ ثمانية مشاريع خلال العام 2020م