مطهر تقي - صدرت عدة تعليقات عبر التواصل الاجتماعي على كتابتي السابقة "العمامة والهاشميون " اغلبها استحسنت مضمون الكتابة التي رجوت منها توقف وسائل الإعلام اليمنية " المحسوبة على فرقاء الصراع السياسي اليمني" استهداف مكونات النسيج الاجتماعي اليمني سواءً أكان هاشمياً او قحطانياً ومحاربة كافة اشكال التعصب المذهبي او المناطقي او الانفصالي.. صحيح ان الحرب طاحنة بين اليمنيين بدعم خارجي للأسف الشديد وصحيح ان الاحقاد بين فرقاء السياسة اصبحت مسيطرة على الخطاب الاعلامي والسياسي إلا انه يجب الا يوغل اولئك واولئك في التعصب والكراهية حتى يصل فعل ذلك التعصب نسيجنا الاجتماعي ويمزق وطننا الى مناطق واقاليم وجنوبي وشمالي ونحول ابناء وطننا الى مجاميع متناحرة كل يتعصب لمذهبه وكل منطقة تتعصب لأبنائها ويضيع وطننا ووحدتنا الوطنية بفعل كل ذلك التعصب وكأننا بأيدينا نعين اعداء اليمن على تحقيق اطماعهم ومآربهم على شعبنا ووطننا.
واقول لعقلاء اليمن كافة وفي المقدمة عقلاء انصار الله والمؤتمر الشعبي العام والاصلاح والاشتراكي وكل القوى السياسية المختلفة ان نسيجنا الاجتماعي اليمني ووحدتنا الوطنية مهددة بالتمزق ووطننا وارضنا مهددة بالتجزئة بفعل الغلو في الصراع والتعصب الذي تحول الى كراهية بين أوساط المجتمع اليمني طيلة السنوات الماضية.. فأعيدوا النظر في ممارساتكم السياسية وتعصب بعضكم لسلالته او قبيلته او جماعته فالعاقبة وخيمة على الجميع واذا قد ابتلاكم الله بالخلاف والحرب لأسباب عدة انتم تعرفونها جيداً فلا يصل كفر بعضكم حد استهداف الثوابت الوطنية التي اكدتها الثورة اليمنية وكذلك لا يصل اثرها السلبي البنية الاجتماعية التي حافظ الوطنيون الأوائل على سلامتها من اي تمزق.. انتم امام وطن واسع تمتد حدوده من المهرة حتى الحديدة ومن عدن حتى صعدة وامام شعب مسلم تعداده اكثر من ثلاثين مليون مواطن له مذهبه الزيدي والشافعي وله تركيبته الاجتماعية المتنوعة فلا يمكن فرض اي نظرية سياسية تتعارض مع الطبيعة الاجتماعية اليمنية وتتعارض مع الثوابت الوطنية المستمدة من اهداف الثورة اليمنية.. اما اذا كنتم تريدون كلاً يحكم منطقته او يحكم سلالته او يحكم جماعته فقط فهي الكارثة والفوضى التي ستطيح بكم قبل غيركم وتدخل شعبكم نفقاً مظلماً له بداية وليس له نهاية وهذا والعياذ بالله لا يمكن ان يكون.
|