عبدالجبار سعد - كنت بصدد الكتابة عن صفقة قرن الشيطان التي أعلن عنها ترامب وشاركه الاحتفاء بها نتنياهو وباركتها ثلاث دول خليجية، لكنني بعد ان استمعت ورأيت المؤتمر الصحفي لناطق الجيش واللجان حول العمليات الأخيرة في نهم وما حولها غيرت مسار الكتابة إلى الشأن اليمني.
***
نعم لقد أًصبح واضحاً من خلال ما عرضه الناطق العسكري واستعرضه من حقائق ان مجاميع هادي ودولته العسكرية وأبرز تعبيراتها السياسية قد قضوا فترة استراحة طويلة في منطقة نهم وما جاورها يقيمون الولائم والأعراس ويعقدون الاتفاقات التي من شأنها اعفاؤهم من أي مشاق عسكرية حتى أصبحوا موضع التندر بحق وليس بباطل..
***
وعرفنا من خلال ما حدث ان قطعان هادي العسكرية لا تعمل آلتهم العسكرية إلا في مواجهة بعضهم بعضا داخل معسكر ما تُسمى الشرعية فالمعارك الحاسمة التي حدثت في عدن وشبوة وابين كافية للتدليل على ذلك، وقد كانوا في الفترة الأخيرة يعملون جاهدين للتوجه إلى الساحل الغربي لحسم صراعهم مع من فيه من قوى من نفس معسكرهم ، واوجدوا معسكرات لهذا الغرض في يفرس وتعز وسحبوا مقاتليهم من الجبهات السعودية المواجهة لمناطق حكومة الانقاذ.
***
بل أصبح واضحاً ان ضربة معسكر مأرب التيأتت على أكثر من مائة وعشرة قتلى وقرابة هذا العدد من الجرحى كان لمعسكر هادي دور حاسم فيها وفقاً لآخر المعلومات، وما رفع العقيرة بالصياح ضد الامارات بأنها وراء الضربة إلا محاولة لخلط الاوراق من قبل الجهة المتعاونة مع الجيش واللجان في معسكر هادي.
****
ولقد تم خلط الاوراق فعلاً ولكنهم في محاولتهم لإبداء الجدية في القتال بعد فترة الكمون الطويلة تجاوزوا الحدود الحمراء المحددة لهم من جيش حكومة الانقاذ فكان لابد من ان يدفعوا ثمناً باهظاً تمثل في طردهم من كل مناطق الولائم والأعراس.
***
لقد أصبح واضحاً ان المعركة سواء حسمت عسكرياً أو حُلت سياسياً سيكون الخاسر الأكبر فيها هو معسكر هادي والقوى الدينية التي تمثل أساس قوته العسكرية وان المعارك بين هادي وهادي هي معركتهم الأساس وليس لهم معارك أخرى مع غيرهم، وربما تبين الأيام صحة هذا القول..
|