الأربعاء, 30-يناير-2008
الميثاق نت -  يحيى ‬نوري -
كنتيجة منطقية للتوجهات الحكيمة لفخامة الرئىس والهادفة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بقضايا الاسكان وبناء المدن السكنية لذوي الدخل المحدود وكذا شريحة الشباب، فإنه من الطبيعي ان نجد الوسط الوظيفي وفي أكثر من مرفق حكومي يبدأون بتشكيل لجان سكنية فيما بينهم تناط بمهمة الإعداد والمتابعة المستمرة لإقامة مشروع سكني يتم الاستفادة من خلاله مما سوف تقدمه الحكومة وفي إطار برنامجها المالي من مشروعات اسكانية..ومع ان هذا التفاعل يعد ايجابياً من شأنه ان يرفع مستوى الاهتمام بقضية الاسكان فإن ذلك ووفقاً لمعطيات هذه القضية الجوهرية والاجتماعية لم يعد كافياً أن يقتصر الاهتمام بهذه القضية على الجانب الرسمي وإنما تتطلب توسيع رقعة الاهتمام بها وبصورة تتيح لفعاليات مختلفة المشاركة في تحمل مسؤوليتها إلى جانب الحكومة فيما يتعلق بقضية الإسكان.
ومن هذه الفعاليات بالطبع القطاع الخاص وهو القطاع الذي من شأنه ان يلعب دوراً فاعلاً وأساسياً في بلورة هذا التوجه إلى الواقع من خلال عملية استثمارية واسعة ملمة بكافة متطلبات واحتياجات هذا التوجه.. إلاّ أن مثل هذا التوجه للقطاع الخاص مازال خجولاً بل ويقتصر مستثمروه‮ ‬إلى‮ ‬أدنى‮ ‬ابجديات‮ ‬التفاعل‮ ‬مع‮ ‬المشروعات‮ ‬الاسكانية‮ ‬بالرغم‮ ‬مما‮ ‬تمتلكه‮ ‬هذه‮ ‬المشروعات‮ ‬من‮ ‬مقومات‮ ‬استثمارية‮ ‬وضمانات‮ ‬حقيقية‮ ‬تجعل‮ ‬العملية‮ ‬الاستثمارية‮ ‬عملية‮ ‬ذات‮ ‬جدوى‮ ‬وفائدة‮.‬
ونعتقد ان تحقيق هذه الخطوة تتطلب من القطاع الخاص وبالتعاون مع الجهات المعنية البحث المسؤول في كافة ثنايا هذه القضية عن طريق ندوة أو حلقة نقاشية يمكن له الاستشراف من خلالها لمستقبل المشروعات الاسكانية في بلادنا.. والاطلالة أيضاً على طبيعة التجارب الناجحة للقطاع‮ ‬الخاص‮ ‬في‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬بلد‮ ‬تم‮ ‬التعامل‮ ‬معها‮ ‬بنجاح‮ ‬كبير‮.‬
إضافة إلى البحث عن الطرق والوسائل التي يمكن للقطاع الخاص استغلالها وتوظيفها في مشروعاته الاسكانية والتي تعد من أهم ما تمتلكه اليمن من إمكانات تتجلى في العديد من مواد البناء ذات التكلفة الرخيصة، كما لاننسى هنا أيضاً الدور الفاعل الذي يمكن ان تقوم به المجالس المحلية باتجاه وضع المشروعات السكنية في إطار برامجها ومناشطها القادمة وبما يكفل تعزيز المشاركة الشعبية في عملية الاسكان من خلال مد جسور الاتصال التواصل الفاعل مع مختلف الجمعيات المعنية بهذه العملية وكل ذلك إذا ما تم في القريب نكون أمام مرحلة جديدة تجعلنا نشعر‮ ‬بالطمأنينة‮ ‬لكون‮ ‬مستقبل‮ ‬الاسكان‮ ‬كحاجة‮ ‬اجتماعية‮ ‬بالدرجة‮ ‬الأولى‮ ‬سيسير‮ ‬في‮ ‬الاتجاه‮ ‬الصحيح‮ ‬وجعل‮ ‬الاسكان‮ ‬من‮ ‬أكبر‮ ‬العمليات‮ ‬الاستثمارية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5758.htm