نزيه احمد العماد - اضطرتني الظروف واجبرني الحصار ان ابقى خارج اليمن منذ منتصف 2017م وحتى الآن، وكعضو في المؤتمر الشعبي العام أرى البعض يروق له أن يوسمنا بـ"مؤتمر الخارج"، واعترف بأن هذا الوسم يزعجني كثيرا، خصوصاً عندما يأتي ذلك ضمن الحديث عن قسمين للمؤتمر، "مؤتمر الخارج" مقابل "مؤتمر الداخل" ثم يضيف اولئك الذين يقدمون أنفسهم كقياديين مؤتمريين الى هذه الطينة الرخوة روائح انقسامية عندما صوروا أنفسهم كعقلاء وحكماء للمؤتمر وذهبوا يتحدثون عن مجهوداتهم الجليلة في حل ذلك النزاع المتخيل بين مايسمونه "مؤتمر الخارج" من جهة ثم مع "مؤتمر الداخل" من جهة أخرى ، ولقد ذهب البعض الى دعوتنا لمطالبة قيادة المؤتمر في صنعاء بتقديم تنازلات لصالح "مؤتمر الخارج" المزعوم لغاية رأب الصدع ، إنهم يتجاهلون كل ما من شأنه إعادة تصويب الصورة الملخصة في أن شخصيات في المؤتمر كانت لها مواقف من أزمة الحرب والعدوان الخارجي لا تتفق مع الموقف العام للحزب ، وقد بالغت تلك الشخصيات في عزل نفسها عن سياسة المؤتمر التي اتخذ بشأنها إجراءات من بينها الفصل ولم تعد لها بعد ذلك أية صفة لتمثيل الحزب لا في الداخل ولا في الخارج ، ومن غير اللائق حتى مجرد النقاش في إمكانية أن تنشئ لنفسها مؤتمراً خارجياً لضمان المضي في استثماراتها التجارية ومساوماتها السياسية الخارجية والتكسب الشخصي ، ومن المثير للسخرية أن فكرة استدراج المؤتمر لحزبية الدكاكين قد سمح ، ليس للمؤتمريين المتربحين وحسب ، بل حتى لبعض الاخوانيين ان يقدموا انفسهم لبعض الدول بكونهم قيادات في كيان "مؤتمر الخارج" وقد تربحوا الكثير من ذلك لأن هناك من أراد أن يتخذ من المؤتمر سلعة سوقية ، على أن فكرة مايسمى "مؤتمر الخارج" قد أمنت لهم عطايا وهبات من دول التحالف العربي.
في الواقع ليس هناك الا حزب واحد وقيادة واحدة وهيكل واحد ، قيادة شرعية متواجدة بين قواعدها في صنعاء، تضحي وتناضل من أجل الحفاظ على وحدة التنظيم وقد بذلت في سبيل ذلك كل غالٍ ونفيس، على رأس هذه القيادة الشيخ المناضل صادق بن أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام ومن المثير للسخرية أن يقوم بانتقاده واتهامه بالتقصير أشخاص يتنعمون هم واولادهم في شقق وقصور فاخرة وفي فنادق فخمة في دول اغترابهم ، تدعمهم في ذلك دول لا تسمح لمواطنيها بأي نشاط حزبي.
إن من يقدمون انفسهم باعتبارهم "مؤتمر الخارج" ملتفين حول اشخاص تم فصلهم من المؤتمر الشعبي العام بقرار اتخذته قيادة المؤتمر في اجتماعها برئاسة الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه، وهم ومن حولهم اشخاص انتهكوا مبادئ المؤتمر الشعبي العام قبل ان ينتهكوا نظامه الداخلي ولوائحه، وقد جاء في مبادئ المؤتمر ضمن نص المادة (4) من النظام الداخلي »يتمسك ويعمل المؤتمر بأهداف الثورة اليمنية والدستور ويدافع عن وحدة الوطن وسيادته واستقلاله«، كما جاء ضمن المادة (11) ما نصه »يعتبر المؤتمر الدفاع عن اليمن عقيدةً،ووطناً،ونظاماً، واجباً مقدساً ومسئولية كل يمني«، ومن الواضح أن هؤلاء الاشخاص لم تعد السيادة الوطنية والاستقلال تعنيان لهم شيئاً، وانهم يزاولون بمايقومون به مهمة ضمن اجندة خاصة لدول أخرى وليس لديهم مقدس إلا مصالحهم الخاصة.
يتحدثون دائماً عن ضرورة أن يمنح المؤتمر العام للمؤتمر الشعبي العام الشرعية لأي قيادة، وهذا أمر لا خلاف عليه لولا الظروف التي تمنع انعقاد هذا المؤتمر العام، وهي ظروف صنعتها الدول التي يرتمي هؤلاء في أحضانها، فالأجدر بهم توجيه حديثهم إلى تلك الدول كي توقف حربها ويتمكن المؤتمر من عقد مؤتمره العام، فمن قصف قاعة العزاء وصالة الافراح لن يردعه شيء عن قصف تجمع المؤتمر العام، ولو كان لهم ثقة بأن لهم مؤيدين من اعضاء المؤتمر ولهم شعبية في صفوفه لكانوا سعوا لذلك بدلاً من سعيهم المستمر للتحريض على استمرار الحرب التي تؤمّن لهم هذه الحياة الفارهة.
يحق لأعضاء المؤتمر الشعبي العام خارج الوطن بأن يعقدوا لقاءات او ينظموا فعاليات وهم في دول غربتهم، ولكنها بلا شك مجرد انشطة ليس لها أي صفة رسمية، مالم تكن بتوجيهات وبتنسيق مع قيادة المؤتمر الشعبي العام الممثلة برئيس وأمين عام المؤتمر، ورئيس المؤتمر وفقا للمادة الثانية من النظام الداخلي هو المسئول القيادي الاول في المؤتمر، كما جاء في المادة (27) من النظام الداخلي بأن رئيس المؤتمر هو المسئول عن التوجيه والاشراف العام على اعمال المؤتمر بكافة قطاعاته وتكويناته، وبما يحقق اهداف المؤتمر في تطبيق مضامين الميثاق الوطني وبرنامج العمل السياسي للمؤتمر وتنفيذ قرارات المؤتمر العام وتوصياته، ونصت المادة الثانية ايضا على ان الامين العام للمؤتمر الشعبي العام هو المسئول عن الادارة التنفيذية للمؤتمر، ونصت المادة (49) من النظام الداخلي على ان الامين العام هو المسئول المباشر عن ادارة وتسيير اعمال المؤتمر، ونشاط تكويناته، وهو المعني بمتابعة تنفيذ الخطط والبرامج والقرارات التنظيمية وتوجيهها. ونصت المادة (52) بأن يقوم الامناء المساعدون بمساعدة الامين العام كل في نطاق اختصاصه بكل مايطلبه منهم.
ومن الواضح في النصوص السابقة أنه ليس هناك أي تضارب في الاختصاصات ولا أي مجال لتأويل النصوص، فالشيخ المناضل صادق بن أمين ابوراس هو المسئول القيادي الاول في المؤتمر وليس هناك ندية بين موقعه وأي موقع آخر في التنظيم، والاستاذ غازي بن احمد علي الاحول هو المسئول التنفيذي الاول في الحزب، ودور الامناء المساعدين مع تقديري لهم لا يعدو عن كونه دور معاونته وتنفيذ مايكلفهم به، وهذه القيادة بالاضافة إلى أنها تمثل الشرعية القانونية للمؤتمر فهي ايضا تجسد روح التنظيم، فتنظيمنا هو مؤتمر (شعبي) عام، فهم بين شعبهم يعانون معه ويناضلون من اجله.
لم ننس دم الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه، فهو المؤسس للحزب والموحد لليمن، ولكنا ايضا لن ننسى دم عشرات الالوف من اليمنيين المدنيين الذين قتلتهم طائرات وصواريخ التحالف العربي، وايضا لن ننسى أولئك الذين كانوا يقدمون لتلك الطائرات الاحداثيات لمواقع يحتمل تواجد فيها الشهيد الزعيم وكل قيادة المؤتمر الشعبي العام وهم انفسهم اليوم من يتباكون على الشهيد الزعيم.
في الاخير، نحن اعضاء المؤتمر الشعبي العام المتواجدين في الخارج إن كنا صادقين في حرصنا على وحدة المؤتمر فعلينا ان نبتعد عن تقديم انفسنا بوصفنا "مؤتمر الخارج" وعلينا ان نضع انفسنا كأعضاء في خدمة تنظيمنا السياسي المدني الذي يقوده باقتدار الشيخ المناضل صادق بن امين ابوراس ومن معه من خيرة رجال اليمن المناضلين الاوفياء لوطنهم ولتنظيمهم.
|