لقاء/صفوان القرشي -
بدأ المطبخ الخيري كفكرة ومبادرة إنسانية هدفت قبل أربع سنوات لتقديم المساعدة لعدد محدود من الأسر النازحة التي أجبرتها ويلات الحرب إلى ترك بيوتها ومدنها والنزوح إلى العاصمة صنعاء .. واليوم أصبح مطبخ سنابل العطاء الخيري يقدم خدماته المتمثلة بوجبة غداء لأكثر من 400 أسرة من النازحين والمحتاجين وبشكل يومي وبجهود ذاتية . ليس له أي دعم عدا ما يجود به بعض الخيرين من النساء والرجال الذين رأوا فيه بذرة خير يجب أن تستمر من أجل مئات البطون الجائعة .. حول هذه المبادرة الإنسانية كان لنا هذا اللقاء القصير مع الأستاذة أسماء الجماعي صاحبة الفكرة ومنفذها والمسؤولة عن المطبخ واستمراره في تقديم خدماته لمئات الأسر المحتاجة كل يوم .
* ما السبب الذي دفعك لعمل هذا المطبخ الخيري؟
- السبب الذي دفعني لعمل مطبخ خيري رغبتي في مساعدة المحتاجين كجانب إنساني وديني ..ففي بداية الحرب والأزمة كنت أشوف ناس ما فيش معهم حتى خبز أو دقيق وهذا مؤلم وبدأت أنا وبعض الأخوات نجمع تبرعات قيمة سلات غذائية ونقوم بتوزيعها على الأسر .. والحقيقة عندما كنت أدخل معظم البيوت لعمل مسح أجد أنه لا يوجد معهم غاز ولا شول (طباخات) ولا حتى أدوات طباخة خاصة النازحين ..وجدت حالات فوق الصعبة ..وكنت أعمل وجبات في البيت لبعض الأسر النازحة المحيطة بي والقريبة من البيت وكنت أشوف فرحتهم وانتظارهم لوجبة الغداء التي احضرها لهم والتي لا يأكلون غيرها .
* متى بدأت فكرة هذه المطبخ وكم كان عدد الأسر المستفيدة؟
- كما قلت بدأت في 2016 وكان عدد الأسر 15 أسرة ثم ارتفع العدد فخصصت يوماً في الأسبوع للطبخ وهو الجمعة وعلى ما أذكر كان في شهر رجب وكل هذا بجهود ودعم ذاتي وتعاون بغض الصديقات والأقارب ومع دخول شهر رمضان حصلت على دعم فكنت أقدم وجبة عشاء طوال شهر رمضان (رز.. طبيخ.. خبز.. تمر ) حوالي 100 أسرة.. وبعد رمضان لم أحصل على دعم كافٍ فرجعت أعمل وجبة في الأسبوع يوم الجمعة ثم بعد فترة الخميس والجمعة وبالتعاون مع بعض الأهل والأقارب وأيضا بعض الأخوات الخيرات خصصنا الدور الأسفل من منزل الوالد حفظه الله كمطبخ ونحن الآن نطبخ ونقدم وجبة الغداء بشكل يومي ما عدا الجمعة ولأكثر من ثلاث سنوات .
* ما الهدف من هذا المطبخ الخيري بالنسبة لك؟
- الهدف من المطبخ اشباع الجائعين وتخفيف معاناة النازحين الذين شردتهم الحرب وهم بحاجة لمن يواسيهم ويمد لهم يد العون عملا بقوله تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً واسيراً) ورغبة أن ننال رضى الله كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث (إن في اعلى الجنة غرفاً يرى ظهرها من بطنها قالوا لمن يا رسول الله ..قال لمن أطعم الطعام) نحن أخوة وأبناء بلد واحد ولا بد أن نساعد بعضنا البعض وخصوصاً في مثل هذه الأوضاع الصعبة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .
* كم عدد الأسر المستفيدة من المطبخ؟ وكيف يتم اختيار هذه الأسر؟
- عدد الأسر المستفيدة والتي تحصل على وجبة الغداء من المطبخ أكثر من 400 أسرة من الحارة ومن حارات أخرى .. ويتم اختيار الأسر المحتاجة عن طريق النزول الميداني لبيت كل أسرة والتعرف على حالتهم ونقوم بأخذ البيانات ..صورة للبطاقة الشخصية ورقم الهاتف والعنوان وعدد أفراد الأسرة وعمل رب الأسرة والحالة يعني نازح ايتام أو ارمله أو اعاقة ويتم وضع هذه الأسرة في الكشف .. والحقيقة أن الجميع محتاج حتى الموظف والعامل لكن لدينا أولوية ومقيدون بما يتوافر لنا من امكانات، وهناك كثير من الأسر وضعها صعب جداً وتعتمد بشكل كامل على الوجبة التي تحصل عليها من المطبخ .
* هل تحصلين على دعم من أي جهة أو منظمة؟
- لا .. لا أحصل على دعم من أي جهة أو منظمة رغم تواصلي مع عدد من المنظمات والجهات لكن دون فائدة والدعم الذي أحصل عليه والذي يقف وراء استمرارنا يأتي من بعض الأقارب والصديقات وأيضاً من بعض التجار القريبين من المطبخ واهل الخير الذين لمسوا عملنا وما نقدمه للأسر المحتاجة .
* ما الصعوبات التي تواجهينها وتهدد بتوقف المطبخ؟
- طبعاً نواجه صعوبات كثيرة أهمها قلة الدعم مع تزايد عدد المستفيدين من المطبخ إضافة إلى انعدام الغاز يسبب توقف الطبخ ونقوم بتوزيع خبز وزبادي عندما لا نجد الغاز لأن سعر الدبة في السوق مرتفع لكن بفضل الله وأهل الخير مستمرون ولنا حوالي أربع سنوات احياناً يكمل علينا الرز فنعمل بدل الرز عدس إلى جانب الخبز والوجبة اليومية التي نقدمها هي رز خبز طبيخ وزبادي .. ونحن من نقوم بالطبخ بمساعدة أخوات من الجيران جزاهن الله خيراً .
* رسالة توجهينها للجهات والمنظمات الإنسانية؟
- أن يكون العمل الإنساني خالصاً لوجه الله تعالى، وتصل المساعدات إلى الأسر المحتاجة فعلاً فهناك أسر متعففة في بيوتها تقاسي شظف العيش ومرارة الحرمان وتفتقر لأبسط الأشياء من مأكل وملبس ولم تحصل على أي مساعدة .. ونحن نرحب بأي جهة أو منظمة تريد أن تزور المطبخ وتقدم الدعم، عملنا واضح وليس لنا أي أغراض اخرى وسيرون بأعينهم طوابير من النساء والأطفال واقفين تحت الشمس وقت الظهر ليحصلوا على وجبة غداء والبعض منهم جاء من مكان بعيد سيراً على الأقدام وما جاء به الا الحاجة .. والكثير من الأطفال لشدة جوعهم يأكلون ما يعطى لهم ولا ينتظرون حتى يصلوا إلى البيت .. والكثير من هؤلاء الذين نقدم لهم وجبة الغداء لا يجدون في بيوتهم شيئاً يؤكل .. مناظر ومواقف مؤلمة تدمي القلوب .. واقول ايضا أننا نعطي كل ذي حق حقه ونقوم بتوثيق كل دعم يصل لنا فيديو وصور باسم صاحب الدعم واليوم والتاريخ والدعم الذي قدمه مادي أو عيني ولمن أراد أن يرى ويتأكد من أن ما نقوم به حقيقة ليس فيه أي زيف ..عنواننا هو شارع تعز جولة الثلاثين حارة النور عمارة الجماعي .
|