بقلم / د. لمياء الإبراهيم العتيبي ❊ - نتيجة خلصت اليها بعد حواراتي مع مستشار رئاسة مجلس الوزراء في حكومة صنعاء العميد المتقاعد حميد عبدالقادر ، في موضوع الأمن في السعودية خاصة مع قرب انطلاق دوري اندية ابطال اسيا في السعودية.
أن اليمنيين عازمون على افساد صلاحية السعودية لاستقبال الالعاب من خلال استهداف المنشآت العسكرية القريبة من الملاعب الرياضية، عبدالقادر قال بالحرف الواحد: سنرسل اليهم طيرا" أبابيل" تهز بني سعود!!
صدقوني أنني وقفتُ قلقًا حينما أعلن الناطق العسكري في بيانه عن هزيمة 22 لواء، وتطهير 2500 كم مربَّعْ، في جبهات نهم ومارب والجوف، وظنَّتْ نفسي للحظة أنَّ هُناك مبالغةٌ كبيرة، لكني اليوم وبعد مشاهدتي لساعة كاملة للمشاهِد الحية لعمليات الاقتحام والتطهير، وجدتُ نفسي أشكرُ وأكبِّر وأسُبِّحُ وأستغفر، وأختتم المشاهدة بسجدة شكرٍ لله، وتعظيمًا وامتنانًا على هذا النصر المبين، وهذا التأييد والتمكين.
لقد ملأت السعودية نهم وصرواح بآلاف المدرعات، وسكبت في بطون القادة المرتزقة مليارات الدولارات، وأسست قواعد ومعسكرات لا تستطيع قوة فوق الأرض أن تنتزعها بدون طيران، وفي أربع ليالٍ قمراء، وخمسة نهاراتٍ صفراء ، رفعتِ المعسكرات الراية البيضاء، وأعلنت للقادمين السمع والطاعة والولاء.
مشاهدٌ تنتزعك من المكان، وتزيدُ في روحك الإيمان.. مدرعاتٌ ما يزال شحم مصنعها يعتصرُ من مفاصلها، ومدافعٌ لا زالتِ البراقعُ تُغطي أعناقها، ومخازنٌ بلا حصرٍ ولا عدد؛ تشتكي التُّخمة مما فيها من عتاد، وصناديق مختومة بالشمع والمداد، وقذائف ذكية ودقيقة التوجيه والإصابة من كلِّ مصنع وبلاد، وأطقمٌ فقدتْ عقلها وكسرتْ عقالِها، وهربَت مع الهاربين بلا قياد، ودبابات تشاركُ في الهروب الكبير، وتسير بلا سائسٍ خبير، وتأكل ظهرها وأحشاءها نارٌ كالسَّعير، وقطعانٌ من الهاربين، راكبين وراجلين، ومئاتُ الأسرى المنكسرين، بعد أن شاهدوا الموت المبين.. ورجالٌ كالسيل الجارف، يسيرون باتجاه واحد، لهم أقدامُ الفهود، وإقدام الأسود، وعيون الصقور؛ يواصلُون سيرهم بحنكةٍ وبصيرة، ولا يعرفون التراجُع، مع أن فوقهم طائرات تحالف العدوان، تُسقطُ مئات القنابلِ وهي مرعوبة، وتُلقي معظمها فوقَ عبيدها ومرتزقتها، وتخشى أن تصيبها صواريخ اليمانيين المسددة.
امتلأت الشعاب بالقتلى الأرخص، ووضِعت فوق جثثهم أثمانهم البخس، وبطائقهم النحس، وحالف الحظ آلاف المرتزقة الجرحى والأسرى.
ولاشكَّ أنَّ كل متابع يشاهدُ هذا الطوفان ، سيدور برأسه سؤالٌ قاهر : وهو كيفَ حدثَ هذا؟ كيفَ استطاعَ آلافُ اليمنيين الأحرار أن يطوقوا هذه المعسكرات بعدتها وعتادها ؟ وكأنما يطوون سجادةً كبيرة في يومٍ ماطر؟
لن يعرفَ الجوابَ حقَّ معرفته إلَّا من استعاد شريطَ الآيات السابقة، وربطَ على أذنيه ترددات صوتَ مؤسس المسيرة وقائدها، واسترجَعَ سجل المعجزات من جرف مرَّان إلى تخوم عسير وجيزان ونجران.
لا أكشفُ سِرًا إذا قُلت بأنَّ أعداد وإعداد تلك الألوية الضخمة؛ هي أكبر قوة ارتزاق في تاريخ العرَبْ، وسقوطها بهذه السرعة والكيفية يُذكرني بسقوط الفرقة الأولى مدرع، مع الفارق الكبير بين القوتين، إلاَّ أن هُناك وجه شبه كبير.
سألني صديق عزيز: لماذا ينتصرُ الحوثيون وينهزم الشرعيون مع أنَّ التحالف بطائراته وعتاده معهم، وجميعهم يمنيون…
فأجبته:
اليمنيون هم اليمنيون شجاعةً وبسالة، ولكنَّ المرتمين في أحضان الغزاة يشعرون بنقص ودونية وهزيمة، وينهارون نفسيًا وهُم يرون ضابطٌ سعودي يقودهم أو إماراتي يوجههم أو مرتزقٌ سوداني يوبخهم.
سألني: كيفَ ستكون ليلة عيال الفنادق بعد هذه المشاهِد؟
قلت سيكونون كالخيزران المرصوص!!
❊ كاتبة سعودية مقيمة في بريطانيا...
|