صلاح السقلدي - في محافظة المهرة تتجلى الحقائق يوما بعد يوم بأوضح صورها عن طبيعة الهدف الحقيقي للتدخل السعودي, وعن حقيقة تمسك القوى المسماة بالشرعية في الجنوب وفهمها للوحدة ولمشروع الدولة الاتحادية المزعومة.
فالمهرة التي تتطلع السعودية ان تكون الرئة التي تتنفس من خلالها نفطاً على بحر العرب وترسخ فيها نفوذها على الأرض هي أصلا بعيدة جغرافيا عن النطاق العسكري الذي تتحدث عنه هذه الحرب، كما انه لا يوجد فيها جندي حوثي واحد حتى يتم تضليل الآخرين بأنها تتواجد هناك لمحاربتهم، وهي في الوقت عينه المحافظة التي ظلت الأكثر استقرارا، ولم تسقط فيها حجر مبنى واحد حتى يمكن أن تنطلي علينا حيلة أن كل هذا الاهتمام السعودي بها كان لغرض إعادة الإعمار. كما أنها محافظة لا تتواجد فيها قوات تابعة للانتقالي الجنوبي حتى تبرر فيها قوات الحكومة اليمنية كل هذا التصعيد.
باختصار فإن الضباع تنهش الفريسة...فما يجري حاليا في المهرة من صِدام بين قوى الهيمنة السعودية واليمنية واستعار حُــمى التنافس المحموم بينهما هناك قد كشف المستور لمَــن على عينه غشاوة وفي أذنه وقرا، وفضح الذرائع التي تتذرع بها كل من السعودية التي تزعم أنها أتت لتعيد الشرعية الى صنعاء، وفضح الحكومة الموالية لها التي تتذرع هي الأخرى بالزج بقواتها صوب عدن وشبوة وأبين بأنها تفعل ذلك لمجابهة من تصفهم بالانقلابيين واستعادة مؤسسات الدولة المزعومة. فليس للكذب أرجُل ولكن للفضيحةِ أجنحة.!
|