أ.د.فضل علي أبو غانم ❊ -
لقد وجدت نفسي وأنا أكتب عن الراحل الكبير أحمد محمد المتوكل أمام شخصية فريدة ونوعية ومتميزة من حيث صفاتها ، وسماتها،ونبلها، وخلقها الكريم.. أثارت كل الإعجاب والإكبار والإجلال لكل من عرفها وسمع عنها.
أحمد المتوكل الاخ والصديق والزميل مناضل جسور وإداري محنك ودبلوماسي مرموق، عرفناه دائماً يتميز بالتسامح والمحبة والألفة ، يكره ويمقت العنف والتطرف وسفك الدماء ورفض كل أشكال وأنواع التعصب الحزبي والسياسي والمذهبي والطائفي .
الراحل رحمه الله .. عاش علماً شامخاً لا يعرف الخضوع أو التردد أو المساومة بالمبادئ التي آمن بها وناضل من أجلها.
واستطاع كسب ثقة واحترام وتقدير كل زملائه وكل المكونات والقوى السياسية العاملة في الساحة وكأنه جزء منها أو معبر عنها.
وعندما نستقرئ ونحلل مواقفه ومبادئه وسلوكه وتواضعه ومصداقيته نجد أنفسنا أمام منجم من الاخلاق والتجرد عن العواطف والقناعات والآراء الشخصية سواء في نقاشاته أو في آرائه وروايته للأحداث ومسارها وملابساتها وأسبابها وعواملها مبتعدا عن عوامل الحب والكراهية أو القرب والبعد أو تطويع الوقائع والاحداث لتلائم قناعات وأحكاماً مسبقة.
الراحل الكبير أحمد المتوكل تميز بالإنصاف والعدل في ذكر وإبراز أدوار وجهود غيره من الذين خدموا الأحداث الوطنية وأدوارها وأسمهوا في الإعداد والتحضير لقيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة 1962م وما أعقبها من أحداث وظروف وملابسات.
ولهذا فقد كان فقيدنا الجليل يتعامل ويعالج القضايا والمشكلات والأزمات الكبيرة التي مرت بها اليمن في تاريخنا المعاصر منطلقاً من مواقف مبدئية وثابتة وحاسمة رافضاً في نفس الوقت كل ما من شأنه جر الوطن والقوى الوطنية الفاعلة والانحراف بها إلى دروب فرعية تبدد جهودها في صراعات ومهاترات ومناكفات سياسية تافهة وغير مجدية .
ذلك هو أحمد المتوكل كما عرفه وطنه وشعبه فقد ربطتني به علاقة أخوية وصداقة حميمة ومهما كتب الكُتَّاب فلن يستطيع أي كاتب أن يفي بمناقبه وسماته وعبقريته المتميزة.
وإذا كان قد رحل وغاب عن دنيانا وغاب بكيانه المادي فسيبقي خالداً فينا بسماته وصفاته وأخلاقه ومبادئه مثلاً وقدوة لكل المناضلين والشرفاء من أبناء هذا الوطن.
فرحمة الله ورضوانه تغشاه في عالم الخلود.
❊ عضو مجلس الشورى
| 
أحمد محمد المتوكل.. الثائر الوطني الجسور والنموذج