الميثاق نت -

الإثنين, 16-مارس-2020
نجيب‮ ‬شجاع‮ ‬الدين‮ ‬ -
خلال‮ ‬خمس‮ ‬سنوات‮ ‬ظلت‮ ‬أسلحة‮ ‬العدوان‮ ‬تستهدف‮ ‬المنظومة‮ ‬الصحية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬وبمعدل‮ ‬منشأة‮ ‬كل‮ ‬ثلاثة‮ ‬أيام‮ ‬تعرضت‮ ‬للقصف‮ ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ ‬600‮ ‬منشأة‮ ‬دمرت‮ ‬كلياً‮ ‬وجزئياً‮ ‬بخسائر‮ ‬تتجاوز‮ ‬الـ10‮ ‬مليار‮ ‬دولار‮ .‬
في السنة الأولى من تنفيذ تحالف العدوان جرائمه الوحشية وفق خطة مدروسة واهداف دقيقة كما يدعي أعلنت منظمة الصحة العالمية انهيار النظام الصحي في اليمن وان خدمات الرعاية الصحية الأساسية بالبلد لا تُتاح أمام أكثر من 14.8 مليون شخص .
وعلى‮ ‬مدى‮ ‬السنوات‮ ‬الاربع‮ ‬المتبقية‮ ‬انشغلت‮ ‬المنظمة‮ ‬بالحديث‮ ‬عن‮ ‬الدعم‮ ‬الدولي‮ ‬وان‮ ‬مستشفياتها‮ ‬لم‮ ‬تسلم‮ ‬من‮ ‬قنابل‮ ‬وطائرات‮ ‬السعودية‮ ‬والامارات‮ .‬
فيما‮ ‬ترى‮ ‬اليونيسيف‮ ‬ان‮ ‬اليمن‮ ‬بات‮ ‬من‮ ‬أسوأ‮ ‬الأماكن‮ ‬على‮ ‬وجه‮ ‬الأرض‮ ‬والسبب‮ ‬تقديراتها‮ ‬التي‮ ‬تقول‮ ‬ان‮ ‬طفلاً‮ ‬يمنياً‮ ‬يموت‮ ‬كل‮ ‬عشر‮ ‬دقائق‮ ‬نتيجة‮ ‬الأمراض‮ ‬المتفشية‮ ‬والتي‮ ‬يمكن‮ ‬الوقاية‮ ‬منها‮ .‬
‮ ‬كان‮ ‬وزير‮ ‬الصحة‮ ‬الدكتور‮ ‬طه‮ ‬المتوكل‮ ‬صرح‮ ‬في‮ ‬منتصف‮ ‬يناير‮ ‬أثناء‮ ‬لقائه‮ ‬سفراء‮ ‬الاتحاد‮ ‬الأوروبي‮ ‬وفرنسا‮ ‬وهولندا‮ ‬أن‮ ‬350‮ ‬طفلاً‮ ‬يموتون‮ ‬في‮ ‬اليوم‮ ‬بسبب‮ ‬سوء‮ ‬التغذية‮ ‬والأمراض‮ ‬المصاحبة‮ .‬
ودعاهم‮ ‬الى‮ ‬زيارة‮ ‬الحديدة‮ ‬للاطلاع‮ ‬عن‮ ‬قرب‮ ‬على‮ ‬حجم‮ ‬المعاناة‮ ‬الإنسانية‮ ‬والأضرار‮ ‬التي‮ ‬لحقت‮ ‬بالشعب‮ ‬اليمني‮ ‬والدمار‮ ‬الذي‮ ‬تعرضت‮ ‬له‮ ‬البنية‮ ‬التحتية‮ ‬للقطاع‮ ‬الصحي‮ ‬وغيره‮ ‬من‮ ‬القطاعات‮ ‬التنموية‮ ‬جراء‮ ‬العدوان‮.‬
‮ ‬بحسب‮ ‬تقارير‮ ‬المنظمات‮ ‬الدولية‮ ‬يموت‮ ‬150‮ ‬ألف‮ ‬طفل‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬سنوياً‮.‬
أما‮ ‬التقرير‮ ‬الصادر‮ ‬عن‮ ‬وزارة‮ ‬الصحة‮ ‬حول‮ ‬مؤشرات‮ ‬انهيار‮ ‬المنظومة‮ ‬الصحية‮ ‬فيؤكد‮ ‬أن‮ ‬ألف‮ ‬طفل‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬يموتون‮ ‬يومياً‮ ‬نتيجة‮ ‬العدوان‮ ‬والحصار‮ ‬ونقص‮ ‬الأجهزة‮ ‬والأدوية‮.‬
‮ ‬التقرير‮ ‬اشار‮ ‬الى‮ ‬ان‮ ‬هناك‮ ‬2‭.‬9‮ ‬مليون‮ ‬طفل‮ ‬دون‮ ‬الخامسة‮ ‬مصابون‮ ‬بسوء‮ ‬التغذية‮ ‬من‮ ‬أصل‮ ‬5‭.‬4‮ ‬ملايين‮ ‬طفل‮ ‬وبنسبة‮ ‬55٪،‮ ‬منهم‮ ‬400‮ ‬ألف‮ ‬طفل‮ ‬مصاب‮ ‬بسوء‮ ‬التغذية‮ ‬الحاد‮ ‬الوخيم‮.‬
وبين أن 86٪ من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من أحد أنواع فقر الدم، و46٪ من الأطفال يعانون من التقزم، وهناك 80 ألف طفل مصابون باضطرابات نفسية بسبب أصوات الطائرات وانفجارات الصواريخ .ويموت ستة مواليد كل ساعتين بسبب تدهور خدمات الرعاية الصحية، و65 طفل دون الخامسة‮ ‬من‮ ‬أصل‮ ‬ألف‮ ‬طفل‮ ‬يموتون‮ ‬بسبب‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬أنواع‮ ‬الأمراض‮ .‬
على الرغم من ندرة الاماكن المخصصة لعلاج المرضى والمصابين فإن 93٪ من التجهيزات الطبية والعلاجية في المستشفيات العامة خرجت عن عمرها الافتراضي وفقاً لمسح أجرته وزارة الصحة مؤخرا الذي اشار الى تعذر صيانتها وقد تتوقف في أي لحظة، نتيجة للحصار وعدم السماح باستيراد‮ ‬الحديث‮ ‬منها‮ .‬
طبقا للتقرير فإن هناك ثمانية آلاف مريض بالفشل الكلوي والآلاف من مرضى السرطان والسكري والقلب وغيرها من الأمراض، بالإضافة إلى 40 ألف مريض بالأورام السرطانية مهددون بالوفاة نتيجة عدم إدخال جهاز الإشعاع الخاص بعلاج الأورام، لافتا إلى وفاة 50 ٪ من مرضى الأورام‮ ‬نتيجة‮ ‬عدم‮ ‬توافر‮ ‬الأدوية‮ ‬بسبب‮ ‬الحصار‮ .‬
وذكر‮ ‬أنه‮ ‬لا‮ ‬يوجد‮ ‬جهاز‮ ‬قسطرة‮ ‬قلبية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬خاصة‮ ‬بعد‮ ‬تعطل‮ ‬الجهاز‮ ‬الوحيد‮ ‬لدى‮ ‬مستشفى‮ ‬الثورة‮ ‬العام،‮ ‬وعدم‮ ‬وجود‮ ‬دعامات‮ ‬قلبية‮ ‬لأكثر‮ ‬من‮ ‬30‮ ‬ألف‮ ‬مريض‮ ‬وعدم‮ ‬وجود‮ ‬صمامات‮ ‬لأكثر‮ ‬من‮ ‬30‮ ‬ألف‮ ‬مريض‮.‬
كما دمر العدوان المشاريع المرتبطة بالبيئة كالمياه والصرف الصحي ما أدى إلى انتشار سوء التغذية وظهور الأوبئة وصولاً إلى الكوليرا والدفتيريا، وحاليا حمى الضنك والملاريا بالمقابل تراجع الدعم المقدم من المنظمات الدولية للقطاع الصحي.
وبيّن التقرير أن عدد الإصابات بالكوليرا حوالي مليونين ومائتي ألف شخص توفي منهم نحو ثلاثة آلاف و750 شخصاً، يمثل الأطفال نسبة 32٪ منهم فيما توجد 34 ألفاً و520 حالة إصابة بالحصبة توفيت منها 273 حالة 65٪ منها أطفال.
ووفقاً‮ ‬للتقرير‮ ‬بلغ‮ ‬عدد‮ ‬المصابين‮ ‬بمرضى‮ ‬الدفتيريا‮ ‬أربعة‮ ‬آلاف‮ ‬و500‮ ‬مريض،‮ ‬توفي‮ ‬منهم‮ ‬253‮ ‬يمثل‮ ‬الأطفال‮ ‬ما‮ ‬دون‮ ‬الخامسة‮ ‬حوالي‮ ‬16٪‮.. ‬
‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬320‮ ‬ألف‮ ‬مريض‮ ‬عجزوا‮ ‬عن‮ ‬تلقي‮ ‬العلاج‮ ‬في‮ ‬الخارج‮ ‬بسبب‮ ‬إغلاق‮ ‬مطار‮ ‬صنعاء‮ ‬الدولي،‮ ‬توفي‮ ‬منهم‮ ‬حوالي‮ ‬42‮ ‬ألف‮ ‬مريض‮ ‬وتبلغ‮ ‬نسبة‮ ‬الأطفال‮ ‬منهم‮ ‬30‮ ‬بالمائة‮.‬
وفيما يخص الحصار على قطاع الأدوية أشار التقرير إلى أن العدوان والحصار تسببا في عدم توافر 12 صنفاً من أدوية ذوي الأمراض المزمنة خاصة السرطان، إلى جانب استهداف دول تحالف العدوان لمصنع دواء وتدمير مصنعين لإنتاج الأوكسجين وانخفاض نسبة استيراد الأدوية.
وذكر‮ ‬الدكتور‮ ‬المتوكل‮ ‬أن‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬رفض‮ ‬إدخال‮ ‬جهاز‮ ‬إشعاعي‮ ‬خاص‮ ‬بمرضى‮ ‬الأورام‮ ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬تهديد‮ ‬حياة‮ ‬40‮ ‬ألف‮ ‬مريض‮ ‬بالأورام‮ ‬السرطانية‮.‬
ولفت وزير الصحة إلى أنه لا يوجد في المرافق الحكومية جهاز رنين مغناطيسي تشخيصي ولم يتم السماح بإدخاله للبلد، حيث تعتبر المنظمات أن هذا الجهاز يحتوي على غاز الهيليوم وهو يدخل في الصناعات العسكرية، موضحاً أنه تم توجيه مذكرة لمنظمة الصحة العالمية بإدخال أجهزة رنين‮ ‬لا‮ ‬يستخدم‮ ‬فيها‮ ‬هذا‮ ‬الغاز‮ ‬ومع‮ ‬ذلك‮ ‬لم‮ ‬يلق‮ ‬الطلب‮ ‬أي‮ ‬استجابة‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮ ‬والمرضى‮ ‬يتوفون‮ ‬باستمرار‮.‬
وأفاد بأن هناك بعض المنظمات الدولية استجابت لبعض الاحتياجات فيما يتعلق بمرضى الفشل الكلوي ومنها منظمة الصحة العالمية، مستدركاً "لكن المنظمة لم تورد حتى اليوم المرحلة الثانية المتفق عليها حيث لم يوفر من 103 أجهزة خاصة بالغسيل سوى 48 جهازاً، ولم يتم توفير محاليل200‮ ‬ألف‮ ‬جلسة‮ ‬غسيل‮".‬
وأعرب وزير الصحة عن أمله في مواصلة توفير محاليل الجلسات وأجهزة الغسيل الكلوي.. مؤكدا أنه تمت مطالبة المنظمات بإدخال أدوية جلسات الغسيل الكلوي خاصة دواء الهيبارين لكن لم يتم إدخاله. كما تسبب العدوان والحصار في تعثر نقل أكثر من 362 صنفاً من الأدوية، وحظر بعض المواد الطبية اللازمة للصناعات الدوائية ومنع دخولها وعرقلة وصول شحنات الأدوية والمستلزمات الطبية التي تم منحها وثائق الموافقة على الاستيراد إلى جانب فرض إجراءات تعسفية لدخول السفن والبواخر المحملة بالأدوية ما تسبب في إتلافها.
وأفاد‮ ‬التقرير‮ ‬أن‮ ‬نشاط‮ ‬مئات‮ ‬المستورين‮ ‬توقف‮ ‬واضطربت‮ ‬أسعار‮ ‬الأدوية‮ ‬بسبب‮ ‬سعر‮ ‬الصرف‮ ‬وفقدان‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬50٪‮ ‬من‮ ‬الصيادلة‮ ‬لوظائفهم‮ ‬وتوقف‮ ‬النشاط‮ ‬الاستثماري‮ ‬خاصة‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬التصنيع‮ ‬الدوائي‮.‬
وفيما يخص ما قدمته المنظمات الصحية العاملة في اليمن من دعم للقطاع الصحي للعام 2019م، ذكر الوزير المتوكل أن المنظمات الدولية لم تنفذ من خطة الاستجابة الصحية لعام 2019م سوى 19٪ وبعجز يتجاوز 81٪.
ولفت إلى أن الاستجابة من المنظمات الدولية في جانب البنية التحتية لم يتجاوز 9٪، وفي جانب التجهيزات والمعدات 4٪ فقط، وفي الأدوية نسبة الاستجابة 22٪، والنفقات التشغيلية 14٪، وفي التدريب 20٪، والإحالة 9٪.
وأكد وزير الصحة أن المنظمات تعمل بشكل مخل للقوانين والاتفاقيات وقال "خاطبنا المنظمات خاصة اليونيسف برفض هذه الإجراءات ".. مشيراً إلى أن كثيراً من المساعدات العينية المقدمة من المنظمات منتهية كالأدوية ومنها ما تم إعادته من مطار صنعاء خاصة الأنسولين.
وأضاف: "هناك مستلزمات طبية رديئة جداً ولا تعمل بالشكل السليم وقد وجهنا مذكرة إلى منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي بضرورة أن تكون الأجهزة صالحة إلى الاستخدام في المجال الطبي ومن مصادر موثوقة ولها ضمانات صيانة ولكن ذلك لم يلق أي استجابة منها".

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57834.htm