الميثاق نت -

الإثنين, 23-مارس-2020
أ‮.‬د‮. ‬عبدالعزيز‮ ‬محمد‮ ‬الشعيبي -
عندما بدأ العدوان على اليمن منذ اكثر من خمس سنوات كان المتوقع ان الشعب اليمني سيعلن استسلامه لقوى العدوان وسيرضخ لشروطه وكان العدوان سيحكم عليه بالتشرد المذل في الخيام وفي العراء لينال ما ناله الشعب السوري البطل، وكان الاعتقاد بان الايام الاولى من العدوان كفيلة بان يتنازل الشعب اليمني عن كل مقومات بقائه وان يضعها بين يدي العدوان ويصبح رهينه يتلاعب بها كيفما شاء وعندما وجد العدوان الغاشم على اليمن صلابة اليمنيين وتمسكهم بعزتهم وبكبريائهم لم يكن منهم الاان بالغوا في العدوان ليشمل كل مناحي الحياه فلم يستثن لا ارضا ولا سماء ولا بحرا ولا برا ولا حجرا ولا بشرا ولا ترابا ولا شجرا الا ومسه ذلك العدوان بشكل اوحى لكل انسان ان ذلك العدوان قد تجرد من اي شكل من اشكال الانسانية بل ان الهجمات المسعورة من قصف الطيران وصواريخ البارجات بتلك الكثافة التي فاقت في عددها وتأثيرها تأثير كل الحروب بما فيها الحربان العالمية الاولى والثانية كل ذلك لانهم وجدوا بطولة واصرار وإرادة لا تلين في الشعب اليمني وهذا ما زاد في غيظهم وتماديهم في الاستخدام المفرط للقوة الغاشمة بما في ذلك القوة المحرمة دوليا والاسلحة البيولوجية.
وقد تجاوز ما يسمى بالتحالف العربي كل القيم والاعراف والمواثيق الدولية والانسانية في حرب لم يعرف لها التاريخ سابقة استخدم هذا العدوان كل الوسائل غير النبيلة في حرب ظالمة على شعب باكملة بحجة ما أسموه (عودة الشرعية) وتارة اخرى يقولون بان الحرب هي لمواجهة ايران‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
ويمكن‮ ‬الاشارة‮ ‬الى‮ ‬ان‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬قد‮ ‬افضى‮ ‬الى‮ ‬الآتي‮:‬
‭ ‬أولاً‮: ‬الاغارة‮ ‬بما‮ ‬يقرب‮ ‬من‮ ‬نصف‮ ‬مليون‮ ‬صاروخ‮ ‬ذات‮ ‬القدرات‮ ‬التدميرية‮ ‬الواسعة‮ ‬في‮ ‬معظمها‮..‬
ثانياً: لم يستثن العدو ان احدا لا منزلا ولا طريقا ولا مسجدا ولا مدرسة ولا مستشف او مركزا صحيا او فندقا او متجرا او صالة اعراس اوصالة مواساة ولا واديا ولا جبلا إلا استهدفته نيران هذا العدوان.
ثالثاً‮:‬ادى‮ ‬تدمير‮ ‬البنية‮ ‬التحتية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬الى‮ ‬اضافه‮ ‬مشاق‮ ‬وصعوبات‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬الى‮ ‬الصعوبات‮ ‬الموجودة‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬فاقم‮ ‬من‮ ‬شدة‮ ‬الازمة‮ ‬الانسانية‮ ‬والحياتية‮ ‬لكل‮ ‬ابناء‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮.‬
رابعاً: وما يعزز الاعتقاد بأن من يسند هذا التحالف ومن وراءه الاستخدام المفرط للقوة من قبل التحالف هي الولايات المتحدة الامريكية إذ ان كثيرا من الصواريخ والمقذوفات كانت في بعضها تقترب من قدرة القنابل النووية وفي الاخرى اتسمت بقدرة تدميرية هائلة محرمة دوليا وما‮ ‬هو‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬اننا‮ ‬نرى‮ ‬ونلاحظ‮ ‬كثيراً‮ ‬من‮ ‬الامراض‮ ‬التي‮ ‬بدات‮ ‬تنتشر‮ ‬على‮ ‬نطاق‮ ‬واسع‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬بفعل‮ ‬هذه‮ ‬الصواريخ‮ ‬الامر‮ ‬الذي‮ ‬يجعلنا‮ ‬نعتقد‮ ‬انها‮ ‬محملة‮ ‬بأسلحة‮ ‬بيولوجية‮.‬
خامساً‮: ‬استمرار‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬لخمس‮ ‬سنوات‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮ ‬مع‮ ‬حصار‮ ‬بري‮ ‬وبحري‮ ‬وجوي‮ ‬استهدف‮ ‬كل‮ ‬انواع‮ ‬الحياة‮ ‬على‮ ‬الارض‮ ‬اليمنية‮.‬
ولم ينم ذلك عن بطولة انما عبر ذلك العدوان الغاشم عن حقد وجبن لا يضاهيه جبن على مستوى الكرة الارضية اذ ان من يمتلك القوة الحقيقية لابد ان تكون الى جانب هذه القوة اخلاق الرجال انما في حالة وجود قوة مادية غاشمة بيد الجبناء فانها تستخدم كنوع من استعراض للقوة بدون ان يكون هناك معنى محدد من استخدام هذه القوة (على الرغم من وضوح اهداف العدوان)، ذلك في اطار المواجهة العادية فما بالك وان المواجهة مع شعب عريق وبلد اصيل كاليمن يمتد في جذوره الى آلاف السنين وليس فقط هذا الامتداد التاريخي بل انه اصل الحضارة والانسانية والمواجهة معه بالقوة المادية لا يمكن ان تؤتي اكلها لان دول العدوان لا تصل لا في تفكيرها ولا في سلوكها الى العمق التاريخي لهذا الشعب الاصيل ولو ان دول العدوان استخدمت اسلوباً حضارياً مع الشعب اليمني في التقريب بين وجهات النظر ربما انها كانت قد وصلت الى حل للمشكلة، إلا ان استعراض العضلات بدلاً من ذلك ظناً منها اصابة اليمنيين بالرعب امام هالة القوة التي جاءوا بها والرضوخ لمطالبهم.. إلا انه وبعد خمس سنوات عجاف من الحرب الظالمة على الشعب اليمني وجدنا ان السحر ينقلب على الساحر وبدا الشعب اليمني يلقن المعتدين دروسا لن ينسوها في الحرب والقتال والشجاعة والمواجهة وتحولت اليمن في مناطق المواجهة الى جبهة واحدة امام ذلك المعتدى المتغطرس والذي لم يفقه في حياته إلا لغة المال والسلوك المشين.. وكلما راهن على جبهة من الجبهات تحولت الى سهم قاتل ارتد الى نحره بشكل افقده صوابه وصواب‮ ‬ادواته‮.‬
ولمن لم يفقه قراءة التاريخ عليه ان يراجع قراءته بتمعن لان الذي قام بالعدوان لم ولن يكون مع حق الشعب اليمني بل ان اليمن عانت كثيراً من علاقاته الصراعية ولا يمكن لذلك الذي اضمر الحقد والشر لليمن واليمنيين ان يكون معهم في يوم من الايام.
وبكلمة اخيرة اقول للواهمين والذين ارتموا في احضان العدوان اذا كان العالم كله قد ادرك اهداف العدوان في تدمير وتمزيق وحدة اليمن وان عدم ادراككم حتى الساعة لاطماع واهداف العدوان لن يجعل منكم الا اضحوكة التاريخ.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57888.htm