الميثاق نت -

الإثنين, 23-مارس-2020
مطهر‮ ‬تقي‮ ‬ -
بعد مواجهة الأنصار وحليفه المؤتمر الشعبي الشعبي العام وبقية المكونات السياسية لقوى صنعاء الممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني للعدوان والحصار طيلة الخمس السنوات الماضية من قبل قوى جبارة تملك السلاح والمال والهيمنة الدولية أمام قوة وطنية يمنية‮ ‬متواضعة‮ ‬الامكانات‮ ‬المالية‮ ‬والعسكرية‮ ‬كان‮ ‬المتوقع‮ ‬أن‮ ‬يتم‮ ‬القضاء‮ ‬عليها‮ ‬خلال‮ ‬اسابيع‮ ‬وترفع‮ ‬اعلام‮ ‬الاستسلام‮ ‬وتخرج‮ ‬جماهير‮ ‬صنعاء‮ ‬تهتف‮ ‬شكرا‮ ‬سلمان‮.‬
وها‮ ‬هو‮ ‬العام‮ ‬السادس‮ ‬للعدوان‮ ‬الغاشم‮ ‬يطل‮ ‬علينا‮.. ‬صنعاء‮ ‬وما‮ ‬تمثله‮ ‬من‮ ‬إرادة‮ ‬سياسية‮ ‬وشعبية‮ ‬صامدة‮ ‬بل‮ ‬ومنتصرة‮ ‬في‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬الجبهات‮. ‬
والسؤال‮ ‬لماذا‮ ‬صمدت‮ ‬وانتصرت‮ ‬صنعاء‮ ‬بعيدا‮ ‬عن‮ ‬كل‮ ‬الحسابات‮ ‬العسكرية‮ ‬والسياسية؟
والجواب‮ ‬يكمن‮ ‬في‮ ‬عوامل‮ ‬عدة‮ ‬أهمها‮ ‬الآتى‮:‬
1‮- ‬التحام‮ ‬شعبي‮ ‬مع‮ ‬القيادة‮ ‬السياسية‮:‬
منذ الأيام الأولى للعدوان تفاجأ الشعب باستهداف طائرة التحالف للنساء والشيوخ والأطفال والمدارس وصالات الأفراح وغيرها من المنشآت الخاصة والعامة فأيقن الشعب انه المستهدف من العدوان وليس كما يقول المعتدون أنهم يستهدفون الانقلابيين الذين انقلبوا علي الشرعية فاعلن‮ ‬الشعب‮ ‬التحامه‮ ‬ونصرته‮ ‬للحوثيين‮ ‬وحلفائهم‮ ‬وقام‮ ‬بمد‮ ‬جبهات‮ ‬القتال‮ ‬بالمقاتلين‮ ‬بسلاحهم‮ ‬وذخيرتهم‮ ‬
وصمد أمام قصف الطائرات وصبر على الحصار والجوع والمرض وعلى قطع الرواتب بل قام وبكل سخاء بمد جبهات القتال بالاغذية وعلى حساب غذائه.. يقابل ذلك سلبية من قبل المواطن اليمني في المناطق المسماة بالمحررة واستياء وتذمر ضد الشرعية ودول التحالف التى تحولت من خلال ممارساتها‮ ‬في‮ ‬نظر‮ ‬المواطن‮ ‬إلي‮ ‬دول‮ ‬محتلة‮ ‬لوطنه‮ ‬وكرامته‮.‬
2‮- ‬قضية‮ ‬وطنية‮ ‬مقدسة‮:‬
الوطن وكرامته وقدسية الأرض اليمنية من اي غزو او اعتداء اجنبي هي قضية يمنية بامتياز مخزونة في ذاكرة الشعب اليمني منذ القدم وقد تمكنت القيادة السياسية لصنعاء وبجدارة من إذكاء هذه الروح الوطنية كقضية وطنية محورية ضد الغزاة المحتلين وبالمقابل حاولت الشرعية أن تجعل قضيتها الوطنية ضد الحوثة الانقلابيين ومن شايعهم بالارتباط بايران والارتهان لاطماعها في اليمن وشتان ما بين التصنيفين من مدلول سياسي لدى المواطن اليمنى فذاكرته الوطنية تختزن الكثير ضد آل سعود واطماعهم في اليمن وتاريخ تلك الأسرة مليئ بالشواهد العدائية ابتداء من مذبحة تنومة ضد الحجاج اليمنيين التي قتلت ثلاثة آلاف حاج عام 1922م وحتى عدوان عام 1934م واحتلالها نجران وعسير وجيزان ودعمها للملكية ضد الجمهورية بعد ثورة 1962م واستمرار تآمر الأسرة الحاكمة السعودية على اليمن وقرارها السياسي طيلة العقود الماضية حتى كان عدوانها قبل خمس سنوات والمستمر حتى التاريخ.. أما مشجب إيران الذي تتكئ عليه الشرعية سياسيا وإعلاميا فواهن وضعيف بالرغم من أن لايران اطماعها واجندتها السياسية والمذهبية فإيران اليوم هي فارس الأمس التي تكن العداء للعرب منذ القدم وطبيعة الشعب اليمني هو ضد اي هيمنة سعودية او ايرانية ومع ذلك فالمواطن اليمني لا يرى طائرة او دبابة او حتى بندقية ايرانية في اليمن ولا يرى قوات ايرانية او حتى رجل مرور في اليمن أما الاتهام بتهريب الصواريخ والطائرات المسيرة إلى اليمن وكذلك الدعم المالي والبترولي من إيران فذلك جائز لكنه‮ ‬لا‮ ‬يمثل‮ ‬خيانة‮ ‬للوطن‮ ‬كما‮ ‬هو‮ ‬حال‮ ‬موقف‮ ‬الشرعية‮ ‬ومن‮ ‬معها‮ ‬التي‮ ‬ولت‮ ‬أمرها‮ ‬وقرارها‮ ‬السياسي‮ ‬للسعودية‮ ‬والإمارات‮ ‬
3‮- ‬قيادة‮ ‬سياسية‮ ‬وعسكرية‮ ‬وامنية‮ ‬واحدة‮:‬
تحكم صنعاء قيادة سياسية وعسكرية وامنية واحدة تعرف ماذا تريد سياسيا وعسكريا وامنيا وتمكنت من تأمين المناطق التى تسيطر عليها من اي عبث أمني او اختراق إرهابي.. وتحكم وتعيش في صنعاء عاصمتها وتتواجد أمنيا واداريا في كل المناطق التي تحكمها من خلال حكومة الإنقاذ الوطني بوزرائها الذين يعيشون في اسوأ ظروف.. وبالرغم من ذلك يقومون بواجبهم كل في موقعه.. يقابل ذلك ما تُسمى بالشرعية التي يسكن رئيسها في أحد قصور الرياض وتحت الإقامة الجبرية منزوعا منه القرار السياسي والعسكري والموقف من قضايا شعبه.. وحكومة برئيس وزراء (طيب وضع‮ ‬في‮ ‬المكان‮ ‬الخاطئ‮) ‬ليس‮ ‬له‮ ‬علاقة‮ ‬بالسياسة‮ ‬او‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮ ‬يعيش‮ ‬ومعه‮ ‬أعداد‮ ‬قليلة‮ ‬من‮ ‬الوزراء‮ ‬في‮ ‬معاشيق‮ ‬بعدن‮ ‬تحت‮ ‬امر‮ ‬وحماية‮ ‬الانتقالي‮ ‬الإماراتي‮. ‬
وأما المكونات السياسية للشرعية فهى بين شق اصلاحى يدين بالولاء للرياض وهو مكروه من الرياض في نفس الوقت وشق اصلاحى اخر ولاؤه لقطر ضد السعودية والإمارات أما الاشتراكي والناصري فهم احتياط عند طلب الحاجة وما ينطبق علي الساسة من تلك القوى ينطبق علي القيادات العسكرية‮ ‬فولاءاتها‮ ‬متعددة‮ ‬حسب‮ ‬مصادر‮ ‬عتادها‮ ‬ورواتبها‮ .‬
4‮-‬خطاب‮ ‬سياسي‮ ‬وإعلامى‮ ‬متناغم‮ :‬
لا ازدواجية في الخطاب السياسي والإعلامي فكلاهما مكمل للآخر فحين يلقي السيد كلمة تجد الكل يتابعها ويدعمها بالصرخة وما تتضمنه الكلمة هي توجيهات عليا على المكتب السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ تنفيذها دون نقاش.. وما تقوله او تطرحه قناة واذاعة المسيرة تردده بقية القنوات والإذاعات دون ازدواجية فالعقل واللسان واحد وحين يعلن بأن باب اليمن او طريق المطار سيشهد مظاهرة سياسية او دينية او احتجاجية فالأتباع من رجال ونساء يخرجوا بكل طاعة وإخلاص.. كذلك الدورات الثقافية لموظفي الدولة بما فيهم وزراء وقيادات مدنية وعسكرية وامنية‮ ‬وعقال‮ ‬حارات‮ ‬وعقلاء‮ ‬مساجد‮ ‬فهى‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬انتظام‮ ‬بدون‮ ‬مقابل‮ ‬مالى‮.. ‬فالكل‮ ‬مطيع‮ ‬ومنصت‮.. ‬
يقابل ذلك في الشرعية خطاب سياسي هزيل مرتهن للارادة الملكية السعودية او الاماراتية حتى في قضايا سيادة الوطن فإلى هذا التاريخ ومنذ عامين وهادي وحكومته والأحزاب الموالية له لا تعرف أن المهرة وسقطرى وميون قد سقطت تحت الهيمنة الكاملة ففى فم الرئيس والموالين له كبسه وفي جيوبهم أموال ومشغولون بالتنقل بين الفنادق والمولات ويتابعون برامج آل الشيخ الترفيهيه.. ولم نسمع اى استنكار او احتجاج من هادى او رئيس حكومته ووزرائها (اذا استثنينا الميسري والجبواني) او رؤساء الأحزاب الموالية للشرعية عن ممارسات السعودية والامارات التى‮ ‬تمس‮ ‬كرامة‮ ‬وسيادة‮ ‬الوطن‮. ‬
أما الخطاب الإعلامى فكل قناة تلعن أختها وتتهمها بالخيانة والتقصير وكل سياسي وإعلامى في تلك الوسائل الإعلامية يحللول سياسيا وعسكريا حسب موقع فندقة او مصدر رزقه اما المسئول عن الإعلام فهو خارج وطنه يتنقل بين العواصم والمدن ولا يجيد إلا الحمد والتسبيح لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والتنديد خمس مرات كل يوم بالانقلابيين عملاء إيران الذين ينتهكون السيادة اليمنية أما انتهاك السيادة اليمنية من قبل السعودية والإمارات فهى في نظره شرف تستحق الثناء.. وواضح أن كثير من القائمين علي إعلام الشرعية لا يختلفون عن‮ ‬محمد‮ ‬العرب‮ ‬مراسل‮ ‬الحدث‮ ‬والعربية‮ ‬في‮ ‬مبالغاته‮ ‬وكذبه‮ ‬في‮ ‬تقاريره‮ ‬ورسائله‮ ‬بتعادهم‮ ‬عن‮ ‬الصدق‮ ‬مع‮ ‬شعبهم‮ ‬ووطنهم‮. ‬
وخلاصة‮ : ‬لقد‮ ‬استمد‮ ‬أنصار‮ ‬الله‮ ‬وحلفاؤهم‮ ‬قوتهم‮ ‬من‮ ‬وهن‮ ‬وضعف‮ ‬وارتهان‮ ‬الشرعية‮ ‬ومن‮ ‬يسير‮ ‬معها‮ ‬إلي‮ ‬إرادة‮ ‬السعودية‮ ‬والإمارات‮. ‬
فهل‮ ‬عرفتم‮ ‬لماذا‮ ‬وكيف‮ ‬صمد‮ ‬وانتصر‮ ‬أنصار‮ ‬الله‮ ‬وحلفاؤهم‮.‬
وهل‮ ‬عرفتم‮ ‬كيف‮ ‬ولماذا‮ ‬فشل‮ ‬التحالف‮ ‬طيلة‮ ‬خمس‮ ‬سنوات‮.. ‬ولماذا‮ ‬تهاوت‮ ‬وضعفت‮ ‬الشرعية‮ ‬وابتعدت‮ ‬عن‮ ‬هموم‮ ‬شعبها‮.‬
ان‮ ‬من‮ ‬يهون‮ ‬عليه‮ ‬وطنه‮ ‬وشعبه‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬ينتصر‮ ‬بأي‮ ‬حال‮ ‬من‮ ‬الأحوال‮ ‬ففاقد‮ ‬الشيء‮ ‬لا‮ ‬يعطيه‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57889.htm