الميثاق نت -

الإثنين, 23-مارس-2020
عبدالجبار‮ ‬سعد‮ ‬ -
تختطف المنايا كل حين الكثير ممن نعرف ومن لا نعرف، بعض هؤلاء لا يغيبون عنا مع طول الزمن، تُحضِرهم إلينا المواقف والذكريات، مواقف الشهامة والمروءة والكرم والإقدام والعدل والنخوة وكثير من أخلاقيات الرجال.
لاتمر الساعات إلا وتذكرنا بهم ونحسهم بيننا يقدمون أنفسهم بمامثلوه من نماذج لا تنقضي ولا تفنى، صحيح أننا نتأسى عليهم قليلا وربما نذرف الدموع وربما نأرق لليالٍ لأننا لم نعد نراهم رأي العين ولكن جلال القيم والأخلاق التي حملوها تجعلنا نفاخر ونباهي وننتشي بهم حتى‮ ‬مع‮ ‬الذكريات‮.‬
في مقابل ذلك يعيش معنا الكثير تنقل لنا الوسائل المختلفة أخبارهم وتنشر المواقع ووسائل الإعلام صورهم وأحيانا نكلمهم ويكلموننا ولكنهم موتى، فحضورهم الافتراضي حضور عدمي لا يخلق نخوة، ولا يرفع لهم قيمة، ولا يذكر بعظمة، ولا يشرف موقفا ولا يخلق ظلالا يأوي إلى كنفه‮ ‬الناس‮ ‬وقت‮ ‬الحاجة‮ ‬هذا‮ ‬هو‮ ‬البعض‮ ‬الذي‮ ‬يموت‮ ‬والمجالس‮ ‬تحف‮ ‬به‮.‬
مصلحون، ومحسنون، ومفكرون، وعلماء وأدبا، وزعماء نذكرهم دوما مع كل حدث يوجب حضورهم كأنهم بيننا وغيرهم موتى وهم يتصدرون المجالس والأخبار والفعاليات موتى وهم يتحركون ويخطبون في الميادين العامة، موتى وهم يسمعون صراخ الثكالى واليتامى والجوعى والمظلومين ولا تحرك فيهم‮ ‬ساكناً‮.. ‬موتى‮ ‬وهم‮ ‬بهيبة‮ ‬السلاطين‮ ‬وبقدرات‮ ‬الملوك‮ ‬والرؤساء‮ ‬والقادة‮ ‬والمحررين‮.‬
الناس يذكرون عبدالناصر وصدام وعرفات والقذافي وصالح كثيرا مثلما يذكرون صلاح الدين وخالد بن الوليد وطارق بن زياد وأمثالهم ولكنهم لا يذكرون بن سلمان ولا بن زايد ولا بن حمد ولا السيسي ولا غيرهم، ولماذا؟
لأن‮ ‬بعض‮ ‬الناس‮ ‬يموتون‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57893.htm