أحمد الكبسي - كيف حوَّل اليمانيون السادس والعشرين من مارس من يوم للعدوان السعودي إلى يوم وطني ومناسبة للصمود اليماني، بعد خمس سنوات من الحرب الجائرة والحصار الخانق يحيي الشعب اليمني المناسبة وهو على أبواب النصر الكبير الذي يمنحه الحرية واستقلال القرار والتحرر من الهيمنة والوصاية الخارجية ،يتساءل البعض عن ماهية الإرادة الشعبية التي أطاحت بأجندة تحالف العدوان السعودي في حربها على اليمن، وكيف تغيرت المعادلة السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها، وما السر الذي تحطمت عليه أوهام التحالف الذي أراد أن يفرض اجندته على الشعب اليمني ومايزال يحاول فرض الأمر الواقع المتمثل بحالة الانقسام والتشظي واتساع الشرخ الاجتماعي ،الحقيقة تكمن في أن اليمنيين كل اليمنيين بمن فيهم من انخرط للأسف في صف العدوان بهدف الارتزاق أو لسبب آخر يجمعهم حالة العداء التاريخي للنظام السعودي الذي يقود الحرب على اليمن وسيكتوي بنارها ،ان طموح كل مواطن يمني هو الحصول على السيادة الوطنية وإيقاف التدخلات الخارجية والسعودية في الشؤون الداخلية ،لاسيما بعد أن عبث آل سعود في اليمن طوال عقود من الزمن ،ولعل ما يختصر عمق هذه المعركة لدى اليمنيين وأبعادها هو حديث جمعني برجل ستيني يعمل في ورشة حدادة حينما كنا نتحدث عما آلت إليه الأمور بعد خمس سنوات كان ساخطا من الوضع الراهن وسألته "ما الذي يجبرك على الصبر على هذا الحال فأجاب يكفي أنا وولدي قد اشتغلنا في السعودية بامتهان وبنظام الكفيل الذي لا يراعي ابسط حقوق العمال إن شاء الله النصر قادم ويجد أحفادنا فرص عمل تحفظ كرامتهم في وطنهم" .
نعم ها نحن اليوم على أبواب النصر الكبير الذي يعيد الأمر إلى نصابه ويفشل أطماع دول تحالف العدوان في اليمن والمخططات الأمريكية الصهيونية في المنطقة.
|