الميثاق نت -

الإثنين, 23-مارس-2020
شهد‮ ‬أحمد‮ ‬ -
انا لست في صدد الحديث عن الصمود على المستوى السياسي والحربي فقط وانما اتطرق بالصمود على المستوى الشخصي والاجتماعي ايضاً فبنسبة لي حين تم اعلان العدوان (عاصفة الحزم) كنت ما أزال في الثانية عشرة من عمري ولم اكن ادرك تبعات هذه الحرب وكان الناس حينها بين معارض ومؤيد وكان الكل يتفق على سلوك واحد وهو التهافت للتزود بالمؤن وبعد مرور اسبوع على العدوان بدأت اهداف العدوان بالظهور حين قام باشعال فتيل حرب الشوارع في مدينتي مما اضطرنا انا واسرتي والكثير من الاسر بترك بيوتنا وما نملك ومحاولة النجاة بارواحنا وهنا بدأت ادرك‮ ‬ان‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮ ‬اتت‮ ‬بمزاعم‮ ‬مزيفة‮ ‬فهي‮ ‬لم‮ ‬تاتِ‮ ‬لتحريرنا‮ ‬بل‮ ‬اتت‮ ‬لتشريدنا‮ ‬وهنا‮ ‬مر‮ ‬عام‮ ‬من‮ ‬الصمود‮ ‬وتحملت‮ ‬ألم‮ ‬التشرد‮ ‬وتركي‮ ‬لبيتي‮ ‬ومدرستي‮ .‬
*وفي العام الثاني من الصمود كان المشهد السياسي في حالة زعزعة فما اشعله العدوان من فتن اودت بحياة الكثير من شبابنا وعلى الرغم من ذلك كنت انا وغيري من الطلاب على مستوى الجمهورية نكافح حتى نكمل دراستنا ولم تستطع الحرب والعدوان كسر ارادتنا فقد كنا ندرس تحت وطأة‮ ‬القصف‮ ‬واصوات‮ ‬الاسلحة‮ ‬ورغم‮ ‬اننا‮ ‬مشردون‮ ‬وجائعون‮ ‬ومنهكون‮ ‬الا‮ ‬اننا‮ ‬صمدنا‮ ‬وكان‮ ‬ذلك‮ ‬بداية‮ ‬لشرارات‮ ‬المقاومة‮ ‬في‮ ‬داخلنا‮ ‬والرفض‮ ‬لهذه‮ ‬الحرب‮ .‬
*وفي العام الثالث من الصمود فهذا العام حمل اسم صنعاء فكما قتلت صنعاء كل التكهنات الاقليمية والعالمية بسقوطها احيت صنعاء في قلوب الكثير من الذين شردتهم الحرب امل الحياة فتوجهت انا واسرتي نحذو حذو الكثير من الاسر النازحه الى صنعاء بحثاً عن الامان ولنرمي عامين‮ ‬من‮ ‬النزوح‮ ‬والتشرد‮ ‬وراءنا‮ .‬
‮*‬اما‮ ‬العام‮ ‬الرابع‮ ‬من‮ ‬الصمود‮ ‬هو‮ ‬عام‮ ‬الوعي‮ ‬الساسي‮ ‬بامتياز‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬الفردي‮ ‬لكل‮ ‬مواطن‮ ‬فالجميع‮ ‬هنا‮ ‬يعلم‮ ‬الدوافع‮ ‬والاطماع‮ ‬وراء‮ ‬العدوان‮ ‬التي‮ ‬مازالت‮ ‬تمزق‮ ‬اليمن‮ ‬وهي‮ ‬السبب‮ ‬الرئيسي‮ ‬في‮ ‬استمرار‮ ‬الحرب‮ ‬
كما‮ ‬ان‮ ‬المجتمع‮ ‬على‮ ‬وعي‮ ‬تام‮ ‬بما‮ ‬خلفته‮ ‬الحرب‮ ‬والعدوان‮ ‬من‮ ‬دمار‮ ‬وخراب‮ ‬للبنية‮ ‬التحتية‮ ‬وجرائم‮ ‬الحرب‮ ‬التي‮ ‬ارتكبت‮ ‬بحقه‮ .‬
‮*‬العام‮ ‬الخامس‮ / ‬عام‮ ‬النزعة‮ ‬الوطنية‮ ‬
وسقوط شرعية الشرعية وتمرد عدن على العدوان والاعلان عن شرعية جديدة تحمل مسمى المجلس الانتقالي تعمل تحت مظلة العدوان تاثيرا كبيرا بما حدث من طرد وتشريد لأبناء الوطن بحجة انهم شماليون ولكني لم ادع حزني يؤثر علي سلباً كي لا يتحول الى حقد مناطقي على اخوتنا في الجنوب بل ادركت ان هذه الحرب قد وصلت من اليأس لدرجة احياء احقاد قديمة لمحاولة تدميرنا كشعب كما دمرت وطننا فتوجهت انا وغيري من الشباب تدفعنا النزعة الوطنية الى منابر التواصل الاجتماعي للتصدي لهذه الفتنة وتهدئة الاحقاد والتذكير باننا شعب واحد ودين واحد واخذنا‮ ‬على‮ ‬عاتقنا‮ ‬كجيل‮ ‬وطني‮ ‬واعِ‮ ‬مسؤولية‮ ‬رفض‮ ‬هذه‮ ‬الممارسات‮.‬
وهنا‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬الخامس‮ ‬تتجلى‮ ‬صمود‮ ‬قيمنا‮ ‬الاسلامية‮ ‬والانسانية‮ ‬والوطنية‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬الاحقاد‮ ‬والفتن‮..‬
وسيظل‮ ‬صمودنا‮ ‬مستمراً‮ ‬حتى‮ ‬انتهاء‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮ .‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57897.htm