الميثاق نت -

الإثنين, 30-مارس-2020
عبدالجبار‮ ‬سعد -
هذه‮ ‬الليلة‮ ‬قمر‮ ‬غائب‮ ‬وشمس‮ ‬غاربة‮ ‬وليل‮ ‬مدلهم‮ ‬الظلمة‮ ‬لا‮ ‬تنيره‮ ‬شمس‮ ‬الروح‮ ‬ولا‮ ‬قمر‮ ‬القلب‮..‬
هذه‮ ‬الليلة‮ ‬سعادة‮ ‬غائبة‮ ‬وأمل‮ ‬غائر‮.. ‬وذكريات‮ ‬حزينة‮..‬
هذه‮ ‬الليلة‮ ‬عتاب‮ ‬لا‮ ‬ينقضي‮ ‬من‮ ‬روح‮ ‬لا‮ ‬تنطق‮ ‬بالعتب‮ ‬كثيراً‮..‬
هذه‮ ‬الليلة‮ ‬غاب‮ ‬فيها‮ ‬الحبيب‮ ‬أو‮ ‬غبنا‮ ‬عنه‮.. ‬فتضاعفت‮ ‬الظلمة‮..‬
قبل عشر من السنين كان لنا وطن نحبه ويحبنا وكان لنا احباب نعشقهم ويعشقوننا وكانت لنا بيوت تؤوينا نقفل أبوابنا فيها على أمن وحب وسلام ، وكنا اخوة اجتمعنا بعد قرون من التقاطع والتباعد والتنافر فأصبحنا شعباً واحداً وجسداً واحداً من سقطرى حتى ميدي ومن صعدة حتى عدن‮.‬
‮*‬
كانت‮ ‬أعيادنا‮ ‬تزغرد‮ ‬بالأهازيج‮ ‬فنفرح‮ ‬مع‮ ‬الأطفال‮ ‬كالأطفال‮ ‬كان‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬ميسوراً‮ ‬ـ‮ ‬لانقول‮ ‬إننا‮ ‬مترفون‮ ‬ولكنا‮ ‬في‮ ‬الغالب‮ ‬ـ‮ ‬مكتفون‮ ‬ومتراحمون‮.‬
وفي يوم من أيام الفتنة أقبل علينا جمع من الذئاب يطلبون دولة يحكمونها ويبحثون عن ثأر قديم لآبائهم وأربابهم فأحالوا أمننا خوفاً واكتفاءنا حاجة ودمروا شوارعنا واستوطنوا تلك الساحات والحدائق الجميلة التي كنا نرتادها مع أطفالنا وأحالوها الى دكاكين ومواقع للتآمر‮ ‬وللرذيلة‮ ‬والفسق‮ ‬والدم‮.‬
‮**‬
قتلوا حماة الديار وقطعوا الألسن واحرقوا المعسكرات وأسقطوا الطائرات ودمروا كل شيء جميل وقطعوا الرحم الموصول وعبثوا بمليارات نفط الخليج المدنس ورقصوا على ايقاعات إعلامهم الفاجر وتحريضهم المفضوح ولم يتركونا حتى نصبوا فينا حاكما يختصر كل حماقاتهم وإعاقاتهم يحوطه‮ ‬سفراء‮ ‬دول‮ ‬الغرب‮ ‬والنفط‮ ‬ومن‮ ‬خلاله‮ ‬يفصلون‮ ‬لنا‮ ‬دستورا‮ ‬وقوانين‮ ‬واقاليم‮ ‬،تتساقط‮ ‬عليه‮ ‬وعلى‮ ‬عبيده‮ ‬المليارات‮ ‬لتحيل‮ ‬اليمن‮ ‬الى‮ ‬قطع‮ ‬متناثرة‮.‬
‮**‬
حتى اذا لم يعد هو ولا غيره قادرا على أن يحقق المأمول وتصارع المؤتلفون وانقسم المتوافقون هرب في ليلة ظلماء ليشعل حربا شعواء أكلت الأخضر واليابس وقتلت وشردت وأعاقت وافقرت وأمرضت الملايين، وجاء الأعراب واربابهم من قوى الكفر والطاغوت فدمروا كل شيء كل شيء كل شيء‮!!.‬
فهذه‮ ‬آثارهم‮ ‬التي‮ ‬تُبكي‮ ‬القلوب‮ ‬قبل‮ ‬العيون،‮ ‬وهذا‮ ‬نحن‮ ‬شعب‮ ‬كله‮ ‬حاجة‮ ‬وفقر‮ ‬ومرض‮ ‬وافتقار‮ ‬لأبسط‮ ‬حاجيات‮ ‬العيش‮ ‬في‮ ‬زمن‮ ‬الوفرة‮ ‬
فمتى‮ ‬يا‮ ‬تُرى‮ ‬نعيد‮ ‬ذاك‮ ‬الوطن‮ ‬المسلوب‮ ‬المنكوب‮ ‬ومتى‮ ‬نعود‮ ‬فيه‮ ‬أعزة‮ ‬سعداء‮ ‬كما‮ ‬كنا‮ ‬؟
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57946.htm