الثلاثاء, 24-مارس-2020
استطلاع / عبدالرحمن الشيباني : -
الحرب هي الحرب من ذا الذي لا يعرفها فكل شعوب المعمورة ذاقت مرارتها وعانت من ويلاتها لكنها في النهاية انتصرت لأن لديها قضية تكافح من أجلها وبالتالي سطرت هذه الشعوب ملاحم بطولية نادرة فالحرية والكرامة لا توهب بل تؤخذ لذلك الشعب اليمني اليوم يخوض هذه المعركة المصيرية بكل استبسال وشجاعة من أجل استقلالية قراره وصون أرضه، خمس سنوات واليمنيون بكل فئاتهم ومشاربهم واتجاهاتهم في خندق واحد لمواجهة التحالف الاجرامي الذي يشن حرباً بلا هوادة ضدهم محاولاً اركاعهم والعودة بهم للوراء عشرات السنين من خلال استهداف البني التحتية وغيرها من المقومات الاساسية .. المرأة اليمنية كانت أحدى الجبهات المهمة في عملية التصدي الذود عن الوطن من خلال ادوارها التي لعبتها باعتبارها نصف المجتمع ومربية الأجيال ولذلك كانت احدى الجبهات التي ركز عليها العدوان ونالت الكثير من جرائمه إلا انها ظلت على النحو الذي نراه اليوم من شجاعة وتصدٍّ.. يلاحظ الكثيرون الدور الذي تقوم به نساء اليمن ومدى عنفوانها وصبرها وتحملها في مواجهة التحديات الجسام واصفين إياها بمصنع الرجال بحسب ما يقول محمد أحمد موظف الذي قال أن المرأة اليمنية مدرسة إعداد وتربية وتأهيل وتشكل جبهة‮ ‬صمود‮ ‬وهذا‮ ‬ليس‮ ‬غريباً‮ ‬على‮ ‬حفيدات‮ ‬أروى‮ ‬وبلقيس‮ ‬وكل‮ ‬حرائر‮ ‬اليمن‮ ‬اللاتي‮ ‬يمارسن‮ ‬ادواراً‮ ‬وطنية‮ ‬منذ‮ ‬وقت‮ ‬طويل‮ ‬وليس‮ ‬من‮ ‬اليوم‮ ‬فقط‮..‬

صمود‮ ‬يماني
الأكاديمية والشاعرة د. ابتسام المتوكل تقول إنه لايمكن بقراءة سريعة ان نفي المرأة حقها وان نحيط بأدوارها العظيمة في درب الصمود اليماني حيث تقول المتوكل .." هل نستطيع بقراءة سريعة ان نفي المرأة حقها وان نحيط بأدوارها العظيمة في درب الصمود اليماني سؤال يطرح نفسه‮ ‬على‮ ‬بوابة‮ ‬العام‮ ‬السادس‮ ‬فتصعب‮ ‬الاجابة‮ ‬عنه‮ ‬بإجابة‮ ‬واقية‮ ‬بيد‮ ‬أننا‮ ‬سنحاول‮ ‬الإشارة‮ ‬إلى‮ ‬خطوط‮ ‬عريضة‮ ‬تتحدث‮ ‬عن‮ ‬محورية‮ ‬المرأة‮ ‬التي‮ ‬مثلث‮ ‬دون‮ ‬مبالغة‮ ‬شوكة‮ ‬ميزان‮ ‬الصمود‮ ‬والمواجهة‮ ‬لأبشع‮ ‬عدوان‮ .‬

المرأة اليمنية هي منبت كل البطولات التي اجترحها رجال الرجال في الجبهات بل هي حافزهم الأول للتصدي للعدو صوناً لعرضها وحفظاً لكرامتها فهي والارض صنوان عند ابطالنا حماة الوطن والمدافعين عنه، المرأة اليمينة هي التوجيه المعنوي الذي غذى الابطال بوافر الدعوات وبالصوم والصلوات والدعاء والاذكار التي رافقتهم في شتى المعارك وأمدتهم باليقين بنصر الله ، المرأة اليمنية رمز الثبات والجلد عند استقبال ابنها الجريح او خبر أسره وهي خير معبرة عن الاستبشار باستشهاده ثقة منها بفوزه ورضاه منها باصطفاء الله له.

لوحه‮ ‬النصر
المرأة اليمنية رجعت لأرض الوطن حين توقع المعتدون فرارها وتمسكت بتراب الوطن حين ظن الخونة انها ستتخلى ولم تتذمر من الحرب الاقتصادية بل صنعت البدائل ووفرت البيئة الاسرية التي رغب العدوان في تشظيها وتشريد جميع الابرياء.. لقد خرجت لساحات مواجهة العدوان وجبهات التصدي له كل في موقعها وبعضهن تعلمن مهارات جديدة فرضتها ظروف العدوان وبذلن كل الجهود التي بوسعهن لأجل الوطن ولأجل بث الحياة التي يستهدفها العدو فهزمته بشجاعتهن وهزمته بأخلاقهن النصر منذ اليوم الأول حتى العام السادس للصمود اليماني .

صبر‮ ‬وثبات
أما الناشطة والإعلامية الأستاذة/ سماء المداني أشارت للنموذج المشرف الذي ضربته المرأة اليمنية في كل المراحل ولتبدو في أبهى صورتها اليوم في ظل العدوان والحصار على بلادنا من خلال مواقفها وادوارها التي تبعث على الفخر.. وتضيف المداني: استطاعت المرأة اليمينة بوعيها وبصيرتها المتقدة ان تتكيف مع ظروف الحرب وابتدعت اساليب كثيرة في المقاومة وخلقت دافعاً جديداً تعمل من خلاله.. لقد بدا واضحاً المستوى الذي ظهرت اليمنيات به اليوم والصوت الجهوري والفعل الخلاق في مقاومة العدوان من خلال الادوار التي لعبنها في رفد الجبهات بالرجال سواءً أكان زوجاً أو ابناً أو أخاً أو قريباً وشاركن بابداعاتهن المختلفة في شحذ الهمم من خلال القصيدة وغيرها عبر الاعلام الذي كان لهن مساحة واسعة في ذلك وكذلك رفد الجبهات بالمقاتلين واعدادهن الطعام وأكثر من ذلك كله قدمنا فلذات أكبادهن للدفاع عن حياض الوطن‮ ‬واستقبالهن‮ ‬استشهادهم‮ ‬بالصبر‮ ‬والثبات‮ ‬وهذه‮ ‬من‮ ‬أعظم‮ ‬التضحيات‮ ‬التي‮ ‬يمكن‮ ‬للإنسان‮ ‬منا‮ ‬أن‮ ‬يقدمها‮.‬

صمام‮ ‬أمان
"الحقيقة ان المرأة اليمنية لم تتكيف مع الحرب بل قاومت ذلك" بهذه العبارة بدأت الأستاذة/ فاطمة محمد عضو مجلس الشورى حديثها حيث قالت لقد شكلت المرأة في اليمن جبهة داخلية متينة وصمام أمان لأي اختراق وقاومت العدوان بكل بسالة وشجاعة كأم وزوجة واخت للشهداء وكانت جبهة متقدمة في مواجهة الحرب والحصار والحرب الناعمة أيضاً فهي قدمت نموذجاً مضيئاً ويسرني في هذا الشهر الذي يصادف يوم المرأة العالمي ان اتوجه بالتحية والتقدير لكل أمهات الشهداء ولكل أم يمنية على مستوى الوطن فقدت فلذة كبدها وكل أمرأه صامدة في كل ارجاء الوطن ضد‮ ‬الحرب‮ ‬والعدوان‮ ‬على‮ ‬بلادنا‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬لنا‮ ‬خيار‮ ‬الا‮ ‬مواجهته‮ ‬بكل‮ ‬الطرق‮ ‬والاساليب‮ ‬واجهاض‮ ‬مراميه‮ ‬ومشاريعه‮ ‬التفتيتية‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬خافية‮ ‬على‮ ‬أحد‮..‬



قوه‮ ‬ثورية
‮ ‬الناشطة‮ ‬الإعلامية‮/ ‬زينب‮ ‬عبدالوهاب‮ ‬الشهاري
تقول فى هذا الصدد وتحت عنوان "خمس سنوات من الصمود" إن الحرب العدوانية على اليمن جاءت تحت مزاعم اعادة الشرعية الزائفة وغيرها من المزاعم التى كشفت الخمس السنوات من عمر الحرب كذب ما روج له الإعلام المضلل لدول العدوان ليشرعنوا حربهم ضد اليمن ويمارسوا كل جرائمهم بكل وقاحة وصفاقة ، ولأن المطامع في اليمن كثيرة، ولأن قوة ثورية صاعدة تَعِد بإخراج اليمن من عباءة الوصاية الخارجية واعادة القرار السياسي والسيادي لأحرارها كانت قد بزغت وهددت حالة الخضوع والخنوع والقبول بالتدخلات في شؤون البلاد بالزوال..
وتضيف الشهارى: ولأن التآمر ضد بلدان المسلمين يجري دائماً على قدم وساق، فقد باشرت بشن حرب تحالف وقدمت حربها للعالم على أنها خدمة وضرورة ملحة وفي صالح اليمنيين وصورت من يريد العزة والحرية والاستقلال بأنهم انقلابيون متمردون وخارجون عن القانون وبالتالي بررت كل المجازر والدمار والقتل والحصار بأنه الصواب وضخت الأموال واشترت الضمائر والمواقف ومضت في وحشيتها وإجرامها تقصف كل شيء وتختطف الأرواح كيفما شاءت وتحاصر وتنشر الجوع والمرض .. واجهت كل شيء فيما يخدم مصالحها خصوصاً مصالح قادة الحرب (أمريكا وإسرائيل) في المنطقة؛‮ ‬واجه‮ ‬اليمنيون‮ ‬ذلك‮ ‬الظلم‮ ‬والعدوان‮ ‬بكل‮ ‬تحد‮ ‬وصمود‮ ‬وثبات‮ ‬متمسكين‮ ‬بحقهم‮ ‬في‮ ‬العيش‮ ‬بحرية‮ ‬واستقلال‮ ‬وشارك‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬العنفوان‮ ‬والصمود‮ ‬ومعركة‮ ‬المواجهة‮ ‬بكل‮ ‬بسالة‮ ‬كل‮ ‬أحرار‮ ‬وحرائر‮ ‬اليمن‮.‬
تساقطت‮ ‬الصواريخ‮ ‬على‮ ‬المساكن‮ ‬والطرقات‮ ‬والأسواق‮ ‬وعلى‮ ‬كل‮ ‬مكان‮ ‬وكان‮ ‬الضحايا‮ ‬بالمئات‮ ‬من‮ ‬نساء‮ ‬وأطفال‮ ‬وشيوخ‮ ‬ورجال،‮ ‬لم‮ ‬يستثن‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬شيئاً،‮ ‬ولم‮ ‬يفرق‮ ‬بين‮ ‬أحد‮..‬

ولاء‮ ‬وانتماء
ومضت الشهاري قائلة : تحملت المرأة كل ما صب عليها من رزايا وجرائم، وواجهتها بالصبر والمقاومة والمواجهة .. فكانت المرأة اليمنية ولا تزال ركناً أساسياً، وسبباً مهماً في استمرار الصمود واحراز الانتصارات، واجهت نيران الصواريخ وإجرام الدول المعتدية بالتحدي في كل ميادين المواجهة مستغلة كل طاقاتها ومستخدمة كل الوسائل في مختلف الجبهات الثقافية والإعلامية والاقتصادية والتربوية والسياسية وجميع الجبهات الأخرى، ففي جبهة الإعلام المقروء والمرئي والمسموع تصدت لأبواق العدوان وكشفت التضليل وحثت الشعب على الصمود وزفت له بشائر النصر وحشدت للجبهات، وفضحت الجرائم، وفي الجبهة الثقافية والتربوية كانت تنشر الوعي والثقافة القرآنية لتقوي العلاقة بين الناس وربهم وتحثهم على الجهاد والنفير العام وتثقف المجتمع وتبني الأجيال على أسس الولاء والانتماء لدين الله والوطن والجهاد في سبيل الله، وهكذا دواليك وعلى نفس وتيرة البذل والعطاء والهمة والإرادة والتضحية كانت في مختلف الجبهات، لم تجزع من الصواريخ ولم يضعفها الحصار وفقد أحبائها ولم يكسر إرادتها الاستهداف المباشر لها؛ لم تختبئ وتتوار وراء سحب الانهزام، بل تحركت في مختلف الساحات وأحيت الفعاليات‮ ‬وأقامت‮ ‬الندوات‮ ‬والوقفات‮ ‬الاحتجاجية‮ ‬وشجعت‮ ‬أبناءها‮ ‬وأخوتها‮ ‬وزوجها‮ ‬على‮ ‬النفير‮ ‬العام‮ ‬والمشاركة‮ ‬في‮ ‬معركة‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬الكرامة‮ ‬والحرية‮ ‬وقتال‮ ‬أولياء‮ ‬الشيطان‮..‬

قوافل‮ ‬العطاء‮ ‬
وتقول الشهاري : واجهت الحرب الناعمة والمنافقين بوعيها والتزامها وثقافتها المستمدة من القرآن الكريم، وربت أبناءها على هذه الثقافة ومعاني الجهاد، صبرت واحتسبت عند استقبال ذويها شهداء وتعهدت بتقديم المزيد والمزيد، أنفقت مالها وحليها وجاهدت بالكلمة، صنعت المعجنات وسيرت قوافل العطاء، ودفعت بغواليها الى ميادين الجهاد؛ كانت أيقونة الصمود ورمز العطاء وعنوان الثبات وسر من أسرار الانتصار اليماني، وهكذا هي المرأة اليمنية وهكذا ستظل فخر اليمن ومصنع الرجال، وأم الأحرار، وهي تدرك تمام الإدراك أن المعركة بين الحق والباطل‮ ‬مستمرة‮ ‬وأن‮ ‬اليمنيين‮ ‬قد‮ ‬أخذوا‮ ‬على‮ ‬عاتقهم‮ ‬نصرة‮ ‬الدين‮ ‬والمستضعفين‮ ‬وتحرير‮ ‬المقدسات‮..‬
واختتمت الشهاري حديثها بقولها : لقد جهزت شقائق الرجال وأمهات العظماء لمعركة النفس الطويل بهمة وإرادة وقوة وصلابة وشجاعة، واثبتت استعدادها للتضحية والفداء .. فسلام الله على المرأة اليمنية أزكى السلام.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57960.htm