الميثاق نت -

الإثنين, 30-مارس-2020
أحمد‮ ‬الرهوي -
في هذه المناسبة العظيمة نحيي بإجلال وإكبار الشعب اليمني العظيم وقيادته السياسية وأحزابه الوطنية وفعالياته الوطنية المختلفة شباب ومرأة ومجتمع مدني وصحافة وإعلام...الخ جميعهم شكلوا لوحة متناغمة أذهلت العالم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في الصمود والثبات الوطني الأسطوري على مدى خمسة أعوام والولوج في العام السادس تحت عنوان أطلقه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي »معركة الصبر الاستراتيجي والنفس الطويل«، وهذا يدل على استشراف ونظرة ثاقبة في مواجهة ما أعدت وجهزت له دول العدوان، والتحية موصولة لوزارة الدفاع وهيئة الأركان والجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل ووزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة الإنقاذ ومحافظي المحافظات والمديريات وكل مواطن شريف، وقبل كل ذلك الإيمان بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه قال تعالى »يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القتال‮ ‬وهو‮ ‬كره‮ ‬لكم‮ ‬عسى‮ ‬أن‮ ‬تكرهوا‮ ‬شيئاً‮ ‬وهو‮ ‬خير‮ ‬لكم‮ ‬وعسى‮ ‬أن‮ ‬تحبو‮ ‬شيئاً‮ ‬وهو‮ ‬شر‮ ‬لكم‮ ‬والله‮ ‬يعلم‮ ‬وأنتم‮ ‬لا‮ ‬تعلمون‮« ‬البقرة‮. ‬
وقد كان لهذا العدوان إرهاصات بدأت عندما أصبح »عبدربه منصور هادي« رئيساً لليمن لمدة عامين وقال »هادي« في نفس القاعة عندما تسلم العلم اليمني بأنه سيقف بعد عامان في 21 فبراير 2014 في نفس القاعة ويسلم السلطة للرئيس الذي سينتخب بعده، ومرت العامان وهو يبحث عن التشبث بالسلطة عبر الحوار اليمني ورغم ذلك وبعد مرور العامين بقي في السلطة تحت مبرر الحوار وفجأة قرر أن ينهي الحوار قبل أن يتم الاتفاق على الأمور الجوهرية أهمها موضوع الأقاليم الذي كان يصر »عبد ربه« على تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم في ظل رفض من قبل مكونات عديدة لهذه الأقلمة ومحاولته تمرير مشروع دستور جديد خارج السياق القانوني وخارج الجلسة العامة الختامية التي كان من المفترض أن تعلن كما تم الاتفاق عليه في الحوار وتعالج مالم يتم التوافق عليه . وفي شهادة المبعوث الأممي جمال بن عمر قال بأن اليمنيين باتو قريبين للحل لولا السعودية والحلفاء الذين أفشلوا اتفاق اليمنيين.. هذا ما خلص إلى قوله المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، جمال بن عمر، من دون أن يغفل أحد أهم تداعيات »عاصفة الحزم«، باستفادة »القاعدة« من هذه الحرب الظالمة والعبثية، في ظلّ مواصلة »التحالف« قصفه العشوائي على‮ ‬المحافظات‮ ‬اليمنية‮.‬
ولابد من التعريج على إرهاصات العدوان , بأن تفاقمت الأمور الاقتصادية في عهد الرئيس (عبدربه منصور هادي) ورغم ذلك قرر أن يرفع أسعار المشتقات النفطية ورفع الدعم عنها الأمر الذي حرك ثورة شعبية عارمة ضغطت على الرئيس (هادي) ليخفض الأسعار وهو ماتم بالفعل وانتهت وقتها المشكلة، ولكن (هادي« عاد إلى موضوع تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم والإعتداء على الدستور في التمديد خارج قبة البرلمان المؤسسة الدستورية التي أعطته شرعية الرئاسة بأدائه اليمين الدستورية تحت قبة البرلمان بينما مدد خارج قبة البرلمام بدعوى ومبرر الحوار الأمر الذي أعاد المشكلة من جديد وتحرك الشارع مرة أخرى لرفض موضوع تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم والمساس بالدستور وبعد تفاقم المشاكل والأوضاع وصلت المكونات إلى توقيع اتفاقية مشهورة سميت باتفاقية السلم والشراكة المزمنة وقعت بدار الرئاسة ولكن سرعان ما تم نقضها من خلال التسويف في تنفيذ بنودها المزمنة ، ومحاولته فرض دستور تم صياغته بالخارج مفصلا عليه ولما لم يتحقق له ما يريد أوعز »لرئيس الوزراء في حكومته خالد محفوظ بحاح« بتقديم استقالته المكتوبة رغم أنه في العرف القانوني والدستوري كان ينبغي عليه قبول أو رفض الاستقالة فإن قبلها وجوبا عليه دستوريا أن يكلفه بتسيير الأعمال إلى حين تكليف رئيس وزراء جديد إلا أنه لم يفعل وهذا اعتداء صريح على الدستور وكانت غايته من ذلك إدخال البلاد في فراغ دستوري يترتب عليه سقوط مؤسسات الدولة ودخول البلد في فوضى عارمة وتأكيدا على ما نقوله وبخبث متعمد قدم استقالته إلى مجلس النواب ليزيد من تعقيد الوضع وهذا اعتداء آخر على الدستور , كل ذلك لا يمكن فصله عن الدور الخبيث لدول الإقليم وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي كانت تضمر الشر لليمن ولا تزال منذ تأسيسها تنفيذا لأجندات الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وتأكد ذلك في المؤتمر الصحفي في واشنطن لجون كيري وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وعادل الجبير الذي أعلنوا فيه بدء العدوان على بلادنا وتحدثوا عن أشهر من التحضير للحصول على موافقة معظم دول العالم لشن العدوان والمشاركة فيه وكان ذلك لهم في ليلة ال 26 من مارس.2015 دون أي مسوغ قانوني أو ديني أو أخلاقي وبدأت في تلك الليلة غارات لمئات الطائرات لسبعة عشر دولة تقذف بأحدث ما ابتكروه من الصواريخ والقنابل المحرمة دوليا بمختلف أصنافها وأنواعها دمرت مقدرات الشعب اليمني وبنيته التحتية وقتلت النساء والأطفال وهدمت المنازل على ساكنيها وبلغ صلفهم من الاعتداء على صالات الأعراس والعزاء والأسواق العامة والمستشفيات بمافيها مستشفيات المنظمات الدولية والمدارس والجامعات والمزارع ومزارع الدواجن وآبار وخزانات المياه وشبكات الكهرباء وأبراج الإتصالات والموانئ والمطارات والجسور والجامعات والمعاهد ولم يتركو شيئا لم يقصفوه كما قال الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل رحمة الله عليه »لم يبقوا شيئا في اليمن إلا وسووه مع الأرض« وقال هيكل : السعودية ستغرق في اليمن وسينتصر اليمنيون وإن لم يحصل هذا اخرجوا جثتي من القبر واحرقوها واحرقوا مؤلفاتي ,إن ما قاله هيكل تحقق بالفعل فقد حاربت السعودية اليمن ضمن سياق أجندة صهيوأميركية لارجاع ما أسمته "الشرعية" والتي تعني بحقيقتها نهب ثروات ونفط اليمن إلى الجيب الأمريكي والقبضة الأمريكية، ولضعفها لجأت الى تشغيل مرتزقة من دول شتى واشركت بلدانا عديدة في تحالف العدون طيلة خمس سنوات ولازال دون تحقيق اي تقدم يذكر في أرض اليمن السعيد بل العكس باتت السعودية تغرق يوما بعد آخر في اليمن بهلاك جنودها ومرتزقتها بالضبط مثلما قال هيكل رغم أنهم أغاروا على اليمن بأكثر من ربع مليون غارة إلى مارس الحالي غير الغارات التي لم يتم رصدها خصوصا في بداية العدوان.. إلا أن ذلك العدوان الوحشي البربري الذي لا مثيل له في حروب العالم عبر التاريخ ومع ذلك لم يفت في عضد الشعب اليمني ولم يكسر إرادته بل زاده إيمانا بالله مستمدين منه الثبات والصمود والصبر الاسترايجي فأدخل على قلوبهم السكينة‮ ‬والاطمئنان‮ ‬ومدهم‮ ‬بقوته‮ ‬قال‮ ‬تعالى‮ »‬أذن‮ ‬للذين‮ ‬يقاتلون‮ ‬بأنهم‮ ‬ظلموا‮ ‬وأن‮ ‬الله‮ ‬على‮ ‬نصرهم‮ ‬لقدير‮« ‬الحج‮. ‬

فاستطاع الشعب اليمني وقيادته ونخبه وقبائله ونسائه ورجاله وأطفاله وشيوخه وكل فعالياته الوطنية أن يحافظوا على مؤسسات دولتهم ويمتصوا خلال 40 يوم بداية العدوان كل تلك الحمم التي قذفها العدوان ليشهد العالم بأنه لم يكن في مقام المعتدي ولم يرد على العدوان إلا بعد أربعين يوما وأشهد العالم على عدوانهم فأصبح من الواجب الشرعي والقانوني والأخلاقي الدفاع عن الأرض والعرض قال تعالى »فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقو الله واعلموا أن الله مع المتقين« البقرة.
وقال‮ ‬تعالى‮ »‬يا‮ ‬أيها‮ ‬الذين‮ ‬آمنوا‮ ‬إن‮ ‬تنصروا‮ ‬الله‮ ‬ينصركم‮ ‬ويثبت‮ ‬أقدامكم‮«.‬
اليمن ذات موقع جغرافي مهم واستراتيجي وغني بالثروات ومطل على البحر العربي والأحمر وباب المندب وخليج عدن.. فهو جزء لايتجزأ من المنطقة فأي تغير في الخارطة سيكون حاضراً فيها وهذا ما جعل الأمريكان تزداد أطماعهم باليمن ويعملون ليلاً نهاراً لفرض هيمنتهم وبسط سيطرتهم عليه وعلى مقدراته والذي بالفعل لازال بلدا بكراً لم تستخرج ثرواته بعد.. ودور أمريكا في اليمن يتدحرج تدريجياً ومر بمراحل عدة ابتدأً بتفجير المدمرة كول في العام 2000م وبعد ذلك اختلقوا ذريعة القرصنة.. ومن خلالها بسطوا نفوذهم على الملاحة الدولية وأملئوا البحار والجزر والشواطئ اليمنية بالفرقاطات والحاملات الطائرات والسفن الحربية الآلاف من الجنود الأمريكيين المدججين بالسلاح.. ومن ثم أعلنوا في 2009م عن طرود مفخخة ومن خلالها سيطروا على المطارات والقواعد الجوية والأجواء اليمنية فالطائرات الأمريكية تنتهك السيادة اليمنية بشكل يومي ومستمر على مدار الساعة.. وبعد أن سيطروا على الجو والبحر تحركوا صوب الأرض لتكون الذريعة المسماة القاعدة والتي قال الرئيس ترامب بأنها صناعتهم، تلك اللعبة الاستخباراتية التي لطالما دق الأمريكان على وترها واحتلت بلدان واستعمرتها تحت هذا المبرر‮.‬
هناك تورط أمريكي وأيضاً إسرائيلي في الحرب على اليمن وهناك شواهد عدة وتصريحات منهم عن الدعم العسكري والاستخباراتي والسفن وقوات العمليات الخاصة والمستشارين وليس خافياً على أحد وكان أشهرها قولهم بأن الدعم الأمريكي للسعودية في حربها على اليمن ليس شيكاً على بياض وتم سحب الخبراء الأمريكيين والإسرائيليين بعد مجزرة قصف صالة العزاء في الصالة الكبرى تلك المجزرة التي شاهدها العالم بالصوت والصورة وأنكرتها السعودية ثم اعترفت بها، إلا أن الأضواء الإعلامية لم تُسلط على ما يجري في اليمن كما حصل من تجهيز امبراطورية في حربهم‮ ‬الكونية‮ ‬على‮ ‬سورية‮.‬
اليمن بلد غني، يقع في أهم موقع استراتيجي مليئ بالموارد الطبيعية والبشرية، ولدينا أطول ساحل بالوطن العربي ولدينا الجبال والسهول والقيعان والأودية الخصبة والهضاب والصحاري والجزر في لوحة ربّانية أبدعها الخالق، ولو تناولنا جانب الثروة السمكية سنجد هناك مفارقة غريبة جدا فاليمن التي تعتبر الأغنى في الثروة السمكية يُعتبر أبنائها الأفقر غذائيا من منتجات الأسماك البحرية التي تتعدد في اليمن إلى أكثر من 400 نوع من أجود أنواع الأسماك والأكثر طلباً على استهلاكها عالمياً وإقليمياً!!
وتفيد التقديرات أن المخزون السمكي على طول السواحل اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن يصل إلى نحو 850ألف طن يمكن إنتاج ما بين 350ـ400 ألف طن سنوياً مقارنة باستغلال فعلي لم يتجاوز 290 ألف طن حالياً هناك موارد أخرى لليمن مستغلة ولكن ليس بشكل جيد وفي نفس الوقت فإننا لا نعلم عن أرقامها الحقيقية مثل الثروات المعدنية كالبترول والغاز والذهب والمعادن، وبإذن الله نستغلها بشكل متكامل لإحداث نقلة نوعية ونهضة لنبني ما دمره العدوان ونعيد اليمن أجمل مما كانت وستكون بإذن الله دولة قادرة عادلة، ولدينا موارد سياحية هائلة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تضاهيها‮ ‬أي‮ ‬دولة‮ ‬بالإضافة‮ ‬إلى‮ ‬الإرث‮ ‬التاريخي‮ ‬العريق‮ ‬الذي‮ ‬يعرفه‮ ‬القاصي‮ ‬والداني‮.‬
ومن يقرأ التاريخ يجد أن اليمن لم يكن مستعمرة حقيقة على الإطلاق، ولم يتمكن البرتغاليون والرومان والأحباش و الأتراك العثمانيون ولا البريطانيون ولا غيرهم من السيطرة على اليمن أبداً، وأقتبس هنا ما ذكره كتاب (تاريخ اليمن مقبرة الغزاة«: تتوسط اليمن قارات العالم القديم وتشرف على أهم طرق التجارة البحرية كهمزة وصل طبيعية بين المشرق والمغرب ويتربع جزء كبير من سكانها على عروش الجبال الشاهقة من المرتفعات الغربية والجنوبية لشبه الجزيرة العربية فيما يتوزع البقية على خارطة متنوعة من التضاريس ما بين سهل وساحل وهضبة وصحراء ويقول روبرت كابلان في كتابه انتقام الجغرافيا.. يقع القلب الديمغرافي البالغ الأهمية لشبه الجزيرة العربية في الركن الجنوبي الغربي الجبلي منها حيث الهضاب البازلتية الشاسعة التي تنتصب مشكلة تكوينات تشبه القلاع الرملية والفوهات البركانية في حين تؤوي شبكة من الواحات‮ ‬الكثيفة‮ ‬سكانها‮ ‬منذ‮ ‬العصور‮ ‬القديمة‮.‬
تكتسب اليمن أهميتها مما حققه أبناؤها من إنجازات حضارية ستظل بلا شك علامات مميزة في مسيرة التاريخ الإنساني فيما الأهمية الكبرى لليمن تكمن في موقعه الجيوستراتيجي المطل على بحرين ومحيط وخليج ومضيق ويعد من أهم المواقع على مستوى العالم بالنسبة لخطوط الملاحة البحرية وكذلك بالنسبة للمنطقة العربية وشرق إفريقيا وأغلب الحملات العسكرية الخارجية كان على رأس أهدافها السيطرة على اليمن بسبب موقعه وما يمكن أن تجنيه أي قوة تسيطر على اليمن من الناحية الاقتصادية وكذلك في تعزيز موقفها العسكري وإلى جوار الموقع تمتلك اليمن ثروات عدة فمن اللبان والبخور ومختلف أنواع التوابل والطيوب في الألف الأولى قبل الميلاد إلى الثروة الزراعية الكبيرة التي ظلت حتى قرون متأخرة مصدراً من مصادر الاقتصاد اليمني إضافة إلى الثروة البحرية الهائلة وكذلك ما تكتنزه الأرض اليمنية من ثروات نفطية وغازية ولم تكتشف‮ ‬حتى‮ ‬اللحظة‮.‬
وفي التاريخ اليمني ما يؤكد أن حجم مكانة هذه الأرض بفعل ما أنتجه الجهد البشري الكبير،الأمر الذي لفت أنظار كبار فلاسفة اليونان والرومان وكذلك كانت هذه الثروات والتطور الحضاري من أبرز دوافع الأحباش في غزواتهم المتكررة،وأما الأيوبيون فقد دفعهم إلى اليمن العائد الاقتصادي الكبير للموانئ بل قد تكون العلوم في مرحلة من المراحل هدفاً للعصابات الأوروبية التي كانت تأتي لنهب الكتب والخرائط من المدن الساحلية اليمنية وحتى لا نطيل فأن اليمن لا يزال حتى اللحظة بموقعه الحيوي محل أطماع الغزاة وما تسابُق القوى الإقليمية والدولية على الجزر اليمنية وكذلك السواحل إلا دليلاً على ذلك إضافة إلى الحديث المتداول عن الثروة النفطية والغازية التي لا تزال في باطن الأرض ومن التاريخ القديم الذي كان لليمن فيه دور متميز ضاعفت من أطماع الإمبراطوريات العالمية على التآمر عليه وإخضاعه واحتلاله إلى‮ ‬التاريخ‮ ‬الحديث‮ ‬الذي‮ ‬تسابقت‮ ‬فيه‮ ‬القوى‮ ‬الإقليمية‮ ‬للسيطرة‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬وحتى‮ ‬التاريخ‮ ‬المعاصر‮ ‬الذي‮ ‬تغيرت‮ ‬فيه‮ ‬أشكال‮ ‬الاستعمار‮ ‬من‮ ‬احتلال‮ ‬وتواجد‮ ‬عسكري‮ ‬على‮ ‬الأرض‮ ‬إلى‮ ‬نفوذ‮ ‬وهيمنة‮ ‬ووصاية‮ ‬وتبعية‮ ‬وغير‮ ‬ذلك‮.‬
كل ذلك جعل اليمنيين في مواجهة دائمة مع قوى الغزو وتحكي مقابر جنود وقادة الحملات العسكرية الخارجية المتوزعة في الكثير من المناطق اليمنية تاريخاً طويلاً من الأحداث شهدتها العربية السعيدة خلال قرون من الزمن،ففي اليمن قضى عشرات الآلاف من الجنود والقادة وهُزمت جيوش بأكملها وانكسرت إمبراطوريات كانت في أوج مجدها وتحفظ الذاكرة الشعبية اليمنية قصصاً وأساطير أغلبها تتحدث عن بطولات الأجداد في مقاومة الغزاة وتحضر هذه البطولات بأحداثها المختلفة في كل وقت تتعرض فيها البلاد لأي خطر خارجي إذ سرعان ما يتجه الجميع إلى مواجهة‮ ‬ذلك‮ ‬الخطر‮ ‬بما‮ ‬توارثوه‮ ‬من‮ ‬مبادئ‮ ‬وقيم‮ ‬وقد‮ ‬قاتل‮ ‬اليمنيون‮ ‬الغزاة‮ ‬في‮ ‬ظروف‮ ‬مختلفة‮ ‬وفي‮ ‬مساحات‮ ‬جغرافية‮ ‬واسعة‮ ‬وبأدوات‮ ‬متنوعة‮.‬
يثبت اليمنيون جيلاً بعد آخر مدى ارتباطهم بموروثهم الحضاري وبأرضهم المعطاة وتقاليدهم الأصيلة فيما توثق شهادات مختلفة صوراً متنوعة لشدة بأس اليمنيين في القتال واستماتتهم في الدفاع عن أرضهم وشهد الغزاة أنفسهم بشجاعة وشراسة اليمنيين في القتال ويعتقد أغلب المؤرخين‮ ‬عرباً‮ ‬كانوا‮ ‬أو‮ ‬أجانب‮ ‬أن‮ ‬اليمن‮ ‬ظلت‮ ‬عصية‮ ‬على‮ ‬القوى‮ ‬الخارجية‮ ‬فلم‮ ‬تخضع‮ ‬أو‮ ‬تستكين‮ ‬حتى‮ ‬عرفت‮ ‬بمقبرة‮ ‬الغزاة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57963.htm