الميثاق نت -

الثلاثاء, 07-أبريل-2020
أحمد‮ ‬الرهوي -
قال‮ ‬تعالى‮: »‬لقد‮ ‬كان‮ ‬لسبأ‮ ‬في‮ ‬مسكنهم‮ ‬آية‮ ‬جنتان‮ ‬عن‮ ‬يمين‮ ‬وشمال‮ ‬كلوا‮ ‬من‮ ‬رزق‮ ‬ربكم‮ ‬واشكروا‮ ‬له‮ ‬بلدة‮ ‬طيبة‮ ‬ورب‮ ‬غفور‮«.‬
كل ما ذكرته ومع الإرادة الصلبة تحولنا من الدفاع إلى الهجوم فقد طبق اليمنيون مقولة الحاجة أم الإختراع فتفتقت عقول اليمنيين حيث أبدعت وحدة الصناعات العسكرية الصاروخية والطائرات المسيرة وكذا قناصات بعيدة المدى فأصبحت يد الجيش اليمني ولجانه هي الطولى في ضرب الأهداف الحساسة لدول العدوان السعودي والإماراتي ابتداءً استهداف مطار أبو ظبي مروراً بحقل الشيبة ومطارات جيزان ونجران وأرامكو في خريص وبقيق وعلى المستوى العسكري في الجبهات الانتصارات التي حققها الجيش واللجان بتوفيق من الله وبهمة رجال الرجال التي تجلت فيها حرفية التخطيط ومهارة المقاتل منطلقاً من الإيمان بالله وعدالة القضية، وبرزت فيها التناغم بين مختلف صنوف الأسلحة بحنكة واتقان كللت بانتصارات أذهلت العالم ومثلت مدرسة عسكرية يمنية لم تحتويها كتب الأكاديميات العسكرية تمثلت في (نصر من الله) مروراً بعملية (البنيان المرصوص) وعملية (فأمكن منهم« فكرت سبحة العدوان وأدواته ولازمهم الانهيار والفشل المتسارع كلعبة الدمنو يتساقطون ويتهاوون ويهربون من ضربات الجيش واللجان المتقنة فضلاً عن نبل وأخلاقية الجيش واللجان في التسامح واحترام الأسير وتطبيبه وتغذيته وحمايته من طيران العدوان‮ ‬مجسدين‮ ‬أوامر‮ ‬اللد‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى‮ ‬وهدى‮ ‬سيرة‮ ‬النبي‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وعلى‮ ‬آله‮ ‬وسلم‮ ‬فكان‮ ‬جزاءهم‮ ‬النصر‮ ‬تلو‮ ‬الآخر‮.‬
ولا ننسى ما تقوم به وزارة الداخلية وأجهزتها في اليقظة والحس الأمني العالي في الحفاظ على الأمن وضبط ما زرعه العدوان من خلايا لزعزعة الوضع الداخلي وتفتيت وحدة الصف ومنها على سبيل المثال »فأحبط أعمالهم«، ولهذا كله لا مستقبل للعدوان وأدواته ولا مخرج لهم الا باحترام إرادة الشعب اليمني في حريته واستقلاله واختيار طريقه بنفسه وبقراره فالسلام العادل والشامل هو الممر الاجباري لدول العدوان، فإذا استمر في غطرسته وتكبره وغروره فلن يجني إلا الخزي والعار والشعب اليمني كفيل بالدفاع عن أرضه وتحريرها.
قال‮ ‬تعالى‮: »‬الذين‮ ‬قال‮ ‬لهم‮ ‬الناس‮ ‬أن‮ ‬الناس‮ ‬قد‮ ‬جمعوا‮ ‬لكم‮ ‬فاخشوهم‮ ‬فزادهم‮ ‬إيماناً‮ ‬وقالوا‮ ‬حسبنا‮ ‬الله‮ ‬ونعم‮ ‬الوكيل‮« ‬آل‮ ‬عمران‮. ‬
وفي المجلس السياسي لدينا توجه لبناء الدولة اليمنية الحديثة ترجمناه بإطلاق الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة التي ستساهم في التعافي بشكل تدريجي باعتبارها خارطة النهوض اليمني وقد صدر بها قرار من رئيس المجلس السياسي الأعلى، ووضعت فيها 12 محوراً للتعاطي مع 39 تحدياً تواجهه بلادنا بهدف تحقيق 175 هدفاً استراتيجياً على مدى ثلاث مراحل زمنية حتى 2030م، حيث شملت محاور الرؤية الوطنية، المصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي ومنظومة إدارة الحكم والبناء الاجتماعي ومحور الاقتصاد والتنمية الإدارية والعدالة وسيادة القانون والابتكار والإبداع والمعرفة والبحث العلمي والتعليم والصحة والبيئة والدفاع والأمن والسياسة الخارجية والأمن القومي وفي كل محور وردت مؤشرات تنفيذ لكل هدف بلغت 408 مؤشرات مع أهم المبادرات المترجمة لكل هدف والتي بلغ عددها 498 مبادرة.. وهي رؤية طموحة مزمنة‮ ‬وأهدافها‮ ‬قابلة‮ ‬للتحقيق‮ ‬والقياس،‮ ‬وأصدرنا‮ ‬آليتها‮ ‬التنفيذية‮ ‬
وستعالج الكثير مما خلفه العدوان من دمار والنهوض بالبلد بشكل تدريجي وسنعمل ما بوسعنا وفق الامكانات المتاحة لتحقيق أهدافنا قدر المستطاع وتخفيف معاناة الناس في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها جراء العدوان والحصار.
ومن أهم المحاور في هذه الرؤية محور التعليم فبالتعليم الحقيقي تنهض الأمم وينهض المجتمع على أمل تعاون كل المؤسسات والفعاليات الوطنية لأن اليد الواحدة لا تصفق فبالعمل الجماعي والمنسجم سننجح في تحقيق الأهداف التي وضعت وبقدر نسبة التعاون تكون نسبة النجاح لأن الرؤية لم تأت من فراغ بل ولدت من رحم المعاناة لشعب كامل هو أصل الشعوب طيلة فترة العدوان الغاشم وبالتالي فهي مشروع يمني وطني خالص وهذا يبعث على الفخر، وعلى الجميع أن يحكموا ضمائرهم ويتحملوا مسؤولياتهم في عملية تنفيذها .
وما ساهم تماسك الجبهة الداخلية مستوى الوعى عند المواطنين وولائهم الوطني ويقظة الأجهزة الأمنية وانسجام مؤسسات الدولة وأجهزتها وتماسك الوحدة الوطنية والفعاليات الوطنية المختلفة والاعلام الوطني كلها عوامل ساهمت في تعزيز الجبهة الداخلية سيما والمؤامرة الكونية على‮ ‬بلدنا‮ ‬جلية‮ ‬وواضحة‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬الجرائم‮ ‬الوحشية‮ ‬التي‮ ‬ارتكبت‮ ‬طيلة‮ ‬خمس‮ ‬سنوات‮ ‬من‮ ‬العدوان‮ ‬الغاشم‮.‬
وحقيقة في المجلس السياسي حققنا الكثير من النجاحات بشكل مزدوج فمن جانب أدار المعركة باقتدار في 56 جبهة وأدار المجلس المعركة الاعلامية باقتدار وأدار مؤسسات الدولة باقتدار وحققنا الأمن والأمان بعكس ما يحصل في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة وحمينا المجتمع من الداخل، وحاولنا قدر الامكان تثبيت الأسعار، وحمينا عملتنا من التدهور في ظل هجمة شرسة من العدوان وأذياله لتدمير اقتصادنا، ورغم الوضع الذي نعيشه والظروف الصعبة والحرب والحصار المطبق براً وبحراً وجواً استطعنا توفير واستمرارية صرف نصف راتب بين فترة وأخرى بالرغم أم 80٪ من الوعاء الإيرادي تحت سلطة الاحتلال وأدواتها من مطارات وموانئ ومنافذ وغاز ونفط فضلاً عن نقل البنك المركزي إلى عدن وطباعة ترليونات من العملة دون غطاء، وعززنا الثقة بين المواطن والدولة بالعمل الصادق والجاد، وتحولنا من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم وطورنا الصناعات العسكرية بعقول وأيد يمنية،وأنجزنا الانتخابات التكميلية كممارسة ديمقراطية، ولدينا وفد وطني فاوض بجدارة بعدالة قضيتنا ومظلومية شعبنا في الكويت وجنيف وغيرها بحكمة وشجاعة وثقة، وحافظنا على وحدتنا باعتبارها أمر رباني قال تعالى »واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) آل عمران. ووصلنا الى تفاهمات الحديدة وتعز والأسرى واتفاق السويد والمسار السياسي رغم تلكؤ العدوان وعرقلته للاتفاق رغم صدور قرارين من مجلس الأمن بضرورة تنفيذ الاتفاق، والمبادرات التي نفذناها من طرف واحد كإطلاق الأسرى وفتح الطرقات ولعبت الوساطات المحلية في انجاز بعض الاتفاقات في تبادل الأسرى بينما عجزت المنظمات الدولية والأممية عن تحقيق ذلك بالرغم من توقع اتفاقية الاطلاق ، وتنفيذا لشعار يد تبني ويد تحمي أعددنا رؤية وطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة على أسس علمية ووطنية وبما يتفق مع واقع مجتمعنا اليمني لأن علينا مسؤولية دينية ووطنية وأخلاقية تجاه شعبنا مهما طالت الحرب، وعززنا وحدة الصف الوطني وأطلقنا عدة مبادرات واقعية للسلام الحقيقي، وأعدنا نشاط السلطات الدستورية النيابية والشوروية وأعدنا الحياة إلى طبيعتها رغم استمرار العدوان والحصار وتوقف الرواتب، وأعدنا مصنع الغزل والنسيج في صنعاء للعمل الذي كان متوقف منذ عقود لتلبية حاجتنا المحلية خصوصا في مجال الصحة والتعليم والنظافة وعمال الخدمات والشركات، وشجعنا الزراعة وخصوصاً المحاصيل النقدية كالبن والقطن واللوز وغيرها وأعدنا تشغيل محالج القطن في تهامة المتوقفة منذ عشرين عام، ودعمنا هيئة البحوث الزراعية وهيئة تطوير تهامة ونسجل شكرنا وتقديرنا لمعالي وزير الزراعة والري المهندس عبد الملك الثور ومعالي وزير الصناعة والتجارة اللواء عبد الوهاب الدرة اللذان قاما بجهود كبيرة في هذا المجال، واستطعنا بكل جدارة وبتعاون الجميع استمرارية العملية التعليمية والصحية رغم العدوان والحصار وتوقف الرواتب وحققنا معجزة‮ ‬أذهلت‮ ‬العالم،‮ ‬وأنجزنا‮ ‬مكافحة‮ ‬الإرهاب‮ ‬باعتباره‮ ‬آفة‮ ‬عالمية‮ ‬تهدد‮ ‬الانسانية‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮ ‬لأن‮ ‬الإرهاب‮ ‬لا‮ ‬دين‮ ‬له‮ ‬ولا‮ ‬حدود‮.‬
وفي السياسة الخارجية دأب المجلس السياسي وبذل جهود جبارة كسرت العزلة التي فرضت علينا وأوصل صوت الشعب اليمني وعدالة قضيته , فتغيرت تدريجياً مواقف كثير من الدول بعد أن صمتت طويلاً وغطت العدوان في تظليله وأكاذيبه التي سخر لها امبراطورية إعلامية ضخمة وأنفق عليها أموالاً طائلة لم يجني من ورائها إلا الخسران، وكان لدبلوماسيتنا دور فاعل عبر وزارة الخارجية ممثلة بمعالي وزير الخارجية المهندس/ هشام شرف ونائبه/ حسين العزي وطاقم الوزارة وفريقها المهني الذين تناغموا بجهد تكاملي مكنهم من إيصال الصورة الحقيقية للعالم ودحض أكاذيب العدوان وأدواته، كما كان لشبابنا وكوادرنا وطلابنا المخلصين في دول العالم نضالاً متميزاً أثمر في تغيير الرأي العالمي تجاه مظلومية اليمن وعدالة قضيته ووضعهم في الصورة الحقيقية المعاشة على أرض الواقع، فضلاً عن سقوط العناوين الفاضحة والكاذبة التي رفعها العدوان‮ ‬وأدواته‮ ‬في‮ ‬السادس‮ ‬والعشرين‮ ‬من‮ ‬مارس‮ ‬2015‮.‬
ونسجل بأن الإخوة أنصار الله كانوا في صدارة الدفاع عن الأرض والعرض إلى جانب كل القوى الوطنية والشعب اليمني بمختلف شرائحه وقبائله، الذين تعاضدوا مع القيادة السياسية والشعب اليمني جنباً إلى جنب في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية وإنهاء الوصاية والتبعية‮ ‬وسيسجل‮ ‬التاريخ‮ ‬تلك‮ ‬الملحة‮ ‬والصمود‮ ‬الأسطوري‮. ‬
المصالحة الوطنية ركيزة من ركائز نهضة الوطن وتكاتف أبنائه وما إصدار القرار بإنشاء اللجنة الوطنية للمصالحة إلى دليلا قاطع بأن اليمن للجميع وأن الشراكة عمود الخيمة ولدينا تجارب روندا وجنوب أفريقيا اللتين نهضتا نهضة غير عادية لأن هناك مصداقية وجدية سبقتهما نوايا صادقة، ونحن في اليمن ليس بمعزل عن العالم نأخذ من تجارب الآخرين بخصوصيتنا اليمنية نؤثر ونتأثر، وهذه المصالحة سيشرع لها قانون العدالة الانتقالية الذي يضمن رد الاعتبار ويجرم تكرار الممارسات الخاطئة، الأخوة في إطار الأسرة والوطن والأخوة في إطار الاسلام والأخوة في إطار الانسانية وهذه أوامر ربانية عبر عنها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في خطبة الوداع وأيضا ما جسده الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهذه دعوة للجميع للدخول في مصالحة وطنية حقيقية شاملة.
ونحمل دول العدوان المسؤولية الدينية والأخلاقية والسياسية لأن كلما يمارس في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة مخطط بشكل منهجي من قبل دول العدوان على قاعدة فرق تسد، وإذكاء وتغذية الفتن والعنصرية والفئوية والجهوية والمناطقية واستجرار آثار الماضي وإذكاء ثقافة الحقد والكراهية ليستمر الوضع المأساوي والكارثي في المحافظات الجنوبية الذي يسمح باستمرار احتلالهم وسيطرتهم على القرار ونهب ثروات اليمن والسيطرة على ممراته وجزره وبحاره، ونحن في القيادة السياسية والعسكرية ووفقاً لدستور الجمهورية اليمنية النافذ الاجراء والذي صوت علية الشعب اليمن بالأغلبية فهو العقد الاجتماعي بين السلطة والشعب وبالتالي مسؤوليتنا أمامالله سبحانه وتعالى وأمام شعبنا من المهرة إلى صعدة بوحدة ترابنا ال 555000 كم2 غير منقوصة، ونمد أيدينا إلى إخوتنا وأبناء جلدتنا في المحافظات المحتلة بأننا نؤمن بالشراكة الوطنية فاليمن يتسع للجميع ولن يحل قضيتنا إلا نحن اليمنيون ما حك جلدك مثل ظفرك فتدبر أنت جميع أمرك وإذا قصدت لمقصد فاقصد لمعترف بقدرك.. وعليه فلنحكم العقل والمصلحة العليا لوطننا وشعبنا والرجوع لجادة الصواب وتعزيز قنوات التواصل لتقارب الآراء ولتعزيز القواسم المشتركة بيننا فمعظم النخب والقيادات والمكونات نلتقي معها وهو أن الإمارات والسعودية إحتلال سيما بعد مرور الخمس سنوات وانقشاع الغمة التي كان البعض مخدوع بها، فلنطور هذا المشترك فيما بيننا لنحافظ على ما تبقى وننقذ سفينتنا نحو بر الأمان ولا ضير بعد خروج المحتل أن نطرح على الطاولة مختلفاتنا تحت سقف الوطن فالشعب اليمني قد شب عن الطوق ولم يعد قاصراً، لأن الشعب مالك السلطة ومصدرها، ولنحقن دماء شعبنا ونوحد بندقيتنا ونصوبها باتجاه المحتل والمعتدي على بلدنا وشعبنا، لأنه لا سبيل ولا عزة لنا ولا كرامة ولا استقلال ولا حرية ولا قرار حر ومستقل إلا بتفاهمنا كيمنيين، والسبيل الوحيد لذلك هو الحوار الجاد والصادق الذي يعلي مصلحة الوطن العليا فوق أي مصالح أخرى، ولنأخذ من التاريخ عبره ونستخلص من مآسينا وصراعاتنا ما يعيننا على خدمة وطننا وشعبنا، وأن لا نكون بيادق ومعاول هدم تنفذ أجندات المحتل بقصد أو بدون قصد، ولا نجعل المثل الشعبي ينطبق علينا »بتولك قتل بتولي فلابد أن أقتل بتولك« وفي الأخير الدماء يمنية، إننا نطلق هذا النداء الصادق والجاد ونحن نعتصر ألماً وقلوبنا تدمى لما أصبحنا عليه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع »إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت« متفق عليه. ونسأل الله الهداية والعودة إلى الحق بدلاً من الاستمرار في المكابرة والاستقواء بالأجنبي .
ولدينا تواصل مع كل الشرفاء والقيادات المجربة والواعية والأكاديمية من مختلف الفعاليات الوطنية والنخب السياسية، ولم تنقطع بل تتوسع مروحتها لتنضج الظروف الموضوعية والذاتية التي توصلنا إلى الحفاظ على وطننا وما تبقى من مقدراتنا، ولا نريد أن نحرق المراحل التي قد‮ ‬جربناها‮ ‬فكانت‮ ‬نتائجها‮ ‬كارثية،‮ ‬فنحن‮ ‬نسير‮ ‬بخطى‮ ‬متدرجة‮ ‬نعمل‮ ‬على‮ ‬انضاج‮ ‬الظروف‮ ‬الموضوعية‮ ‬والذاتية‮ ‬لكي‮ ‬لا‮ ‬نقطف‮ ‬الثمرة‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تنضج‮ ‬فلكل‮ ‬عمل‮ ‬مداه‮ ‬وعليك‮ ‬أن‮ ‬لا‮ ‬تتخطاه‮ ‬لكي‮ ‬لا‮ ‬تقع‮ ‬في‮ ‬المحذور‮.‬
وبهذه المناسبة العظيمة لدي أيضا رسالة للشباب هي رسالة مزدوجة ألا وهي الولاء لله والوطن والاهتمام بهم وابداعاتهم، وقوامها إعداد البرامج والخطط لبناء المجتمعات وإشراك الشباب والمرأة في صناعة القرار فدينامية المجتمعات تُقاس بشبابها من الجنسين باعتبارهم قطبا للرحى و رقماً صعباً في صلب عمليات التنمية الشاملة ولا مجال لغض الطرف عنهم فهم الوقود البشري الفاعل والمتفاعل، والمؤثر والمتأثر في مختلف السياقات الإنسانية، وهنا كلمة حق مقرونة بالشكر والتحية مكررة للواء عبدالوهاب الدرة الذي أولى اهتماً بالشباب وإبداعاتهم وابتكاراتهم‮ ‬لتتحول‮ ‬إلى‮ ‬مشاريع‮ ‬حقيقية‮ ‬على‮ ‬أرض‮ ‬الواقع‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬اهتمامه‮ ‬بالمخترعين‮ ‬الشباب‮ ‬والمبتكرين‮ »‬الرواد‮« ‬وبدعم‮ ‬وتشجيع‮ ‬رئيس‮ ‬وأعضاء‮ ‬المجلس‮ ‬السياسي‮ ‬وحكومة‮ ‬الإنقاذ‮ ‬الوطني‮.‬
الجميع يعرف بأننا وكل بلداننا نعيش اليوم تحديات جسام، خصوصاً في قضية الشباب والتنمية، ولهذا يجب علينا إبعادهم عن الغلو و التطرف و منحهم الحياة التي تليق بالإنسانية، وفسح المجال لهم لإبداء الرأي وتحمل المسؤولية حتى لا تجترهم الخيبات والإرهاب، وحتى لا يحملوا‮ ‬جينات‮ ‬اليأس‮ ‬و‮ ‬التذمر‮ ‬و‮ ‬إلا‮ ‬ستفقد‮ ‬الأمة‮ ‬طاقتها‮ ‬المتجددة‮ ‬المصححة‮ ‬للمسار‮ ‬وسيرورة‮ ‬التنمية‮ ‬والإنجاز‮.‬
يجب التقليص من حجم البطالة، و حماية الشباب من مظاهر الخطر بتجلياتها السلبية المتعددة و التخفيف من حدة صعوبات المعيقات الاجتماعية التي تواجه الشباب، ولعل المشاركة السياسية هي الأرضية المهمة لجعل الشباب فاعل، بإمكاناته المتعددة الايجابية في تقوية حضوره في التنمية‮ ‬والتغيير‮.‬
ورسالتي للدول الكبرى والاتحاد الأوروبي والدول المشاركة في العدوان على اليمن تطبيق الاتفاقيات التي وقعت عليها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولو بالحد الأدنى والجميع يعرف بأن فلسطين البلد المحتل الوحيد المتبقي في العالم منذ أكثر من 70 عام والشعب الفلسطيني يقتّل ويهجر يومياً ويستوطن وتُغير معالم فلسطين وكل ذلك أمام العالم وصمت عجيب وكل ما نتمناه أن يتحقق السلام ليعيش الجميع بسلام، وهناك 84 قراراً من مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية لم ينفذ قراراً واحداً منها.
ولدي نصيحة للبلدان والشعوب العربية الأخرى فإن لم يدركوا خطر التقسيم والمخططات التي تحاك ضدها فإنهم سيدخلون نفق مظلم والجميع تابع وشاهد ماحل باليمن وسورية والعراق وليبيا وغيرها، وإذا استمرت في سياسة الخنوع والهوان والتبعية والاستزلام سيطبق عليها سايكس بيكو بنسختها الثانية، زد على ذلك تمييع القضية الفلسطينية بمبادرات كاذبة حتى تصفية القضية الفلسطينية برمتها وآخرها صفقة القرن الذي سبقها تطبيع تحت الطاولة واليوم أصبح فوق الطاولة بهدف تصفية القضية الفلسطينية العادلة، وما مشروع الشرق الأوسط الجديد التي أطلقته كوندليزا رايس من مطار رفيق الحريري في بيروت إبان العدوان الأمريكي الصهيوني على لبنان ومقاومته في آيار 2006 وأقتبس »ما يحدث اليوم في لبنان هو مخاض عسير لولادة شرق أوسط جديد« إلا أنه فشل وهزم وكسر بصمود المقاومة اللبنانية وجيشه البطل وقواه الأمنية المختلفة ووحدة‮ ‬شعبه،‮ ‬وتكرر‮ ‬كسر‮ ‬وهزيمة‮ ‬مشروعهم‮ ‬في‮ ‬سوريا‮ ‬ودفن‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
زد على ذلك صرف المليارات لشراء الولاءات والسلاح المحرم والمتنوع لمحاربة الجيران بدون أي مبرر، إن لم يتداركوا الأخطاء المتراكمة ويهتم الحكام بشعوبهم ستغرق لا قدر الله ونحن ندعو الله أن يمن على كل بلداننا بالخير والأمن والسلام لتعيش أجيالنا وتستمر الحياة نحو‮ ‬الأفضل‮.‬
وفي الأخير نقول لشعبنا وجيشنا ولجاننا وقبائلنا وللعالم أجمع بأن الانتصارات التي اجترحها اليمنيون هي آية من آيات الله.. قال تعالى »كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين« صدق الله العظيم البقرة.
وقال‮ ‬رسول‮ ‬الله‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وآله‮ ‬وسلم‮ : ‬إني‮ ‬أرى‮ ‬نفس‮ ‬الرحمن‮ ‬من‮ ‬هنا‮ ‬وأشار‮ ‬إلى‮ ‬اليمن‮.. ‬صدق‮ ‬رسول‮ ‬الله‮.. (‬وَلِلَّهِ‮ ‬الْعِزَّةُ‮ ‬وَلِرَسُولِهِ‮ ‬وَلِلْمُؤْمِنِينَ‮) ‬صدق‮ ‬الله‮ ‬العظيم‮.‬
التحية والمجد والرحمة والخلود لشهدائنا الذين سطروا أروع الملاحم البطولية التي شهد لها العالم واسترخصوا أرواحهم ودماءهم للذود عن وطنهم وشعبهم وكرامتهم.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. ولن ترى الدنيا على أرضي وصياً.. يحيا الشعب اليمني العظيم.. تحيا الجمهورية‮ ‬اليمنية

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58006.htm