محمد علي السراجي - الملاحظ ان هناك تبدلاً وتغيراً سيشمل كل شيء في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في كل العالم وهو أمر حتمي لعالم فشل في تحقيق السلام والأمن رغم توافر الفرص لتحقيق العدالة والتنمية المجتمعية لدول العالم بوجه عام وللعالم العربي والإسلامي بوجه خاص. وعلى سبيل المثال في الغرب الديمقراطي شكلت حزم مصلحية تصب نتائجها لصالح الإمبريالية الاستعمارية التي جعلت العالم العربي والإسلامي في إطار التبعية للغرب وثقافته الاستعمارية والتي سهلت عملية نهب مقدرات العرب والمسلمين إلا من القليل والنادر لا حكم له وبنفس التوجه عملت الثقافة الاشتراكية على التحكم والسيطرة في إخضاع المجتمعات العربية والإسلامية للتبعية تحت عناوين الاشتراكية بما يعطل القوى المجتمعية الكامنة في الإنتاج الصناعي أو الزراعي ضمن الحرية الاقتصادية المتوافقة مع طبائع المجتمعات العربية والإسلامية.. وأمام هاتين الظاهرتين المتمثلتين بالحرية المطلقة لدى الغرب والحرية المقيدة لدى الشرق الاشتراكي تولد الصراع بين المجتمعات الذي أسفر منه انقلابات عسكرية أدت الى عدم استقرار سياسي في الوطن العربي والعالم الإسلامي.
وما هذه الفوضى التي نعيشها اليوم في مجتمعاتنا العربية إلا نتيجة الإفراط في تبني الفلسفة السياسية الغربية في حياتنا وتبني الغلو في سياسات الاشتراكية التي لم تكن لها أثر إيجابي في قيادة العلم في الماضي والحاضر والمستقبل على السواء.
ويمكن القول ان فساد واستبداد وظلم وطغيان الدول على بعضها البعض وعدم الاعتراف بأن هناك إلهاً متحكماً ومسيطراً على سلوك الأمم لهو السبب الرئيسي الذي جعل الأمم تتطاحن فيما بينها كأسلوب يخالف ما أراده الله للناس من خير ونماء في الدنيا والآخرة...إن الرجوع الى الله تعالى هو الحل الأمثل والوحيد لأن يغمر الله عباده بالسلام والأمن مالم فإن سقوط النظم الحالية حتمي والله يخلق ما لا تعلمون وهو قاعدة التغيير التى جعلها العالم في كل مكان من أرجاء المعمورة..
|