د/ فتحي احمد السقاف - أصبحت الجمهورية اليمنية خراباً ودماراً بعد أن كانت سعيدة وارتعد اليمن السعيد بفاجعة العدوان وبفضل من الله وبدعمٍ من الشعب اليمني ها نحن نجتاز السنة الخامسة بصمود وبائتلاف الشعب اليمني حول القيادة السياسية الحكيمة وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادة وضباط القوة الصاروخية وهي تدافع بكل صمود وتضع الاحرف الاخيرة في نعش العدوان وتضع الخطوات الأساسية في طريق النصر على تطبيق قاعدة قلب الموازين ضد المعتدين وضد التفوق في السيطرة الجوية للعدوان على الجو وعلى إدارة المعارك والمواجهات في جبهات القتال.
هاهو اليمن شامخ بكبرياء لا تلين وبرجاله الشرفاء والمخلصين وبحكمة القيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وأعضاء المجلس وأعضاء حكومة الإنقاذ الوطني، سنقاوم ونتقدم في جميع الجبهات وسنستمر بالانطلاق نحو عمق العدو السعودي بكل ما أوتينا من قوة، وبعد انتهاء خمسة أعوام من المعارك والمواجهات تأكد للقاصي والداني أن اليمن عصي وان اليمن مقبرة الغزاة عبر التاريخ.
إن القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء القبائل الشرفاء والمواطنين الأوفياء يصدرون في صمودهم وثباتهم وفي مقدراتهم الفاعلة في إدارة وخوض كافة المواجهات بهمة عالية وباستعداد منقطع النظير وبالأساليب التكتيكية في التصدي للعدوان الغاشم الصادر من أكثر من سبع عشرة دولة واليمن لم تهزها كل أنواع الأسلحة الفتاكة والتفوق الجوي ولم ينل منها كل هذا الحصار الجائر الخانق من البحر والجو والبر بل إن مثل هذه التحديات وفر لهذه القوات المسلحة إمكانات تحريك البدائل والعمل بها.
بدأ التاريخ يُكتب بماء الذهب لصالح اليمن واليمنيين وبصواريخ وطائرات مختلفة مسيرة وبإمكانات بسيطة مقابل نيران وبراكين وتحالف عدواني شرس تقوده السعودية، الهدف منه كسر إرادة اليمنيين دون جدوى فلم يحقق هذا العدوان سوى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حروب وانتهاكات بشرية ودمار للبلد الفقير في إمكاناته الغني بكرامته، بلد أبى أهله الذل والهوان، وخطوا بعزيمة وقوة وصلابة راسمين ملامح النصر بكل ما امتلكوا من قوة وثبات لمواجهة المحتل الغاصب.
بعد انقضاء خمسة أعوام من العدوان على اليمن، تتبلور الارادة والقدرات العسكرية التي أذلت على أعتاب اليمن، جيوشاً وجنوداً بمعداتها المتطورة وأسلحتها الفتاكة، وثبت أن الشعب اليمني والقيادة العسكرية والسياسية اليمنية قد تميز بكفاءة القيادة وذكاء الإدارة والمقدرة العالية في المناورة وفي الاقتصاد بالسلاح والعتاد والاستفادة القصوى من الإمكانات واستطاعت القوة الصاروخية أن تجيد استخدام هذا السلاح الرادع سواءً في مستواه التكتيكي أو في مستواه الاستراتيجي بدءاً في الاستخدام الذكي للصواريخ والطائرات المسيرة في توجيه ضربات موجعة للعدوان ومرتزقتهم.
لقد تلقت السعودية عشرات الصواريخ التي أعادت الحسابات العسكرية في معارك المواجهة المصيرية مع العدوان ومع ترسانته من الأسلحة وغيرها من التجهيزات اللوجيستية ومع الأهداف الحيوية للعدو السعودي الذي لم يكن يتوقع أن يجد كل هذه الردود القوية من الأبطال المقاتلين الأشداء في الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل والمتطوعين الميامين .
إن اليمن لم تعد سهلة وأن السيادة على الأجواء من المعتدين مسألة وقت فقط لاغير وأن الردود ستكون شديدة وباهظة الثمن على العدوان وعلى مواقعه الحيوية.
هذا الواقع هو الذي يؤكد أن الصمود اليمني ومعركة النفس الطويل والإمكانية الملموسة في إدارة المعارك ما هو استنزاف طويل الأمد لإمكانات وقوى العدوان وهو سلاح مؤثر على سير المعارك حيث وقع العدوان في إشكالية مع الإعلام المضلل والمخادع والكاذب، فوقع في دور تأثير الصدمة التي امتد أثرها إلى مواقع القرار العدواني وإلى نزع ثقة الشعوب وإلى الإيمان أن العدوان قد فقد كل مبرراته وانكشفت حقيقته وأهدافه.
إن أقل موقف مسئول يوجب أن نعبر عن الاعتزاز والتقدير والثقة القوية بهذه القوات المسلحة الباسلة.
وبهذه المناسبة -مرور خمس سنوات من العدوان- ننظر بفخر واعتزاز لرجال الرجال في جميع الجبهات ونعلنها صراحةً نحن فوضناكم التفويض المطلق لكل الذين يدافعون عن بلادنا اليمن السعيد ضد العدوان ومرتزقته واننا بإرادة الله ودعمه لمنتصرون على كل التحالفات السعودية والصهاينة والمتكبرين، ولا نامت أعين الجبناء.. النصر لليمن واليمنيين.
|