الميثاق نت- رصد - قسم الشؤون التنظيمية: - الرقابة التنظيمية هي الفيصل فيما ترصده وتحلله من مخالفات وتجاوزات وهي المعنية في تقويم النشاط المؤتمري وضمان عدم جنوحه بعيداً عن الأسس والقواعد المنظمة له.
وباعتبارها تمثل القضاء المؤتمري الذي يعد ما يصدر عنها من فتاوى وقرارات ملزمة ونافذة على مختلف الفعاليات المؤتمرية فقد كان لنا إجراء هـذا اللقاء مع الأخ الدكتور بشير العماد - رئس دائرة الرقابة التنظيمية- والذي أحاط لـ»الميثاق« بكافة الجوانب المرتبطة بقرار اللجنة العامة القاضي بفصل »31« عضواً وكذا الحيثيات التي استند عليها القرار ومدى توافقه مع النظام الداخلي واللوائح.
الى الحصيلة:
* ما قيمة قرار اللجنة العامة بفصل عدد من الذين كانوا محسوبين على المؤتمر ؟
- في البداية نؤكد ان موقف المؤتمر الشعبي العام سواء في اطار البيانات الصادرة عنه او في مواقفه الاخرى، هي كلها موجهة منذ اليوم الاول في اطار مواجهة العدوان، واجتماع اللجنة العامة الاخير مع رؤساء فروع المحافظات والجامعات جاء في نفس السياق.. وان هناك اشخاصاً مازالوا يتحركون باسم المؤتمر الشعبي العام ويستخدمون اسمه على الرغم من انهم في الطرف الآخر المغاير لمواقفه وتوجهاته، وكانت قيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلة بالاستاذ المناضل الشيخ صادق بن امين ابو راس قد منحتهم اكثر من فرصة للعودة الى جادة الصواب ولتصحيح مواقفهم والعودة الى المكان الطبيعي الذي يقف فيه كل مؤتمري حر وشريف لكنهم للاسف تمادوا في غيهم وفي مواقفهم التى اصبحت تستهدف الوطن والذي يعد المؤتمر جزءاً من نسيجه الاجتماعي ولذلك فقد تم اتخاذ الاجراءات التنظيمية بشأنهم بموجب النظام الداخلي للمؤتمر واللوائح المتفرعة منه.
* كان هناك من الناس من كانوا في النقاشات يتفاخرون ويراهنون على العدوان وكان هناك من يتساءل عن الاجراءات التنظيمية الرادعة بحقهم.. واليوم وبعد صدور هذا القرار فان التساؤل الذي يطرح نفسه هو عن ماهية وطبيعة المخالفات والانتهاكات التي جرى الاستناد اليها في هذا القرار وعن اهم البنود التي اتكأت عليها اللجنة في قرارها بفصل هؤلاء الاشخاص مع علمنا المسبق بمسألة خيانتهم للوطن؟
- طبعا الجميع يعلم ان المؤتمر الشعبي العام هو حزب لديه من الوثائق والادبيات التي تحكم علاقاته الافقية والرأسية وتحكم حقوق وواجبات العضوية وتحكم كل الالتزامات والتفاصيل حتى في اجتماعات مختلف التكوينات الداخلية.. وكل العلاقات التنظيمية داخل المؤتمر الشعبي العام هي محكومة باللوائح والانظمة التي تنظم عملها .. فمثلا في المجلد الاول نجد انه ينظم لائحة المخالفات والجزاءات ولائحة هيئة الرقابة، بينما المجلد الثاني ينظم شؤون العضوية ولائحة الهيئات التنفيذية والاجراءات الانتخابية وهناك بقية المجلدات التي تنظم مختلف الامور التنظيمية الاخرى.. وما اريد قوله هنا ان كل العلاقات التنظيمية محكومة في اطار احكام تنظيمية ولائحية مستمدة من اللائحة التنظيمية والنظام الداخلي للمؤتمر واضحة جدا، وما تم اتخاذه مؤخرا من قرار يمثل الدفعة الثالثة تقريبا وكانت الدفعة الاولى قد شملت الخونة عبدربه منصور واحمد عبيد بن دغر ومحمد الشايف ورشاد العليمي ومحمد الشدادي، وفي نفس الاجتماع الذي اقرت فية اللجنة العامة بفصل هؤلاء السالف ذكرهم ، فقد اقرت ايضا استمرار العمل بتجهيز ملفات عدد من اعضاء المؤتمر الآخرين واقرت الاسماء.
من هنا فان ارتباط اجتماعات اللجنة الدائمة واللجنة العامة مؤخرا مع الفروع لاتخاذ القرارات بحق هؤلاء الاعضاء، قد جاء نظرا لمستوياتهم ومواقعهم التنظيمية ونظرا لان منهم من يشغل مستويات تنظيمية اقل فان مايتخذ بشأنهم من قرارات هو من اختصاص فروع المؤتمر بالمحافظات ولذلك فان مواقعهم التنظيمية هي التي حددت طبيعة هذه الاجراءات السلطات والتكوينات المختصة باتخاذ مثل هذه القرارات وتوقيع هذه العقوبات عليهم ، حيث ان النظام الداخلي ولائحة المخالفات والجزاءات نصت على احكام خاصة فيها ستة انواع من العقوبات واقوى هذه العقوبات الفصل ، وعندما نستعرض هذا القرار نجده يمثل تاكيداً لشيء معروف عند كل الناس حتى عند من شملتهم هذه العقوبات لأنهم يعرفون انهم بالمكان الخطأ وانهم يعملون ضد البلد الذي هو اعلى واسمى من المؤتمر ونحن لم تأتِ بجديد ولكنه جانب اجرائي وايضا اشعار للجميع بان هؤلاء لم يعد لهم اي علاقة بالمؤتمر من قريب او بعيد ولايجب التعامل معهم ولاتقبل تصريحاتهم ولا يمثلون المؤتمر في اي اجتماعات او اي تكوينات او فعاليات بأي دول، فهم اشبه بالسواح في الخارج، بعد القرارات الاخيرة لم يعد لهم اي صلة ولايحق لهم تمثيل المؤتمر او التحدث باسمه.
ولو نظرنا الى الممارسات التي تستوجب عقوبة الفصل مثلا فسنجد منها: القيام بعمل يضر بوحدة الوطن، والخروج على الثوابت الوطنية، والاخلال بأهداف الثورة اليمنية والخروج عن الدستور فما بالك بما يقومون به اليوم زيادة على ذلك من تبريرهم للعدوان وتبرير قصف المدنيين وجرائم العدوان على اليمن وكذلك القيام بعمل يخل بأهداف المؤتمر ومواقفه وبرامجه ونظامه الداخلي وكل هذه الاجراءات التي يقومون بها كلها خارج القانون بالاضافة الى انهم الآن يحاولون ان يقدموا المؤتمر بصورة المنقسم وهذا عكس الواقع فالمؤتمر هو مؤتمر شعبي عام واحد فقط وموجود بقيادته في صنعاء برئاسة الشيخ صادق بن امين ابو راس وما عدا ذلك عبارة عن حالات معبرة عن احلام وطموح هؤلاء الاشخاص فقط فالمؤتمر نشأ في صنعاء وموجود في صنعاء وسيستمر في صنعاء ماعدا ذلك عبارة عن كلام وتضليل وامنيات يحاولون ان يمنوا انفسهم بها، كذلك ايضا عندما نتحدث عن تبني عمل او قول داعٍ لاي فكر يصادم اصول عقيدتنا الاسلامية وقيمنا واخلاقنا ومبادئنا، او القيام بعمل يخل بواجبات العضوية وهي واجبات طويلة جدا في اللوائح التنظيمية فهؤلاء نسفوا كل ما يتعلق بذلك، وعندما نتحدث بأن هؤلاء خانوا الوطن فمن الطبيعي أن المؤتمر منصة سياسية تمثل توجهاتنا لكن ايضا المؤتمر في الاطار العام هو جزء من الوطن.
وكذلك في جانب الاضرار بوحدة المؤتمر ، سنجد من خلال الممارسات القبيحة التي قاموا بها ان هناك حالات للاضرار بوحدة المؤتمر منها الدعوة الى اجتماعات خارج التكوينات التنظيمية وظهور تسميات مثل: مؤتمر الرياض، مؤتمر القاهرة، مؤتمر الجنوب وهي مسميات كلها الهدف منها شق وحدة الصف المؤتمري والتعمد الى الاساءة للمؤتمر ومثلها ايضا محاولة الصاق المؤتمر بالعدوان الذي يعتبر اساءة كبيرة للمؤتمر، وكل ذلك يمثل في مجمله المنظومة التي اذا توافرت واحدة منها فانها تستوجب توقيع عقوبة الفصل، فما بالك توافرت جميعها وما هو اكثر مما هو منصوص عليه في النظام الداخلي ولائحة المخالفات والجزاءات التنظيمية.
* هل هذا القرار مجرد أمر داخلي لنا اعضاء المؤتمر الشعبي العام؟ ام انكم ستعطون نسخاً منه للمبعوث الدولي، وستطلعون باقي المؤسسات الدولية عليها، واعتبار ان اي جهة دولية يمكن ان تخالفها فسيكون للمؤتمر موقف واضح منها؟
- اولا ينبغي التاكيد بانه وبشكل متوازٍ لاستهداف البلد كان هناك محاولات لاستهداف المؤتمر، كما رأينا فكان هناك تفريخ للحكومات وللبرلمان وايضا كان هناك محاولات لاستنساخ المؤتمر الشعبي العام، وهذا لا يخفى على الجميع بانه كان يجري تحت مظلة دولية من دول العدوان وبعض المنظمات الدولية، لكن هذا القرار شكل رسالة قوية وقطع الطريق على هذه المحاولات كلها.
ومن المضحك ان يوجد حزب سياسي في دولة أخرى لا تعترف اصلا بالحزبية، وهل يعقل ان يوجد مؤتمر بالرياض ويجتمعوا مع الفرقاء كلهم ويدخلوا سويا مع الاخوان المسلمين والسلفيين والناصريين، يعني الفكرة هي أن يقولوا بان هناك كياناً اخر، والامر لايعدو عن كونه مجرد محاولة استنساخ فاشل.
* نعلم ان السعوديين أو الإماراتيين لاعلاقة لهم بالديمقراطية او بالاحزاب، لكن ألا تعتقد ان الارتماء في احضانهم هو مجرد نوع من الارتزاق؟
- كلامك واقعي لكن اعتقد ان الرغبات تلاقت بين السعودية وبين المرتزقة، لانهم كلما بدأت مواضيع الحوارات يحاولون عزل أنفسهم عن الخلافات لكي يقولوا بانها خلافات ومواجهات يمنية - يمنية ولا علاقة لهم بها بينما هم يدركون في واقع الاطر السياسية انه لم يعد هناك حزب مواجه للعدوان إلا المؤتمر الشعبي العام من جميع الأحزاب العريقة، مع احترامنا لكل الأحزاب الأخرى التي لها قواعد ما زالت موجودة هنا، وكل الأحزاب التي كانت في الساحة السياسية سابقا أو أغلبها حتى ما تبقى من أحزاب المشترك لم نسمع منها الموقف القوي تجاه العدوان مثل موقف المؤتمر الشعبي العام وهذا الكلام نقوله اليوم للتاريخ، لان المؤتمر بكل تشكيلاته وتكويناته القيادية وبياناته وتصريحاته يقف في مواجهة العدوان، بينما بقية الأحزاب وان وجد لها قيادات هنا لكن موقفها ما زال ضعيفاً جدا.
* الا ترى يا دكتور ان هناك العديد من قيادات الاشتراكيين والاصلاحيين لانسمع لأي احد منهم اي صوت؟
- نعم هذا يحدث لدى العديد منهم بالداخل، وحتى إذا حضر اي منهم بعض اللقاءات فانه يقول انا امثل نفسي، او انا حاضر بصفتي الشخصية، بينما نجد ان المؤتمر الشعبي العام دائما بالصدارة ابتداء من رئيس المؤتمر إلى قيادات اللجنة العامة والهيئة الوزارية والهيئة النيابية والهيئة الشوروية والامانة العامة وكل اجتماعات هذه التكوينات بدون استثناء تؤكد على مواجهة العدوان وعلى تماسك الجبهة الداخلية، وهذا يعني أن المؤتمر الشعبي كتنظيم سياسي اصبح يشكل جبهة قوية في مواجهة العدوان، ولأنه الحزب الأول والأكثر شعبية فانهم يحاولون تفريغه واستنساخه حتى إذا وصلنا إلى اي حوارات سياسية فاننا سنجد انهم سوف يحاولون استخدام هذه الأوراق..
* هل يمكن القول ان القرار الاخير، قد أنهى فعلياً المستقبل السياسي لمثل هؤلاء الاعضاء، واصبحوا لا يمثلون إلا أنفسهم الآن ؟
- هذا يعني ان القيادة الشرعية الوحيدة هي الموجودة في صنعاء، ويؤكد ان مَنْ هم في الخارج لايمثلون المؤتمر الشعبي العام واذا كانوا هم حزب فأين هم اعضاؤه، ثم كم يمثل هؤلاء الذين خرجوا وكم يمثل هؤلاء الذين ارتموا في حضن العدوان.
* قبل أن يتم فصلهم من المؤتمر حاولوا ان يكون لهم دور في مسألة المشاورات ولم ينجحوا، لكن بعد هذا الفصل، هل يمكن القول بان الباب قد أغلق في وجوههم نهائياً؟
- بالتأكيد وقد حاولوا عدة مرات وكان هناك بعض الفعاليات وبعض مراكز الدراسات تحاول ان تقيم ندوات يمثلون فيها بصورة أشبه بالتمثيل الإعلامي او من باب نحن هنا فقط، لكن لم يكن لهم هدف من باب انهم يذهبون لتقديم رؤية الحزب أو يطرحون أهدافه وسياساته ومواقفه لانهم ليس لهم أهداف اصلا.
* الناس يعرفون ان السلطات المصرية رفضت ان يعملوا لهم اجتماعاً، وذلك بمثابة رسالة وكأنهم يعرفون بدورهم المشبوه مع السعودية والامارات، لكن هل لايزال الباب مفتوحاً لهم ولغيرهم في الخارج؟ وهل لاتزال امامهم الفرصة للتراجع او للقول لهم الباب لايزال مفتوحاً وهذا بلدك ؟ وهل الـ31 عضوا الذين تم اتخاذ إجراءات الفصل بشأنهم فقط هم الوحيدون ؟
- الـ31 عضوا الذين تم اتخاذ إجراءات الفصل بشأنهم ليسوا فقط هم الوحيدين، بل من الممكن ان تكون هناك بعض الإجراءات المستقبلية، لكن الفكرة هنا هي في الممارسات والأخطاء التي ترتكب من بعض الأعضاء، اما عند وجود الـ31 اسما فهذا لايعني استبعاد أو تبرئة البقية من المخالفات لكن نحن نتكلم عن هؤلاء الأشخاص كجانب تنظيمي ارتكبوا مخالفات وايضا يحق لهم إجراءات التظلم وفقا للوائح والنظم، فهنا نشير الى ان إجراءات التظلم لاتزال متاحة ويجوز لهؤلاء أن يقدموا تظلمات إلى القيادة التي أصدرت العقوبة أو إلى القيادة العليا، واجراءاتنا التنظيمية شفافة، وهي اجراءات تعتبر مستمدة أو مطابقة لإجراءات التحقيقات في الجهات القضائية فيما يتعلق بالحقوق والواجبات ومنها ايضا من حق المتضرر ان يتظلم يجوز إعادة النظر في وضعه وفقا للنظام الداخلي واللوائح المتفرعة منه.
وقد كانت قرارات العقوبات في الدفعة الأولى تشمل الـ5 الشخصيات التي كانت تمثل رأس الهرم باعتبار أنه كان هناك نائبان لرئيس المؤتمر وكان هناك 3 أعضاء لجنة عامة، وقد كان العدد فقط خمسة، لكن الرسالة التي اوصلتها كانت رسالة قوية جدا.
فهؤلاء قيادات من الصف الأول بالمؤتمر لكن تظل المصلحة الوطنية بالنسبة للمؤتمر هي الاساس وهي المعيار الأول والوحيد أحيانا في تحديد صدق الانتماء من عدمه.
* رأينا بالامس هيستيريا من بعض المشمولين بالفصل في بعض التغريدات وكان هناك نوع من التضليل والكذب، كيف تابعت بعض مواقف من تم فصلهم مؤخرا؟
- نحن نتابع كثيراً ممن شملهم قرار الفصل مؤخرا، والبعض نجد ان مواقفهم تذبذبت في جانب تبرير العدوان وفي تبرير الحصار وفي التحريض أيضا.. فتظل المحاولات هذه ان اخذناها كالنكت او محاولة ردود الافعال السخيفة، لأننا الان عندما نتحدث في الاخير نحن في علاقتنا بالمؤتمر الشعبي العام ننطلق من علاقة عضوية منضبطة بلوائح واحكام، وليست علاقات انتقائية ومزاجية، وعندما نتحدث عن واجبات العضوية فهل واجبات العضوية هذه موجودة هنا في لائحة شؤون العضوية (بالتأكيد) وهي محددة بعدة واجبات ومنصوص عليها بـ 22 فقرة وفي قرارات الفصل هناك الإخلال بواجبات العضوية، وبحكم عام الاخلال بسيادة الوطن.. (دعنا نتكلم بعيدا عن اننا مختلفون)، هل يعقل ان يكون هناك من يرتمي في حضن العدوان ثم نقول انهم مع سيادة الوطن!! غير ممكن.
* مثلما قال الشيخ صادق: ماذا تنتظرون وانتم تصفقون لقتلة النساء والأطفال أن نتعامل معكم في مسألة التباهي ومسألة الفخر بالعدوان.. وهنا كيف يمكن النظر الى من يعتبر نفسه جزءاً من المشروع السعودي او المشروع الاماراتي؟
- ينبغي ان لايستمر الجدال بشكل عبثي وانا لا أتكلم هنا كرأي وانما اتكلم كمضامين ووثائق ومرجعيات تنظيمية، فمثلا من واجبات العضوية أن يتم العمل بحزم ضد كل محاولات التخريب والفوضى الهادفة الى زعزعة الأمن والاستقرار، بينما نجد ان هناك من يحرض على زعزعة الأمن والاستقرار، فهنا من الواجب الوقوف ضد هذه المحاولات وأن يتم العمل بحزم ضدها، فما بالك عندما يكون هناك من هو شريك فيها، وكان يفترض أن يقف جنبا إلى جنب مع افراد القوات المسلحة والجيش للدفاع عن الثورة والجمهورية وسيادة الوطن واستقلاله، ثم ان هذه اللوائح التي جرى الاستناد اليها في توقيع العقوبات ليست جديدة الآن، وإنما تم إصدارها بالمؤتمر العام الخامس عام 2005 ، لكن للأسف هؤلاء لم يلاحظوا ذلك، وبعض ردود الافعال والتفاصيل عندهم اليوم أصبحت مقززة وأصبحت شيئاً مستهلكاً، ولا نريد الرد عليهم باستخدام ألفاظ غير لائقة.
* قد يقول البعض لماذا الآن، وهل نحن استغللنا مسالة (كورونا) ونفذنا عزلين؟
- الاجهزة الرسمية ما زالت في مساحة يتحرك فيها الناس ونحن لا نلزم أنفسنا اكثر ما نلزم الأجهزة القضائية، ونفس الاعتبارات الموجودة هناك موجودة هنا، ويوجد افق اكبر في الاخير واليمني سوف يلتقي باليمني، لكن عندما يصل الامر عند بعض الناس الى مساحة لا يترك لك ولا لنفسه خط عودة ففي هذه الحالة تعتبر كل مواقفه مدفوعة الأجر ، وكلما احتاجوا الى المال كلما عملوا من هذه المواقف..
ونحن نرجو نشر نص حقوق وواجبات العضوية بالمؤتمر لان البعض للأسف الشديد مايزال يرى أن هذا الموقف عبارة عن نوع من الاستهداف لهؤلاء الاعضاء، بينما نحن حرصنا على ابراز هذه الوثائق لكي يعرف الجميع أننا نتكلم بمرجعيات، وان الإجراءات التي تمت بناء على مرجعيات تنظيمية ولوائحية معروفة، وهذه اللوائح لم يعدها شخص بل أقرت في المؤتمر العام ونوقشت وتم استيعاب الملاحظات من كل قيادات المؤتمر في كل المحافظات وفي كل التكوينات والمؤتمرات العامة إلى أن أخرجت بهذه الصيغة التي تمثل مختلف العلاقات التنظيمية، وعندما نتحدث عن الحزب ما هو إلا عبارة عن رؤية - برنامج عمل - وثائق - وأعضاء ، وهنا فنحن لا نريد مجرد أعضاء اشبه بالقطيع .. لا، نريد أعضاء منضبطين بلوائح تنظيمية.
ونقول ولنا الفخر ان المؤتمر الشعبي العام من أرقى الأحزاب فيما يتعلق بالادبيات وفيما يتعلق بالميثاق الوطني كدليل نظري وفي النظام الداخلي وتنظيم العلاقات التنظيمية، وايضا اللوائح المتفرعة، وهنا نحن نتكلم عن المجلد الاول والثاني ولدينا أيضا 3 مجلدات اخرى تنظم كل العلاقات التي تحكم علاقة التكوينات ببعضها وعلاقات الأعضاء بالتكوينات، وهناك العديد من الواجبات التي يعد الإخلال بها موجباً للفصل، لان الوضع الطبيعي ان يسهم العضو اسهاما ايجابيا في دعم كل الأعمال الهادفة الى تعزيز الوحدة الوطنية وبناء الدولة اليمنية الحديثة واحترام الشرعية الدستورية وتنفيذ القانون، لكن ما نلاحظه هو ان هؤلاء أخذوا هذا الأمر واشتغلوا ضده، فبدلا من احترام القانون نجد انهم عملوا ضده.
* من واجبات العضو ان يكون مؤمنا بالميثاق الوطني وملتزما به وبحمايته وبتجسيد نظامه، ألا ترى ان ذلك يتناقض مع عملهم المرتكز على تكريس النفوذ السعودي والإماراتي؟
- من الواجبات ان يتم العمل على تعزيز وحدة المؤتمر الفكرية والا يمارس العضو في حياته الشخصية ما يناقض ذلك، فأنت كعضو بالمؤتمر وقيادي بالمؤتمر يجب أن تكون نموذجاً في تصرفاتك وان لاتعمل او تمارس اي شيء يناقض ذلك او يسيئ إلى سمعة المؤتمر.. وأن تلتزم بالنظام الداخلي واللوائح المتفرعة منه، لكن ما نلاحظه الآن انهم اعطوهم فلوس ليحضروا مؤتمر القاهرة ومؤتمر الرياض، وهذا يؤكد اننا الآن امام منظومة متكاملة ، لكن يبقى الاهم ان مصدر قوة المؤتمر يتمثل في قواعده الموجودة على الساحة الآن بقيادته الحكيمة ممثلةً بالشيخ صادق بن امين ابو راس والقيادة التنظيمية امثال الشيخ الراعي والدكتور قاسم لبوزة والأمين العام وقيادة اللجنة العامة، وهي قيادات ناضجة ومستوعبة المرحلة ، والمؤتمر أيضا هو في وضع لا يحسد عليه أمام التحديات، وأيضا في مرحلة لا نريد أن نقول انه يعمل توازنات لكن المؤتمر كحزب سياسي في مرحلة حرجة تجلت فيها حكمة القيادة التي استطاعت أن تعبر به إلى بر الأمان وان شاء الله وبتعاون الجميع نتجاوز هذه المرحلة بكل تفاصيلها التي أرجو ان يتم تسليط الضوء عليها لكي يعرف الجميع ان ما حدث ليس استهدافاً لأشخاص بعينهم بقدر ماهو تصرف عملي تقتضيه اللوائح والانظمة وظروف الواقع الراهن.
* نريد التركيز على نقطة مهمة ان هذه إجراءات عامة لا تخص الـ31 عضوا وتحكمنا مبادئ وليست عواطف وهذه المبادئ مجسدة في فقرات وفي نقاط واضحة غير قابلة للتأويل ولا لبس فيها.. ألست معي في ذلك؟
- نعم يفترض خارج إطار الـ31 عضوا فان المؤتمر مسؤول عن نفسه والسؤال هو هل انت مع الوطن ولا تخرج عن الميثاق وعن ادبيات الميثاق؟! وبالتأكيد فانك في حال خرجت عن ذلك فانك لست مع المؤتمر ولا مع اليمن، وخصوصا عندما تسمع في الشارع بحدوث اي عملية إجرامية ضد الوطن وضد اليمن، وهنا فان اي انسان سوف يخل بواجباته فان عليه ان يتحمل مسؤوليته كشخص وليس للمؤتمر اي علاقة به، وفي حالة الفصل فانها تشبه حالة المحكمة التي تحكم في قضية مخلة بالشرف والأمانة، ومثلها فان اللوائح التنظيمية ايضا استوعبت البعد الوطني وقدمته حتى على الاعتبارات التنظيمية وفي مساحة تعتبر جانب الاعتبارات الوطنية في المرتبة الاولى.
* مجالس التأديب هي التي شكلت هيئة الرقابة وقدمت توصيفاً للمخالفات وتشخيصاً لها وقدمتها الى قيادات المؤتمر ، لكن الآن عندما نتحدث بهذا الامر .. ما رأيكم في من يتشدق حول بعض الإجراءات بحق بعض الاشخاص ممن خانوا البلد وهم اشخاص مطلوبون بالقضاء ولم يحضروا الى القضاء الذي أصدر احكاما بشأنهم؟
- هذه الاجراءات تعتبر ملزمة وهي في اطار الوضع الطبيعي لكن البعض من هؤلاء مازالوا يتشدقون ببعض الحماقات والتي تفوهوا بها بعد صدور القرار الاخير من اللجنة العامة، ومع ذلك رأينا البعض منهم قد عمل على الاستهداف الاعمى لشخصية المناضل صادق ابو راس ، وهذا يؤكد ان هؤلاء الأشخاص لا يعرفون شيئا عن ادبيات المؤتمر ووثائقه واحكام النظام الداخلي واللوائح الداخلية، والشيخ صادق كان قادراً على الوصول الى هذا القرار من زمان إذا كان القرار فردياً، لكن الشيخ صادق اكبر من ذلك وهو بعيد عن هذا الحديث ولا يحتاج إلى شهادة مني ولا من احد وهو بمثابة الشهيد الحي ورجل المواقف الثابتة مع الوطن وضد العدوان من اول يوم، وما حدث الآن عبارة عن إجراءات تنظيمية بدأت ونوقشت بالامانة العامة ومن ثم رفعت إلى اللجنة العامة وتم عقد اجتماع مشترك مع رؤساء الفروع بالمحافظات والجامعات، باعتبار أن هذه هي التكوينات التي تمثل المؤتمر الشعبي العام عبر إجراءات وتسلسل تنظيمي معروف، وبطبيعة الحال فان هؤلاء الاشخاص تعودوا على هذه المساحة من الشخصنة والاستهداف الشخصي تحت تأثير هذه الاجراءات ، وبالعكس فان ما حدث مؤخرا يمثل كل مؤتمري وطني نظيف يقف ضد العدوان ، والقرار بفصل هؤلاء الاعضاء هو تعبير واضح عن كل أعضاء المؤتمر الشرفاء .
* هل سيتم إعطاء كل واحد مفصول رسالة بهذا الشأن؟
- اقول لك بأن الرسالة قد وصلت، وهذه القائمة لن تكون الأخيرة، وان ذلك يعد شيئاً طبيعياً تجاه المخالفات وان الجزاءات المنصوصة موضوعة لمثل هؤلاء.. وكل من يرتكب مثل هذه المخالفات ستطبق عليه نفس هذه العقوبات .
* ما رسالتك إلى قواعد المؤتمر الشعبي العام في الداخل التي كانت إلى جانب القيادة وكانت جزءا اساسيا واصيلا في مناهضة العدوان؟
- رسالتي إلى كل قواعد المؤتمر وأنصار المؤتمر أن يتمسكوا بالمؤتمر كخيار وطني فالمؤتمر الشعبي العام هو الحزب الذي يمثل الرؤية الوطنية الناصعة والمؤتمر الشعبي العام مثلما كنا نشاهد كثيراً من مؤسسي المؤتمر الشعبي العام ممن توفاهم الله (رحمهم الله جميعا) حيث بدأوا في الثمانينيات وبنوا هذا البناء الذي استطاع أن يصمد أمام كل محاولات النيل والاستهداف الفاشلة، وهو حزب جاء من هذه التربة وحزب متواجد ومصدر قوته هم هؤلاء الأعضاء الموجودين بالداخل وليسوا اولئك الذين في الخارج ومعهم ملايين ومليارات الدولارات، لكنهم لم يستطيعوا أن يهزوا المؤتمر الشعبي العام لان قوته ليست بالمادة ولا بالسلطة بل قوته بالأرض والشعب والمبادئ.. وما نريده من أعضاء المؤتمر أن يتمسكوا بها لأنها مصدر قوتهم ولن يستمر المؤتمر الشعبي العام إلا من خلالها وهؤلاء يريدون أن ينسفوا هذه القيم والأخلاق ومبادئ المؤتمر ومبادئ الميثاق الوطني .
وايضا نقول لكل أعضاء المؤتمر في الداخل والخارج أن المؤتمر كان ذا افق واسع الى المستقبل بدليل هذه اللوائح التي نرى كأنها وضعت لمثل هذا اليوم ولمثل هؤلاء الخونة، لو تقرأ الميثاق الوطني ستجد انه صيغ بصياغة فيها توصيف دقيق لهذه المرحلة من اي اتهام او اي أعمال تمس بسيادة الوطن وباستقلاله ووحدة أراضيه لأنها تعتبر أشياء فطرية مصانة في الوجدان اليمني.
*في كل الأحزاب بالعالم وفي كل الدساتير بالعالم الخيانة معروف توصيفها للذين يمثلون الخيانة بكل وقاحة ومجاهرة في هذا الموضع حتى ان الأدلة واضحة، أليس كذلك؟
- حتى التشريعات الداخلية سواء أكانت دساتير وقوانين او تشريعات اوالاحكام التنظيمية حتى في المواثيق الدولية وصفت هؤلاء بالمرتزقة، والمواثيق الدولية نفسها عندما تقرأ من هو المرتزق تجد انه يوجد أحد منهم فيه صفات المرتزق وستجد وكأنها وضعت لمثل هؤلاء، بل بالعكس أصحابنا عادهم تجاوزوا ذلك بالقول ان المرتزق هو من يعمل مع جيش دولة أجنبية ضد بلده.
* كلمة أخيرة لك في نهاية اللقاء ؟
- في الاخير نتوجه بكل التحية والتقدير لجيشنا ولجاننا الشعبية على هذا الصمود الذي استطاع بكل تصرف ان يعزز من هذا الصمود ويظهر البلد كوحدة متكاملة وان وجود بعض الخلافات سوف تذوب وتنتهي لأننا نتعامل مع الجميع من اجل الوطن.
والتحية ايضا لقيادتنا التنظيمية ولكل كوادر وأعضاء وقواعد المؤتمر الشعبي العام، ونسأل الله السلامة لبلادنا من هذه الجائحة وباء كورونا، وان يكون النصر قريباً لشعبنا على دول العدوان.
|