الميثاق نت -

الإثنين, 20-أبريل-2020
الميثاق نت: -
من يشاهد السفيرين الامريكي والبريطاني في اليمن في اللقطات التليفزيونية يشاهد مصاصي دماء دراكولات حقيقية فما بالنا إذا سمعنا مقابلة تليفزيونية شاملة لاحدهما وهو يتحدث ببرود انجليزي .. وخبث استعماري ،حتى نكشف أننا لسنا أمام دبلوماسي في القرن الواحد والعشرين إنما‮ ‬أمام‮ ‬احد‮ ‬موظفي‮ ‬واجهة‮ ‬الاستعمار‮ ‬البريطاني‮ ‬بالقرنين‮ ‬الـ18‮ ‬والـ‮ ‬19‮ ‬شركة‮ ‬الهند‮ ‬الشرقية‮..‬
الجزيرة كعهدها استضافت ليلة الأربعاء قبل الماضي السفير البريطاني مايكل آرون في برنامج بلا حدود.. ونحن نعرف ما الذي تريده قناة الجزيرة وإلى ماذا تهدف، ولكن للمشاهد البسيط تتجسد أمامه البراءة وحب السلام ووقف العدوان على اليمن ويدين ضرب المباني المدنية حتى يبدو‮ ‬ان‮ ‬هذا‮ ‬السفير‮ ‬الدراكولا‮ ‬ملاك‮!!‬
ولفهم‮ ‬هذا‮ ‬الخبث‮ ‬البريطاني‮ ‬علينا‮ ‬إعادة‮ ‬قراءة‮ ‬التاريخ‮ ‬الاستعماري‮ ‬لبريطانيا‮ ‬العظمى‮ ..‬،‮ ‬والاستخلاص‮ ‬الأهم‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬اللقاء‮ ‬يبرز‮ ‬السؤال‮ : ‬ماذا‮ ‬يريد‮ ‬البريطانيون‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬؟‮!‬
بريطانيا منذ ثلاثينيات القرن الماضي خططت لتحويل عدن الى مستعمرة طويلة الأمد وتكون بديلة عن هونج كونج ويكون خليج عدن ومضيق باب المندب والساحل اليمني على البحرين العربي والأحمر تحت سيطرتها الكاملة..
وفي هذا السياق كانت المعاهدات الحمائية مع المشيخيات والإمارات والسلطنات من أجل هذه الغاية ، لتشهد عدن ازدهاراً غير مسبوق من بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .. لكن من مساوئ بريطانيا أن هذه الخطط والتوجهات جاءت في زمن حركة التحرر العالمية من الاستعمار ولم تخرج‮ ‬بريطانيا‮ ‬من‮ ‬اليمن‮ ‬إلا‮ ‬بعد‮ ‬كفاح‮ ‬طويل‮ ‬مدني‮ ‬ثم‮ ‬مسلح‮ ‬،‮ ‬وكان‮ ‬ذلك‮ ‬امتداداً‮ ‬لحركة‮ ‬التحرر‮ ‬العربية‮ ‬والعالمية‮..‬
انتصرت ثورة الـ 14 من اكتوبر اليمنية وأسقط العلم البريطاني من السارية ليرفع علم الجمهورية اليمنية .. غادرت وهي تحلم بالعودة مطمئنة إلى ما تركته من عملاء داخل سلطة مابعد الثلاثين من نوفمبر 1967م ، ولفهم الصراعات التي شهدتها عدن قبل الوحدة اليمنية ينبغي البحث‮ ‬عن‮ ‬المال‮ ‬السعودي‮ ‬والتخطيط‮ ‬البريطاني‮..‬
اليوم‮ ‬لا‮ ‬تريد‮ ‬بريطانيا‮ ‬تقسيم‮ ‬اليمن‮ ‬فحسب‮ ‬،‮ ‬بل‮ ‬تشظية‮ ‬اليمن‮ ‬وإنهاك‮ ‬الجميع‮ ‬في‮ ‬صراع‮ ‬لا‮ ‬ينتهي‮ ‬بين‮ ‬كانتونات‮ ‬وجعلت‮ ‬واجهتها‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮ ‬العدوانية‮ ‬القذرة‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮.. ‬
بريطانيا‮ ‬بسفيرها‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬وحكومتها‮ ‬لا‮ ‬تريد‮ ‬أي‮ ‬سلام‮ ‬يتحقق‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ .. ‬ومواقفها‮ ‬من‮ ‬قضية‮ ‬ايقاف‮ ‬مبيعات‮ ‬الأسلحة‮ ‬لدول‮ ‬العدوان‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ ‬واضحة‮ ‬ولا‮ ‬تحتاج‮ ‬إلى‮ ‬شرح‮ ‬وتوضيح‮..‬
لهذا ظهر السفير البريطاني في لقائه المذكور يؤدي دور راعي السلام الذي لا يريده ،ومساعيه وحكومته ليس سوى ظاهرة صوتية وسبق وأن فضح نفسه كما فضحت حكومته نفسها مراراً طيلة السنوات الماضية من عمر العدوان..
فلا‮ ‬تنتظروا‮ ‬من‮ ‬هؤلاء‮ ‬أي‮ ‬سعي‮ ‬لإيقاف‮ ‬العدوان‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬تقريب‮ ‬وجهات‮ ‬النظر‮ ‬بين‮ ‬الفرقاء‮ ‬والخصوم‮ ‬وتحقيق‮ ‬السلام‮..‬
ويبقى‮ ‬السؤال‮ ‬هنا‮ : ‬
هل‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬تكون‮ ‬البومة‮ ‬حمامة‮ ‬سلام؟‮!‬
فشل‮ ‬السفير‮ ‬البريطاني‮ ‬في‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬كذلك‮.!!‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58128.htm