مطهر تقي - مضى عامان على استشهاد الرئيس الوطني الحر صالح علي الصماد.. مناسبة تطل على أبناء اليمن اليوم بعد قيادة الرجل الاستثنائى دامت سبعة عشر شهرا تمكن خلالها من حفر اسمه في عقول وقلوب كل أبناء الوطن ففي زمن قيادته حافظ على ما بقي من الدوله ولم يثنه الجهاد ضد العدوان أن يمنعه من التفكير في بناء الدولة فرفع شعاره الوطني يد تحمي ويد تبني وفتح قلبه واذنيه قبل مكتبه لكل صاحب رأى حتى لو كان مخالفا لرأيه فقد أعطاه الله حكمه الصبر والإنصات واحبة كل من عرفه عن قرب او من خلال قيادته الوطنية حتى أنه حير خصومة واعداءه بسعة افقه لبناء للدولة اليمنية الواحدة فكان ينظر إلي أبناء المهرة أنهم أقرب من اهله في صعدة التي ينتمى إليها دون تفرقة مناطقية او سلالية او عنصرية فكل أبناء اليمن في قلبة وضميره سواسية ويرى أن الدولة اليمنية الديمقراطية المدنيه الواحدة هي الضمان الأكيد لمستقبل اليمن..
قبل عام وفي مثل هذا الشهر كتبت بمناسبة مرور عام على استشهاد الرئيس الصماد فقلت :مضى عام على استشهاد رجل الدولة ورجل السلام والوفاق صالح الصماد الذي استطاع خلال توليه منصب رئاسة المجلس السياسي الأعلى وهي فترة ليست طويلة أن يكسب حب اليمنيين وأن يكون في نظرهم رجل السلام والوفاق.
عرفته أول مرة في جلسة مقيل ضم نخبة من رجالات الدولة لا يزيد عددهم عن عشرة تم الإعداد لذلك المقيل بقصد أن يستمع الصماد إلى آراء عدد من المسؤولين ومن لهم تجربة في إدارة الدولة عن الوضع السياسي عقب دخول أنصار الله صنعاء واستلامهم الدولة وينقلون وجهة نظرهم للصماد عن الطريقة والأسلوب المناسب لمشاركة أنصار الله في إدارة الدولة وبالمقابل يستمع الحضور لرؤية أنصار الله عن الحالة السياسية وموقفهم إزاء عدد من القضايا الوطنية التي كانت محل طرح وبحث... وعلى مدى أكثر من خمس ساعات كان الصماد يستمع بإنصات وقلمه لا يفارق الورقة لتسجيل الملاحظات التي كان يستخلصها من سماعه وكان دمث الأخلاق ومفوها في حديثة ويعرف ما يريد قوله ويشرح وجهة نظر أنصار الله باسلوب جذاب لا يخلو من الإقناع.
وأظنه قد خرج من ذلك اللقاء مقتنعاً ببعض ما سمع من الآراء ووجهات النظر المتعددة التي لا تخلو من الصدق والصراحة انطلاقاً من استشعار الحاضرين مسؤوليتهم عن عظم خطورة أحداث عام 2014م.
ومنذ ذلك اللقاء وعلاقتي بالأستاذ صالح الصماد متواصلة بين وقت وآخر ومن ذلك التواصل طلبه مني وضع بعض الآراء لما يمكن أن يتضمنه أحد خطابات السيد عبدالملك في عام 2015 (كما طلب تلك الآراء من غيري كما اظن) كما أني ومنذ ذلك الوقت أتابع ذلك الرجل الذي أثبتت الأيام أن له إمكانات متعددة ومواهب متميزة منحه الله إياها.. إنه باختصار رجل استثنائي ويكفيه كفاءة وإمكانية أنه استطاع أن يوقف تداعيات أحداث 2017 بين حلفاء التصدي للعدوان.. ويكفي الشهيد الصماد دورا أيضا كيف عمل بكل جهده وإمكاناته على إطلاق آلاف المحتجزين عقب تلك الأحداث ومحاولاته المتفانية لجبر الضرر بين أخوة التصدي للعدوان وأظن أنه لو قدَّر الله له طول العمر لتمكن الصماد من تحقيق الكثير من الإنجازات في تماسك الدولة وتفعيل مهام حكومة الإنقاذ التي أفرغت من كثير من مهامها ولاستطاع أيضاً بشخصيته الوطنية وشخصيته المتميزة ونظرته طويلة الأفق من تنفيذ اتفاق السويد لكن شاء الله وقدر.
رحمة الله عليك يا صماد ويا رجل السلام والوفاق من كنت رئيساً لكل اليمنيين ومحباً لكل أبناء شعبك بكل تنوعهم السياسي ومذاهبهم وأفكارهم لقد تمكنت من استيعاب الجميع وزرعت في نفوس الجميع الاطمئنان والثقة وبأنك خير رجل من أنصار الله يتمتع بروح وطنية يمنية وتمثل عقلاء أنصار الله الذين يتمنون لليمن وأهله الخير والسلام بعيدا عن التعصب السلالي والمناطقي والفكري الضيق فأنت لم تحابِ هاشمياً أو صعداوياً على حساب بقية المواطنين اليمنيين الأكفاء بل كنت مؤمناً باليمن الجمهوري الواحد وتحمل هم الوطن من المهرة حتى صعدة ولا تفكر في جمع المال وشراء الأراضي والتطاول في البنيان فقد كنت زاهداً من متاع الدنيا حتى استشهدت وأنت لا تملك وأولادك بيتاً في صنعاء فقد كان همك المواطن واستقرار معيشته والموظف وصرف راتبه وكنت تشرف بنفسك على حل أي مشكلة في انعدام البترول والغاز والمواد الغذائية وتوقف المتحوثين وحتى المتعصبين من بعض المنتسبين إلى أنصار الله الذين كان همهم تفريغ الدولة من مهامها والذين كان همهم الاستفادة والتنفع وتوقفهم عند حدودهم ويكفيك فخرا يا صماد أنك أول قائد يدخل إلى ما وراء الحدود في نجران وعسير وجيزان بسلاحك الشخصي وأول من رفع الشعار يد تحمي ويد تبني فالرحمة عليك يا رجل السلام والوفاق ورجل الرجال.
وها أنا ذا وبعد عام من تلك الانطباعات عن الشهيد الصماد أؤكد اليوم تعزيتي إلى كل أبناء اليمن بمناسبة الذكرى الثانية الاستشهاد الصماد الذي فقدنا في رحيله مولد الدولة المدنية الحديثة المستقلة عن اي هيمنة خارجية او عن اي انتماء لأي قوة اقليمية اجندتها بعيدة عن هموم وتطلعات الشعب اليمني
ختاما : إن من قتلك يا صماد حاول أن يقتل اعتدالك ووسطيتك ورؤيتك لبناء اليمن...
من قتلك خاف أن يمتد حكمك حتى تحقق السلام العادل سلام الشجعان وتحفظ كرامه وسيادة اليمن وتقضي على تجار الحروب ومراكز القوى الظلامية والعملاء والمرتزقة الذين يشكلون اهم طابور يتكفل باستمرار الهيمنة الخارجية وبقاء اليمن في صراع وقتال وتناحر..
رحمة الله عليك يا صماد وأعان خليفتك المشاط على مواصلة المسير في الدرب الذي بدأته.. والله ناصر اليمن وشعبه.
|