محمود ياسين - يقول السعوديون : نحن أشقاء ومعنيون بمصلحة اليمن واستقراره
تعرف أنهم يكذبون بالطبع، لكنه ذلك الكذب الذي يمنحك حسا ما بكون خصمك المتآمر على بلدك يهتم لردة فعلك ويحاول استرضاء جانبك الوطني، الأمر الذي لا يتناقض مع ماكنت قد ذهبت إليه سابقا بشأن المفاضلة بين الدولتين السعودية والإمارات وتساءلت في تلك المقالة عما الذي يجعلكم تطمئنون للسعودية مقارنة بالإمارات ؟
الخطر ذاته وربما تكون المملكة أكثر مراساً وهي تعمل على تخريب اليمن بشكل رصين وبلا هوادة.
المعضلة هنا إعلامية بحتة وكيف أن الإماراتي ينال من روحك أكثر ويجعلك تطفو على مستنقع قذاراته وهو يخبرك كل يوم أنه سيفعل بك وببلدك وينال منك وأن هذا ما تستحقه، وفي حالة من الصبيانية ونقل السياسة ودورة الأطماع من التآمر إلى الإهانة وتعمد النيل المعلن من كل ماهو عزيز عليك وثمين، وإذا كانت المملكة في مهمة تدمير فكرة الدولة اليمنية فالإماراتي السوقي مستميت في محاولة تدمير الذات اليمنية باستفزازها واعتماد الصلف والوقاحة و" أنا هكذا وسأنال منك أمام عينيك ولن تتمكن من فعل شيء".
الوقاحة الرسمية الإماراتية هي لم تستثن أحدا في المنطقة، حد الوصول بأحد مستشاري بن زايد لمحاولة النيل من سمعة وحرمة والدة أمير قطر، وللدرجة التي يظهرون الصلف وادعاء التفوق والأستاذية مع الإعلاميين السعوديين وهم حلفاؤهم، ظاهريا على الأقل.
لكنهم أطلقوا العنان لسوقيتهم مع اليمن وأوصلوا الاجتراء على اليمني وتاريخه ووجوده وخارطة بلاده لأقاصي ما تحتمله السوقية السياسية وعجرفة الطموح المبتدئ الذي راح يتدرب على الاستعمار بمصير وسمعة وكرامة شعب أوقعه حظه العاثر في هكذا مأزق، مثل ابن ناس كريم ومعتد بذاته علق في مواجهة مع مديرة بيت دعارة في سوق بلا عاقل.
يقومون بالأمر بأمان وثقة من ذلك النوع الذي يتمتع به ثري سيئ التربية ومدفوع ومسنود برعاية أوغاد كبار، يفصح عن الخسة والبجاحة دون أي اكتراث للعواقب.
العواقب التي تجرعتها دول كثيرة في تاريخ النزاعات، دول وأنظمة استخفت بشعوب كانت في حالة فقدان مؤقت للقدرة على مبادلة العنف وإنجاز فعل موجع.
لكنها وفي كل مرة وفي كل تجربة تمكنت تلك الشعوب من الاقتصاص ودفع الأنظمة الحمقاء لتذوق المرارة، إنها تلك العدالة المؤجلة والتي ستجد طريقها يوما لتتحول لعقاب وندم.
|