محمد اللوزي - حينما تعمل على تفكيك (التابو)المترسخ في ذهنيتهم وتكشف هشاشته ينبرون لك بتعصب وعن عجز إلى السب والشتم لأنهم لم يستطيعوا الرد على الحجةبالحجة والقول الحسن لعجزمنهم ولأنهم عبدوا هذا (التابو) في شكل نصوص ورفعوها إلى مصاف الذي لا يأتيه الباطل.لذلك أي تناول نقدي عميق وقوي وواضح يصيبهم بحالة جنون كأنك تكسر زلفاهم وتحطم اصنامهم فيرتدون إلى لغة اتهام تمسك في صميم وجودك المستقل.هكذا العقليةالعربية حدية لا تقبل العلمي ولا تقيم له وزنا.فقط تنتهج ماألفته في السابق وادمنت عليه واستراحت له.ولذلك أي تناولة قوية لماترسخ في عقل ووجدان العربي كأنما هواعتداء على الذات وجب الدفاع عنها بضراوة حد الانتحار؛ولأن ثمة خوفاً من المستقبل إبداعا وتجديدا يكسر هيمنة البالي المؤدلج فإننا في المقابل نجد من يحتمون بالماضي ويتمترسون فيه؛ يبجلونه يرون فيه الرونق والزلال بينما القادم ليس سوى بدعة وظلال وزيف.هكذا سنظل نحتمي بالموتى من الحياة؛ ونقهر المستقبل في الاستغراق بالماضي وينوبناالسابق في التفكير ويصل به لدرجة استلابنا حياتنا بهيمنته على تفكيرنا. إنه احتلال حقيقي أكثر خطرا من الاحتلال العسكري لأنه يلغي الكيان الآدمي ؛يصادر الحرية،يغلق منافذ الحياة،ويفتح جبهات ومعارك وهمية تسيل فيها دماء وتنسكب دموع باسم الأيديولوجي الدوغما المركب المعقد في اليمين واليسار....فهل نقدر على ان ننظر إلى الماضي كونه متحف لنعرف كيف ننقده ونستفيد منه ونضيف عليه؟؟؟؟هل نتخلص من أيديولوجيا القولات الجاهزة التي تعتقل العقل تجعله يعيش سباتا لا يستيقظ الا للاحتراب؟هل نعقل نحن؟ وماذا نريد؟ وكيف نتجاوز مثبطات الإبداع والقدرة على صياغة المبادرات والتجديد؟هل نتجاوز الراهن المشلول إلى المستقبل؟هل نقبل نقد الذات في سياق زمني ممتد من الماضي إلى الحاضرلصناعة غد افضل؟الواقع ان ما نعيشه يحتاج الى ثورة في الفكر تصيغ هويتنا باتجاه المستقبل
|