بدر بن عقيل -
صنعاء عاصمة الروح أبوابها سبعة والفراديس أبوابها سبعة كل باب يحقق أمنية للغريب ومن أي باب دخلت سلام عليك.
-عبدالعزيز المقالح-
< لقد كان لمدينة صنعاء سبعة أبواب: باب اليمن، باب السبح، باب عامر، باب البلقة، باب شعوب، باب القاع، باب السلام، وقد اندثرت الأبوابه الستة ولم يبق إلاّ باب اليمن مثلما هي اليمن، مشرعاً أبوابه لكل غريب شقيق وصديق محب.. ويبادلك التحية والسلام.. والحب بالحب.. فهنا ترى وتسمع وتحس وتتذوق جمال اليمن، وخيرات أرضها، ودفء ورحابة إنسانها..
تقول الكاتبه والصحفية المغربية من وفيق: «في باب اليمن.. في سور صنعاء.. هناك تدرك أن للجمال اليمني عمقاً خاصاً وخالصاً، ترى بشكل غريب وممتع كيف أن الوجوه اليمنية مرآة للمعمار اليمني، للثوب اليمني، للخنجر اليمني، للبن اليمني، للعقيق اليمني، للعسل اليمني أيضاً..!!
باب اليمن يحتفي بك إنسانياً بشكل كبير، في أعين تجاره وبين دكاكينه تختبئ روح إنسانية صافية. في باب اليمن عصارة روح إنسانية».
ويقول الكاتب العربي محمد صادق دياب :« إذا ولجت باب اليمن في سور صنعاء، أمطرت عليك بيوت صنعاء العتيقة جمالها، وزفتك الأغاني اليمنية المنبعثة من المتاجر على أنغامها».
أما الكاتبة الكويتية ليلى العثمان فتمضي دهشتها مع باب اليمن إلى أبعد حدود، حيث تقول :«باب اليمن من الأسواق المذهلة التي لا يمكن لك أن تمل منها أو تنساها، لا يمكن لشيء أن يعبر عينيك عبور الكرام، كل لقطة ترسخ جمالها في عدسة عينيك فأنت تلتقطها بعدسة الكاميرا، كل جماليات البناء يشبع بها وجدانك العاشق لكل قديم لم يفسد، كل رائحة غريبة أو اليفة تفوح من الحوانيت، من الأرض المتربة، من الناس الذين يمرون تزاحمهم ويزاحمونك، روائح لا تثير التقزز والضيق، وبصدق أقول لم تلفتني ظاهرة الروائح البشرية في اليمن، كما يحدث في المدن والبلدان الأخرى».
ولا شك أن هذا السحر والجمال والإعجاب يعود إلى أن باب اليمن يقف بطابعه الهندسي والمعماري الفريد منذ أكثر من ألف عام حارساً أمينا للمدينة العتيقة، منه يدلف الآلاف من الناس يومياً إلى أسواق صنعاء القديمة التي تعكس تجليات الثقافة التقليدية اليمنية من أزياء شعبية وصناعات حرفية من سيوف وخناجر وحلي، وخيرات الأرض الطيبة، يقول الكاتب فضل النقيب: «من أراد أن يرى تجليات اليمن الثقافية والإبداعية في الأزياء واللهجات والطباع والمنطقة، والتمنطق بالخناجر والجنابي إلى «السَّلَبْ» فليذهب إلى باب اليمن ليدخل إلى أبواب التاريخ».
نعم باب اليمن بقدر ما هو مفتاح مدينة صنعاء القديمة بقدر ما هو مفتاح كل المدن اليمنية.. ففيه تحمل المدن رائحتها.. وإنتاجها وأسماءها المطبوعة على صناعاتها أو إنتاجها، ولعل هذا الأمر هو أحدُ أسرار تألق وصمود وحيوية باب اليمن على مر التاريخ، وبقائه شاهداً حيّاً على كل الأزمنة والأمكنة اليمانية..
كما أن ارتباط اسم باب اليمن له تلك الخصوصية والتفرد والشهرة مع مجموعة الأشياء التي ارتبط اسمها باليمن مثل :(السيف اليماني) و(الشعري اليمانية) و(سهيل اليماني) و(البن اليمني) و(العنب اليمني) و(البردة اليمانية) و(العقيق اليماني).
عن الثورة